لماذا سقطت الأندلس؟ «39»

عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم
بقلم : عبد الفتاح عبد المنعم
نهض آخر الفرسان الأندلسيون العظام، موسى بن أبى غسان، وصاح: «لا تخدعوا أنفسكم ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم، إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها، وتدنيس مساجدها، وتخريب بيوتنا، وهتك نسائنا وبناتنا، وأمامنا الجور الفاحش، والتعصب الوحشى والسياط والأغلال، وأمامنا السجون والأنطاق والمحارق، وهذا ما سوف نعانى من مصائب الموت الشريف، أما أنا فوالله لن أراه»، ثم قام وخرج وجاهد حتى استشهد رحمه الله تعالى.
 
لله درك يا موسى عندما بررت بيمينك فلم تره، خرج موسى غاضبًا من مجلس المهانة والضعف والخور دون أن يرمق أحدًا أو يفوه بكلمة ثم ذهب إلى داره وغطى نفسه بسلاحه واقتعد جواده المحبوب «غارب»، واخترق شوارع غرناطة حتى خرج منها إلى معسكر الجيش الصليبى فلقيته سرية منهم مكونة من خمسة عشر فارسًا على ضفة نهر «شنيل» فانقض موسى عليهم كالأسد، وأخذ يمضى فيهم طعنًا وضربًا وأثخنته الجراح، ولكنه استمر فى القتال كأنه ما يشعر بالألم جراحاته، كثيرة وكانت ضرباته ثائرة قاتلة، وهكذا لبث يبطش بالفرسان الصليبيين حتى أفنى معظمهم، غير أنه أصيب فى النهاية بجرح خطير ثم قتل جواده فسقط على الأرض، ولكنه ركع على ركبتيه واستل خنجره، وأخذ يناضل عن نفسه حتى الرمق الأخير، ولم يرد أن يقع أسيرًا فى يد خصمه، بل رضى بالشهادة والقتال حتى مات رحمه الله، ولا عزاء لأشباه الرجال ولا رجال فى زمان ضاع فيه أبطال النضال.
 
ولقد صاغ الشاعر عدنان مردم بك هذه الصورة على لسان موسى بن أبى غسان فقال:
أنا لن أقرّ وثيقةً/ فرضت وأخضع للعِدا/ ما كان عذرى إن جبنت/ وخفت أسباب الردى/ والموت حق فى الرقاب/ أطال أم قصر المدى/ إنى رسمت نهايتى/ بيدى ولن أترددا/ كنت الحسام لأمتى/ واليوم للوطن الفدى/ أنا لن أعيش العمر/ عبداً بل سأقضى سيدا.
وغداً نتواصل

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أدلة جديدة تُورّط مدافع إشبيلية في فضيحة مراهنات

الحرس الثورى الإيرانى: قواتنا مستعدة ونعزز قدراتنا لمواجهة أي عمل عدائي

نفاد تذاكر حفل "وردة وبليغ" في دار الأوبرا المصرية قبل أيام من انطلاقه

ريفيرو يرفض ضم صفقة أجنبية للأهلي في الوسط أو الدفاع ويفضل الهجوم

وصول المتهمين فى حادث انفجار خط غاز أكتوبر لحضور أولى جلسات محاكمتهم


تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز.. رمضان وإبراهيم وماييلى بالهجوم

اليوم.. رئيس الوزراء يحضر احتفالية مرفق الإسعاف المصرى

سيدة تعتدي على طفلها بآلة حادة انتقاما من زوجها فى العمرانية

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة

أنشطة المجلس القومى للمرأة لا تتوقف.. برامج تدريبية لتوعية الأمهات والمقبلات على الأمومة بأسس التربية الصحيحة.. وتدريب السيدات على الحرف اليدوية والتلى السوهاجى بالقرى والنجوع.. وبرامج للتثقيف المالى للسيدات


أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء فى فيلم الشيطان شاطر

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

تامر حسنى يجدد تعاونه مع الشاعر محمد سليم فى أغنيتين جديدتين

وجبات الحج المثالية.. كيف تحافظ على طاقتك وصحتك أثناء أداء المناسك؟

أوبرا كارمن تنهى عروضها على المسرح الكبير بدار الأوبرا الاثنين

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

غرامة 3 ملايين جنيه عقوبة تنفيذ رحلات حج مخالفة للأحكام والضوابط

4 فرق تتنافس على الضلع الرابع بالمربع الذهبى قبل نهاية الدوري بجولتين

3 مواجهات قوية فى افتتاح منافسات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري

المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بنظر قضية مباراة القمة بالشق المستعجل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى