اختيار المحافظين بين الانتخاب والتعيين.. "المنتخب" مدين برد الجميل لناخبيه وأدرى بأزمات أهالى محافظته.. وولاء "المعين" لصاحب قرار ترشيحه.. وتحديد معايير اختيار واضحة الحل الأمثل للفوز بقيادى ناجح

د. أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية
د. أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية
تحليل يكتبه: خالد سنجر
خالد سنجر

جاء حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير حول دور المحافظين، والذى أكد فيه أن كل محافظ هو بمثابة رئيس جمهورية فى محافظته، ليفجر من جديد الحوار الجدلى الخاص بطرق اختيار المحافظين، وما هى الطريقة الأنسب لاختيار المحافظ، الانتخاب عبر صندوق الاقتراع السرى المباشر، أم عن طريق التعيين من جانب السلطة التنفيذية.

كل محافظة لها ظروفها الخاصة التى تحكمها، وما يصلح فى محافظة ليس من الضرورى أن يسرى على سائر المحافظات، وذلك مرهون فى الأساس على ظروف المحافظة السياسية والاجتماعية، فالمحافظة التى تصلح لاختيار محافظها بانتخاب مواطنيها، تجد أن محافظة أخرى لا يجوز فيها الانتخاب، وتضطر السلطة التنفيذية بالدولة لتعيين محافظ هذا الإقليم.

إذا ما جرينا وراء الأصوات التى تنادى بضرورة الإتيان بالمحافظ عبر صناديق الانتخاب، وأن يلعب أهالى المحافظة دورا فاعلا فى اختيار المحافظ الذى يمثل أعلى منصب فى هرم التسلسل الوظيفى على مستوى المحافظة، تجد أن انتخاب المحافظ يفرض عليه خدمة المواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيه، خاصة أنهم سوف يكونون على دراية بمشكلات واحتياجات مجتمعاتهم، مما يجعلهم أكثر تمثيلا واستجابة لتلك الاحتياجات، ويجعل ولاءهم للمواطنين المحليين.

فى الوقت الذى يجعل التعيين ولاء المحافظ لصاحب الفضل فى قرار تعيينه، سواء كان لشخص، أو مؤسسة، أو وزارة، أو حزب، كما يعزز بشكل كبير احتمالية وقوع خلافات بين رأس السلطة التنفيذية فى المحافظة، والإدارة المحلية المنتخبة من المواطنين، نظرا لتضارب المصالحة واختلاف السياسات والرؤى، فالمحافظ المعين يحرص على إظهار ولائه لمن عينه، فى الوقت الذى يحرص فيه المجلس المحلى المنتخب على رعاية مصالح المواطنين الذى وضعوا ثقتهم فيه عبر الصندوق.

وحتى نوضح للقارئ الفكرة كاملة، بتجرد ودون أدنى تحيز، يجب أن نسلط الضوء على عدد من النقاط الهامة، التى بدورها ستأخذ بيد القارئ للاتجاه الذى يرتضيه.

وظيفة المحافظ لها طبيعة مزدوجة، فهو يمثل فى الأساس المحافظة التى يترأسها، ويعنى بحل مشاكلها وتلبية مطالب أهاليها، فى الوقت نفسه الذى يمثل فيه المحافظ الحكومة المركزية فى محافظته، يراقب فيها تنفيذ قرارات السلطة التنفيذية الحاكمة، وهو ما يجعل اختياره فى يد جهة واحدة أمر يصعب عليه قيامه بدوره المنشود، كما أن المحافظ يجب أن يكون على علاقة طيبة بالحكومة المركزية، نظرا لاعتماد المحافظات بشكل رئيسى على موازنات الدولة العامة، وذلك لتمويل المشروعات والنفقات.

ولا يخفى على أحد، الدور الذى تلعبه العصبيات، والصراع القبلى فى الانتخابات، وهذا يظهر بشكل كبير فى الانتخابات البرلمانية، التى تغلب فيها القبلية على المصلحة العامة، وبالتالى ليس من الضرورى أن يكون المحافظ المنتخب من أصحاب الكفاءات، وهو ما ينعكس على طريقة إدارة المحافظ لمحافظته، والأدعى أن يستغل سلطته فى الانتقام من منافسيه وخصومه، ومن بخلوا عليه بأصواتهم.

هناك نقطة أخرى يجب الانتباه لها، وهى أن هناك محافظات لا يصلح فيها اختيار المحافظ عبر صناديق الانتخاب، خاصة المحافظات الحدودية، والتى تعيش حربا ضد العناصر الإرهابية، والمحافظات ذات الطبيعة الخاصة، وهذه المحافظات لا خلاف أن السلطة التنفيذية أقدر على اختيار الشخص الأنسب لقيادتها واتخاذ القرارات السريعة الحاسمة لأزماتها.

وفى الأخير، ووفق كل الاعتبارات التى سردناها، ومزايا وعيوب كل من الانتخاب والتعيين للمحافظين، نرى أن المشكلة ليست فى أسلوب الاختيار، ولكنها تتمثل فى ضرورة توافر شروط ومعايير ومدة محددة فى اختيارهم، وعدم ترك الأمر على المطلق.

ومن أهم الحلول، وضع معايير محددة يتم على أساسها اختيار المحافظين، على رأس تلك المعايير أن تكون لديه القدرة على التعامل مع المواطنين والمجالس الشعبية المحلية، وحل المشكلات وإدارة الأزمات واتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب، مع إعطاء المجلس الشعبى المحلى للمحافظة حق استجواب المحافظ، على أن يكون الأعضاء على قدر كبير من تحمل المسئولية، ومع ضرورة وجود شروط وضوابط واضحة ومحددة تضمن الممارسة السليمة لحق الاستجواب، بجانب إعطاء المواطنين الحق فى التعبير عن وجهات نظرهم فى المحافظ، من خلال تقدم نسبة معينة من الناخبين فى المحافظة بطلب الاستفتاء على المحافظ، بعد مرور فترة معينة من تحمله المسئولية.


موضوعات متعلقة:


- من ينتصر فى معركة المحافظ والوزير؟.. هل يستغل أحمد زكى بدر سلطاته ويقيل محافظ الإسكندرية؟..عبد الظاهر يتحدى: لا سلطة علىّ إلا لرئيس الحكومة.. وهل يتدخل شريف إسماعيل للصلح أم يقيل المحافظ لإرضاء الوزير




Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

علاقة رمضان صبحى بالطالب المقبوض عليه في امتحان المعاهد التعليمية

غزل المحلة يوضح موقفه من الهبوط هذا الموسم قبل اجتماع الأندية الثلاثاء المقبل

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

"لا أعداء دائمين".. ترامب يقدم غصن زيتون إلى إيران ويكتب نهاية 46 عاما من عقوبات سوريا فى أول أيام زيارته للخليج.. واشنطن بوست: إشارة تحول بسياسة واشنطن الخارجية فى الشرق الأوسط.. وغضب نتنياهو يزداد بعد تجاهله


مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

ترامب يرتدى رابطة عنق بلون العلم القطرى فى الدوحة.. ويشارك بمؤتمر بعد قليل

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أبو الغيط يعرب عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة فى طرابلس

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

سفير قطر بواشنطن: زيارة ترامب تعزز جهود الوساطة المصرية القطرية لإنهاء حرب غزة

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى