لماذا سقطت الأندلس؟ «43»

عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم
حملت كتب المؤرخين وكتاب السير المزيد الأسرار الخاصة بحروب السطو على الحضارة العربية والإسلامية التى كانت بالأندلس، خاصة فى غرناطة وقرطبة وإشبيلية، ولم تختلف الكتب التاريخية القديمة عن الحديثة، وهو ما أكده المؤرخ العظيم محمد عبدالله عنان فى سلسلة كتبه عن الأندلس، حيث أكد أن سقوط غرناطة فى يد النصارى لم يكن حادثًا فجائيًا، بل جاء حصاد سنوات من الكيد الصليبى المنظم، والغفلة والتخاذل من جانب حكام المسلمين فى الأندلس، وكانت سقوط غرناطة معناه سقوط دولة الإسلام فى الأندلس، الأمر الذى أسعد كل صليبى فى مشارق الأرض ومغاربها، وأحزن كل المسلمين خاصة أهل المغرب ومصر التى حاولت التدخل، ولكن دون جدوى خاصة لاضطراب شؤونها الداخلية، وهكذا كان الصدى الأليم الذى أثارته حوادث الأندلس فى الأمم الإسلامية، ولكنه بدأ يخبو شيئًا فشيئاً، ولم تمض أعوام قلائل حتى أسدل على تلك الفاجعة حجاب من النسيان، ذلك رغم أن المأساة الأندلسية لم تذقه بسقوط غرناطة، بل كان عليها أن تجوز فصولاً أخرى أشد فجيعة على كل مسلم قبل أن تصل إلى نهايتها وصفحتنا هذه هى أول فصول الخاتمة المأساوية لما بعد السقوط، كان الملك المنكود أبو عبدالله محمد بن على هو آخر ملوك الأندلس.
 
وقد غادر غرناطة ساعة استيلاء النصارى عليها وسار مع آله وصحبه وحشمه إلى منطقة البشرات، واستقر هناك فى بلدة أندرش وبإحدى البلاد التى أقطعت له فى تلك المنطقة ليقيم فيها فى ظل ملك قشتالة الصليبى، وذلك بناء على معاهدة التسليم الشهيرة، وكان وقتها أبو عب الله فى الثلاثين من عمره، فعاش فى مملكته الصغيرة الذليلة فترة من الدهر فى لهو وترف كانا أصلاً السبب فى مأساة الأندلس، وعلى الطرف الآخر كان ملك قشتالة الصليبى فرناندو وزوجته الصليبية إيزابيلا بالرغم من انتصارهما الشامل ونيلهما شرف إزالة دولة الإسلام من الأندلس إلا أنهما كانا يتوجسان فى أعماق نفسيهما خيفة من بقاء السلطان المخلوع أبى عبد الله فى الأراضى الأندلسية، وأنه من الممكن أن يجتمع المسلمون عليه مرة أخرى، ويكون بذلك بؤرة للقلاقل والاضطرابات عليهما، لذلك فكانا يفرضان عليه رقابة صارمة ويتلقيان أدق التقارير والأنباء عن حركاته، وللحديث بقية لمعرفة كيف نجح ملوك إسبانيا فى طرد آخر ملوك الأندلس، وهو أبو عبد الله الأحمر، وغدا نتواصل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الجالية المصرية فى اليونان تنظم وقفة حضارية أمام سفارة مصر دعما لمؤسسات الدولة (صور)

إيران قاب قوسين.. تستعد لحرب وشيكة مع إسرائيل.. وتواجه تهديدات الترويكا الأوربية بـ"آلية الزناد".. خارجية طهران: لا يحق لأوروبا تمديد فرض العقوبات.. احتمال انسحابنا من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وارد

محمود سعد يكشف آخر التطورات الصحية لأنغام: الأطباء ينصحونها بالمشى فى غرفتها

رونالدو يخسر النهائي الثالث على التوالي مع النصر في ليلة المئوية

عادل العتر ينتقل إلى دورى اليد البرتغالى


أسعار اشتراكات المترو للطلبة والإجراءات المطلوبة.. تفاصيل

الوكرة يحقق الفوز الأول بالدورى القطرى على حساب الدحيل بمشاركة حمدى فتحى

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

تعادل مثير بين سانت باولي ضد دورتموند 3-3 في الدوري الألماني


البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

فيريرا يهدد استمرار أحمد حمدى مع الزمالك

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة خلال آخر أسبوع فى أغسطس

بعثة يد الأهلى تصل القاهرة بعد المشاركة فى البطولة الدولية الودية بالبوسنة

دار الإفتاء: غدا الأحد أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

مصريون بهولندا يتصدون لعناصر الإرهابية أمام سفارتنا فى لاهاي.. فيديو

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى