عصام كرم الطوخى يكتب: قلوب مطمئنة

ورقة وقلم
ورقة وقلم

 

ما أجمل أن تجد شخصا يتعاطف مع أحلامك وأهدافك وآمالك بعيداً عن النقد والسخرية، لا يتجاهل طموحاتك وثرثرة كلامك فكثيرا ما تفشل العلاقات بيننا وبين من نحبهم لأننا نجهل أبجدية الاحتواء، ففقدان الشعور المتبادل ولغة الحوار وتحفيز الآخر للآخر، مع الضغوط الحياتية وأشياء نغضب لها لأتفه الأسباب وكأن بداخلنا إشعال ذاتي، كل هذا يفقدنا الشعور بالاحتواء وقت الأزمات.

 

ما أروع أن ننظر فى عيون من نحب وندرك الإشارات الخاصة بيننا ونستشعر نظرات المحبة والحنين والاشتياق عن بعد ونقدرها فى التعامل والتفاعل معها، فقوة أى علاقة تكمن فى صدق الاحتواء المبنى على الحب والطمأنينة والاهتمام الذى يتلاشى معه أى فراغ، فأجمل الأشياء فى حياتنا ترحل بدون أن نشعر لأنها لم تجد الاحتواء المناسب.

 

حتى فى الأفكار إذا لم تحتويها وتدرك قيمتها فأنها تذهب وقد لا تعود مرة أخرى فكل شىء يتلاشى بعدم الاحتواء والناجحون يدركون جيدا قيمة احتواء أفكارهم لأنها رأس مالهم وحياتهم.

 

حتى ما بين الزوجين مهم جدا أن يسود بينهما حوار راقى مستمر مدى حياتهم وليحتوى كل منها الآخر فى أوقات الشدة والغضب بصبر وخاصة عند هبوب عواصف لمشكلة ما، بأن يكون هناك استماع جيد ورد فعل مقنع يحفظ للآخر احترامه وهيبته وأن يجيد كل منهما اكتساب ثقة الآخر ويجيد فن الاختلاف والاعتذار والتسامح والصراحة والتغافل وأن يكون بينهما الرفق والتراحم والدفء والأمان والحنان والمودة والرحمة، لذلك إذا لم تكن قادرا على احتواء من تحب فلا تعكر صفو حياته بل يكفى أن تشعره بجمال روحك.

 

هذه القصة لدييل كارنيجى فى كيفية احتواء مشكلة ما، لو تم التفكير فيها بهدوء والبحث عن إيجاد حلول قد تبدو بسيطة ولكنها كانت بمثابة حل سحري، بطلتها سيدة عجوز عانت كثيرا من صبية مشاغبين كانوا يتلفون الورد والنباتات فى حديقة بيتها.. وقد جربت معهم اللوم والتعنيف وإبلاغ البوليس ولكن بلا جدوى.. وأخيرا اختارت أسوأ الصبيان وأكثرهم سلطة وتجبرا وأخبرته أمام بقية الأطفال أنها عينته قائدا عاما ومشرفا خاصا على حديقة المنزل، ومن يومها لم يتجرأ أى صبى آخر على دخول حديقتها مجددا.

 

الاحتواء يعنى الاستقرار والسكينة والسعادة والرضا والتفهم والانسجام فهو لا يقتصر على علاقة بعينها بل يشمل كل العلاقات الإنسانية فكثير من القلوب لا تسمح ولا تعطى الأذن بالدخول إليها إلا لمن يقدرها حق قدرها ويؤمن بها ليصل إلى حالة تناغم فريدة من نوعها إلى عمق التفاهم والتفاعل والإحساس الصادق فهى قلوب مطمئنة تدرك معنى وقيمة الاحتواء لها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

مسيرة فنية كبيرة.. 19 عاما على رحيل النجم عبد المنعم مدبولى

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

موسكو تطالب سفارة ألمانيا بالاعتذار لنشر خريطة تحمل علما محرّفا للاتحاد السوفييتى


الولايات المتحدة تتوقع تحصيل أكثر من 300 مليار دولار من الرسوم الجمركية بنهاية العام

3 قتلى فى هجوم للحوثيين على سفينة شحن بالبحر الأحمر

الرئيس البرازيلى يدين إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية ضد دول "بريكس"

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول


منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

طائرة الريال تهبط فى نيويورك بعد تأخرها بسبب العاصفة وإلغاء مؤتمر ألونسو

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى