عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار فى حوار لـ"اليوم السابع": رجال الأعمال يلجأون لـ"السماسرة" لإنهاء التراخيص هربا من البيروقراطية.. هيئة التنمية الصناعية تقول الأراضى متوافرة بخلاف الحقيقة

 علاء السقطى
علاء السقطى
حوار - منى ضياء - تصوير - هشام سيد
أكد علاء السقطى، عضو مجلس إدارة هيئة الاستثمار، ورئيس جمعية مستثمرى الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إنه يستحيل أن يأتى أى استثمار من الخارج فى ظل أزمة الدولار التى تعد فى الوقت الحالى من أخطر ما يواجه الصناعات المحلية، مضيفاً أن المشاكل التى تواجه الاستثمار عديدة منها مشاكل قديمة تتلخص فى البيروقراطية وعدم وجود أراضٍ صناعية، وفساد المحليات.
 
وأضاف السقطى فى حوار خاص مع «اليوم السابع»، أن مشاكل تراخيص الاستثمار من واقع تجربة شخصية لا تحل من أعلى وإنما من أسفل، بمعنى أن أى مستثمر فى المدينة يمكنه إنهاء تراخيصه فى شهرين أو ثلاثة فقط إذا ما استعان بسماسرة عقارات معروفين، لافتاً إلى أن ما فعلته الحكومة هو تقييد كل عمليات الاستيراد بما فيها مدخلات الإنتاج اللازمة للتصنيع المحلى وهذا يرجع لعدم الدراسة الجيدة لاحتياجات القطاع الصناعة.. وإلى نص الحوار:
 

بداية كيف تلخص مشاكل القطاع الصناعى فى مصر؟

- المشاكل عديدة منها مشاكل قديمة تتلخص فى البيروقراطية وعدم وجود أراضٍ صناعية، وفساد المحليات، وأخيرا أزمة العملة التى أثرت بشدة على المصانع المصرية، وكل هذا يرجع بالأساس لعدم وجود استراتيجية واضحة ومحددة للقطاع الصناعى والاستثمار فى مصر.
 
 

بالحديث عن أزمة الدولار إلى أى مدى تأثرت المصانع المحلية بهذه الأزمة؟

- يستحيل أن يأتى أى استثمار من الخارج فى ظل أزمة الدولار التى تعد فى الوقت الحالى من أخطر ما يواجه الصناعات المحلية، والبعض توقف عن الإنتاج بالفعل لعدم قدرته على استيراد الخامات ومكونات الإنتاج اللازمة لتشغيل المصنع، وهذا وضع ينذر بمخاطر كبيرة، ويهدد بنقص كبير فى السلع المنتجة محليا، فى الوقت الذى تتناقص فيه أيضا السلع المستوردة نتيجة قيود الاستيراد التى فرضتها الحكومة خلال الأشهر الماضية لتوفير الدولار، وهو ما ينتج عنه بالتبعية ارتفاع فى كل الأسعار وعدم وجود رؤية لدى المستثمر لبدء استثمار جديد أو تطوير مشروعات قائمة.
 

هل ترى أن القيود الاستيرادية التى فرضتها الحكومة آتت ثمارها بتقليص استيراد السلع وتوفير الدولار؟

- على العكس تماما، ما فعلته الحكومة هو تقييد كل عمليات الاستيراد بما فيها مدخلات الإنتاج اللازمة للتصنيع المحلى وهذا يرجع لعدم الدراسة الجيدة لاحتياجات القطاع الصناعة.
 

من الواضح أن أزمة الدولار هى أكبر ما يواجه الصناعة المحلية الآن. هل ترى أن قرض صندوق النقد الدولى يمكن أن يساهم فى الحل؟

- أزمة العملة بالفعل كبيرة فى الوقت الحالى ولكنها ليست كل أزمة الصناعة المصرية، ولا أعتقد أن قرض صندوق النقد سيمثل حلا جذريا للأزمة، فمن قبل حصلنا على مليارات الدولارات من الدول العربية ولم تحل أزمات الاقتصاد المصرى، حل الأزمة لن يأتى إلا من داخلنا وليس بالاعتماد على الخارج بمعنى زيادة الإنتاج وتسهيل عمليات الإنتاج وتبسيطها.
 

عند الحديث عن البيروقراطية ما هى المدة التى يتطلبها إنهاء إجراءات تأسيس مصنع فى مصر؟

- أشهر عديدة وقد تتعدى عاما كاملا.. يكفى القول إننى أرغب فى إجراء توسعات بمصنعى فى مدينة بدر، وبدأت فى إجراءات التراخيص لإقامة هذه التوسعات منذ عام كامل وحتى الآن لم أنتهِ منها.
 

كيف هذا وقد كنت تشغل منصب رئيس جمعية مستثمرى بدر أى لك من العلاقات ما يمكن به إنهاء أى مشكلة بمكالمة هاتفية؟

- واقع الأمر أننى اكتشفت أن مثل هذه الأمور لا تحل من أعلى وإنما من أسفل، بمعنى أن أى مستثمر فى المدينة يمكنه إنهاء تراخيصه فى شهرين أو ثلاثة فقط إذا ما استعان بسماسرة عقارات معروفين يعملون فى إنهاء التراخيص فى أقل وقت ممكن ودون أى تدخل من رجل الأعمال، وهذه الظاهرة منتشرة فى كل المدن الصناعية، وإذا أردت أن أقوم بإنهاء التراخيص من خلال هؤلاء السماسرة فلن يقبل الموظفون خوفا من شهرتى وعلاقاتى.
 
 

ذكرت فى البداية وجود مشكلة تتعلق بتوفير أراضٍ صناعية للاستثمار فى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة عن توفير أراضٍ جديدة.. كيف؟

- محدش يعرف فيه أراضى صناعية ولا لأ، هيئة التنمية الصناعية تقول إن الأراضى الصناعية موجودة ولكن واقع الأمر أنها غير موجودة، وإذا كانت موجودة لا أحد يعرف سعر المتر، وأتحدى من يقول عكس ذلك. وفى ظل هذا الوضع كيف يتم جذب استثمارات وتشجيع الصناعة المحلية «بأمارة إيه»؟
 

كيف ترى مبادرة الرئيس السيسى لتوفير 200 مليار جنيه من القطاع المصرفى لهذه المشروعات؟

- المبادرة جيدة بلا شك، ولكن الأهم من ذلك هو التنفيذ، واقع الأمر أن هناك مليارات الجنيهات أنفقت فى هذا الاتجاه ولكن دون مردود حقيقى، فعندما سألت سها سليمان، رئيس الصندوق الاجتماعى، عن حجم الأموال التى أنفقت على المشروعات الصغيرة والمتوسطة منذ نشأته ذكرت لى مبلغا رهيبا جدا على ما أذكر فى حدود 250 - 300 مليار جنيه، وهو ما يثير التساؤلات أين مردود هذا الإنفاق فحتى الآن لم نر تشجيعا حقيقيا للمشروعات الصغيرة.
 

ماذا فعل مجلس إدارة هيئة للاستثمار لوضع استراتيجية للاستثمار وتحسينه فى مصر؟

- كان تخيلى للمجلس أنه سيأتى ليضع خريطة للاستثمار فى مصر خاصة أن التشكيل الحالى يضم رجال صناعة وتجارة على أعلى مستوى، وهم المهندس حسين صبور الرجل العقارى الأول فى مصر، ومحمد فريد خميس رجل الصناعة الأول، وأحمد الوكيل رجل التجارة، وطارق توفيق عملاق الفرنشايز، وعلاء السقطى فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأحمد مشهور رئيس جمعية شباب الأعمال، وخالد سرى صيام القانونى المميز فى صياغة القوانين، ولكن ما تخيلته لم يحدث على الإطلاق.
 

لماذا؟ّ!

- نحن نجلس فى الاجتماعات نراجع جداول المرتبات للعاملين فى الهيئة وحتى الآن لم نر تعديلات قانون الاستثمار التى أعلنت الوزيرة الانتهاء منها ولم تعرض علينا على الإطلاق، وتابع: «من الآخر الناس دى لو قعدت مع بعض تقدر تحط حلول ورؤية لكل مشاكل الاستثمار والصناعة فى مصر لكن للأسف ده محصلش».
 

هل وضع خريطة استثمار أو حتى قانون استثمار أمر بالغ الصعوبة لهذه الدرجة؟

- «هم» يشعروننا بذلك، فى حين أن الأمور أبسط من ذلك فى دول أخرى، فأنا على سبيل المثال لدى استثمارات فى أثيوبيا وكينيا وهى دول أفقر وأجهل من مصر بكثير ولكن لديها نظام واضح للاستثمار تسير عليه كل الحكومات وليس مرهونا بأشخاص بعينها، وأنا شخصيا شاركت فى وضع قانون الاستثمار الإثيوبى.. الأمر ليس معضلة ولكن يتطلب إرادة ورغبة حقيقية من صناع القرار.
 

فى ظل هذه الأوضاع كيف ترى مستقبل الصناعة المصرية؟

- بعد فترة صمت قصيرة يجيب: «كل اللى اتعمل فى الصناعة خلال السنوات الماضية سينهار إذا لم يتم وضع نظام واستراتيجية واضحة للقطاع الصناعى والاستثمار فى مصر.. يجب أن يؤخذ الأمر بجدية وحزم، والحل الوحيد هو الإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج وعلى الحكومة فعل كل ما يمكن لتسهيل هذا الإنتاج وليس تعقيده.
 
 
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإدارية العليا تحسم الجدل في طعون الانتخابات: البينة على من ادعى

الصحف العالمية اليوم: نجل إلهان عمر يدفع ثمن خلافات ترامب مع والدته.. رئيسة الاستخبارات البريطانية تحذر من الاغتيالات وحروب المعلومات.. واحتجاجات «لا عفو» تهز البرازيل بعد رفض عشرات الآلاف تخفيف عقوبة بولسونارو

آخر موعد للتقديم الكترونياً لوظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي


الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

كامل الوزير يتسلم شهادة دخول ميناء السخنة موسوعة جينيس كأعمق حوض من صنع الإنسان

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا


باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

وليد الحلفاوى: رحيل والدى صعب ولن نستخدم حساباته على السوشيال ميديا

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى