محافظ القليوبية يعادى "أبلة حكمت"

محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن
بقلم - محمد عبد الرحمن

الإنسان قد لا يموت مرة واحدة، طالما كان هناك من يتربص به حتى بعد الرحيل.. لسان حال ما حدث مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى رحلت منذ عام ونصف تقريًبا، والتى كشفت مؤخرًا حجم الجهل الحقيقى والفكر الداعشى تجاه الفن ودوره بإزالة اسم "أبلة حكمت" من على مدرسة ترسا.

السيد محافظ القليوبية رضا فرحات وبسرعة يحسد عليها أصدر قرارًا بإلغاء قرار المحافظ السابق المهندس محمد عبد الظاهر، بإزالة اسم الفنانة فاتن حمامة، بحجة تنفيذ حكم قضائى، - أتذكر أن أحكاما قضائية عديدة معطلة، دون تنفيذ، أذكر من بينها قرار بنقل طالبة من مدرسة بالقاهرة لأخرى بالقليوبية، يرفض المحافظ تنفيذه، رغم أنها من سكان المحافظة، السيد المحافظ لم يكتف بذلك، بل أنه خرج فى تصريحات لإحدى البرامج التليفزيونية ويؤكد أن إطلاق من رفعوا اسم مصر وضحوا بأرواحهم من أجلها أفضل من اسم فنانة - بالمناسبة المدرسة اسمها حاليًا "ترسا".

أهالى ترسا، تظاهروا ليس لسوء الخدمات فى المدينة أو لوجود مشكلة ما تواجههم من مشكلات الحياة اليومية، أو حتى للمطالبة ببعض المطالب الفئوية، لكنهم ثاروا من أجل اسم فنانة عظيمة كـ"فاتن حمامة" لإطلاق اسمها على مجمع مدارس ترسا، الأمر الذى رفضه الأهالى بحجة أنها أى فاتن حمامة – مش من القرية- وكأن كل الأسماء التى تطلق على المدارس كانت لأشخاص من نفس المنطقة ".

السؤال المحير هل لهذه الدرجة وصل عقلية مسئولينا بالنظر إلى الفن والفنانين ودورهم المجتمعى، وهل يصل حجم الفكر الرجعى والداعشى إلى الحد الذى يتصور فيه مسئول أن الفن "مش بيقدم حاجة للبلد"؟.. هل أهالى ترسا حلوا جميع مشاكلهم والتزاماتهم وأصبح لديهم رفاهية الاختلاف حول مسمى مدرسة بالقرية .

سيدة الشاشة ومنذ وفاتها يتم التنكيل بتاريخها، فتارة تهدم سينما من أعرق السينمات بالمنيل كان يطلق عليها اسمها ولم تتدخل الدولة، وتارة تتدخل الدولة من خلال مسئول بدرجة محافظ ليزيل اسمها من على مدرسة.

"أبلة حكمت" التى  كانت ضميرا حيًا يخطو على الأرض، تميزت طوال تاريخها بأعمالها الجادة، تؤدى أدوارها بإتقان، توظف كافة إمكانياتها لتقدم الأفضل، سيد الشاشة التى مثلت فى أعمالها الاجتماعية أدورا تجسد حال الفقراء، لم تبخل بفنها فى كشف معاناتهم، وهم الآن يثورون من أجلها ورفض تسمية مدرسة على اسم "فاتن حمامة".

فإذا كان أهالى ترسا يرفضون إطلاق اسم سيدة الشاشة العربية لأنها "مش منهم"، فأذكرهم أنها منا وعاشت تفرح فى أفراحنا وتحزن فى انتكاستنا، وإذا كان السيد المحافظ يرى أنها ليس الأولى إطلاق اسم فنانة على مدرسة، فلو كان الأمر بيدى لأطلقتها على جامعة تليق بمكانتها.

فاتن كما قال عنها الزميل مدحت صفوت فى مقال بـ"اليوم السابع" يرثيها بعد وفاتها "ترحل فاتن وتبقى "سيرتها" الجمالية والفنية، كآية على التصالح مع الذات والآخر، وعلامة نقول لها "وتأتين، ترسمين على القلب النوافذَ، تطلين منها، لنرى وجه الله".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام حسن يستقر على خطة مباراة مصر ونيجيريا

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب


زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

مدبولى يلتقي مسئولي شركة إيني ومجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية لبحث التعاون

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

تقرير يفضح تمويلات الإخوان المشبوهة خلف ستار الاقتصاد الحلال

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة


ترف ودروس فى طب العيون.. كيف يعيش الأسد فى روسيا؟.. مصادر تكشف التفاصيل

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى