لماذا سقطت الأندلس؟ «44»

 عبدالفتاح عبدالمنعم
عبدالفتاح عبدالمنعم
بقلم - عبدالفتاح عبدالمنعم
نجح ملوك إسبانيا فى دس عملاء لهم فى قصر آخر ملوك الأندلس أبوعبدالله الأحمر ملك غرناطة وذلك بهدف معرفة حركاته وسكناته، وكما يقول محمد عبدالله عنان وكتب المؤرخين إن الملكين الإسبانيين قاما بدس رجلين مسلمين يفترض فيهما الولاء لأبى عبدالله وليس للصليبيين، وهما وزيرا أبى عبدالله «أبى كماشة وابن عبدالملك»، وبعد مرور عام واحد فقط على إقامة السلطان أبى عبدالله فى أندرش حتى بدأ الملكان الصليبيان فى تنفيذ خطتهما فى طرد أبى عبدالله من الأندلس، بدأت المفاوضات سرًا بين وزير الملك الصليبى ووزير السلطان المخلوع ولم يكن أبوعبدالله يعلم شيئًا عن هذه المفاوضات ولم يأذن لهما فيها حتى تم الاتفاق على كل بنود الطرد المهين وبموجبه يتنازل أبوعبدالله عن كل أملاكه وحقوقه نظير مبلغ معين من المال.
 
ولما علم أبوعبدالله بالأمر كاد أن يبطش بوزيره ولكن الوزير الذكى استطاع أن يقنع أبا عبدالله بأن البقاء فى أرض العدو فى ظل العبودية والهوان لا يليق به، وليس مكفول السلامة والأمان، وأن العبور لأرض الإسلام خير وأبقى، فاقتنع أبوعبدالله بالأمر ولكنه طلب مقابلاً من المال أكثر مما عرض عليه ودارت مساومات ومفاوضات حتى استقر الأمر على أن يخرج أبوعبدالله من الأندلس نهائيًا ويتنازل عن كل أملاكه بالأندلس نظير واحد وعشرين ألف جنيه هبى، وبالفعل تم عقد الطرد المهين لآخر ملوك المسلمين فى 23 رمضان 898 هـ.
 
وقد كتب أبوعبدالله موافقته على الطرد وهذا هو نص الموافقة التى تدل ألفاظها ومعانيها على مدى الهوان والذل التى وصل لها حال سلطان المسلمين، ويكشف عن السبب الحقيقى لسقوط الأندلس وفيه: «الحمد لله إلى السلطان والسلطانة أضيافى أنا الأمير محمد بن على بن نصر «خديمكم» وصلتنى من مقامكم العلى العقد وفيه جميع الفصول الذى عقدها عنى وبكم التقديم من خديمى القائد أبى القاسم المليخ ووصلت بخط يدكم الكريمة عليها وبطابعكم العزيز وأنى أحلف أنى رضيت بها بكلام الوفا مثل خديم جيد وترى هذا خط يدى وطابعى أرقيته عليها لتظهر صحة قولى» ولقد فرح الصليبيون بهذه الوثيقة لدرجة أنها أصبحت تراثًا قوميًا يورث عندهم وما زالت موجودة فى متحف مدريد الحربى بصورة مكبرة يراها زوار المتحف كمفخرة من مفاخر الصليبيين على أهل الإسلام، وللحديث بقية غدا إنشاء الله.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح رابع لاعب أفريقى يصل إلى 300 مباراة فى الدورى الإنجليزى

الزمالك: متمسكون بالسعيد ولا صحة لتجهيز ملف مشترك مع بيراميدز بالمحكمة الرياضية

فحص الخلافات العائلية ورفع البصمات.. مواصلة التحريات لكشف ملابسات سرقة نوال الدجوى

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟

محمد صلاح كابتن الريدز في مباراة برايتون ضد ليفربول بالدوري الإنجليزي


فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل": أوقفوا الحرب على غزة وإلا سنتخلى عنكم

سعرها وصل مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "ع سـ ل 11" بالمزاد

استمرت أكثر من ساعتين.. الرئيس الروسي يعلن تفاصيل محادثاته مع ترامب

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟


شاهندة المغربى تقترب من إدارة نهائى كأس مصر للكرة النسائية بين دجلة والأهلى

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

النيران تطارد كريم عبد العزيز في مشروع x بسبب هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

مقتل إنفلونسر كولومبية بالرصاص خلال تسلمها شوكولاتة من "رجل ديلفرى"

400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

عبد الفتاح البرهان يصدر مرسوما دستوريا بتعيين كامل الطيب رئيسا للوزراء

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

بعد العثور على أرشيف الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين.. الموساد يبحث عن رفاته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى