وحدة وادى النيل لا يغلبها غلاب

 كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
بقلم - كريم عبدالسلام
بالجغرافيا والتاريخ والعمران لا توجد دولة أقرب إلى مصر من السودان ولا توجد دولة أقرب للسودان من مصر، ومهما اختلفت الإدارات الحاكمة أو تحكمت الأهواء وأثيرت النعرات الاستفزازية من هنا أو من هناك، ستظل وحدة وادى النيل قائمة لا يغلبها غلاب، يمر الزمن وتزول الإدارات التى تغذى دواعى الانقسام والفرقة بينما أهل السودان يتوافدون إلى المدن المصرية ويعيشون فيها ويذهب أهل مصر إلى المدن السودانية للإقامة والعيش الطويل.
 
إذا لم يكن ممكنا فى الزمن الراهن تدشين دولة وادى النيل الكبرى التى حلم بها جمال عبدالناصر بعد مأساة الانفصال فى 1956، فليس أقل من تفعيل الاتفاقيات الطموحة بالتكامل على جميع المستويات، فإذا كانت المنتجات الزراعية السودانية متوافرة، لماذا تشترى القاهرة من غيرها؟ وإذا كانت السلع المصرية والأدوية والتكنولوجيا متوافرة بمصر لماذا تتجه الخرطوم لغيرها؟ وإذا كانت الأراضى الخصبة والمياه متوافرين فى السودان لماذا لا يتجه الفلاحون المصريون لزراعة المحاصيل الاستراتيجية فى مزارع نموذجية لسد احتياجات البلدين والدول العربية أيضا؟.
 
وإذا لم يكن ممكنا تجاوز التصرف الاستعمارى الخبيث من قبل بريطانيا التى ألحقت مثلث حلايب بالسودان بدعوى قربها من الخرطوم لإثارة الخلافات الحدودية بين البلدين الشقيقين فى بدايات القرن العشرين، فلا أقل من تفويت الفرصة على الاستعمار وأذنابه والإعلاء من أوجه التعاون المشتركة وهى كثيرة ومتعددة على أسباب الفرقة والتشاحن، والبحث عما يجمعنا لا عما يثير الأحقاد، ولتكن البداية الجديدة فى افتتاح معبر أرقين الحدودى ليكن محورا للتجارة المشتركة والتنسيق بين البلدين.
 
وإذا لم يكن ممكنا خوض المعركة على الإرهاب والإرهابيين فى البلدين بنفس الدرجة من القوة والشمولية والحسم، فعلى الأقل يمكن للبلدين الاتفاق على عدم السماح بوجود الإرهابيين على أراضيهم أو إسباغ الشرعية على جماعاتهم وفلولهم تحت أى ظرف، أو السماح بتهريبهم ومنحهم جوازات للمرور إلى دول أخرى معادية، بهدف المكايدة السياسية.
 
نعم نستطيع معا أن نرتقى بمستوى التعاون بين الشعبين والحكومتين لإنشاء منطقة تجارة حرة، وكذا دعم حرية الاستثمار والربط الكهربائى والتعاون للتنقيب عن الثروات الطبيعية وإنشاء المناطق السياحية العالمية بالخبرات المشتركة وكذا مجمعات الحرف اليدوية إلى آخر الموضوعات الاقتصادية التى تقرب الشعبين وتخدم الشعبين وتحقق مصالح الدولتين، وهذا أولى وأهم من البحث عن أسباب للتشاحن لإلهاء المواطنين هنا أو هناك.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفلسطيني محمد بلح: فقدت كل ما أملكه في غزة وزوجتي وابني محتجزين في غزة.. فيديو

17 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

" منطقة غرب طهطا" بوابة جديدة للصناعة والتنمية فى صعيد مصر.. مشروعات البنية التحتية بلغت 1.766 مليار جنيه.. مساحة المنطقة الصناعية تصل 912 فدانًا ومقسمة على 4 مراحل.. والمشروع يعزز فرص جذب الاستثمار "صور"


رابطة الأندية ردا على المحكمة الرياضية: اللائحة معتمدة من الـ18 ناديا

رئيس قسم الزلازل يكشف سبب هزات كريت الأخيرة وحقيقة حدوث تسونامى

ترتيب الدورى الإيطالى قبل انطلاق جولة الحسم

زى النهارده.. إنبى يهدى الدورى للزمالك بهدف سيد عبد النعيم فى الأهلى

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة


مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

"حج مبرور وذنب مغفور".. لوحات فنية تزيّن بيوت الحجاج فى الأقصر (صور)

16 يوليو .. "الاسئناف" تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة"

تصحيح فورى ودقيق لامتحانات النقل.. و"التعليم" تشدد على الالتزام بالنماذج

تعرف على تعديل تقسيم المرشحين للدوائر الانتخابية بنظامى الفردى والقائمة

معارض يتهم الرئيس الكينى بمحاولة اغتياله.. جاتشاجوا: إذا حدث لى أى مكروه يجب محاسبة وليام روتو.. وزير الداخلية: سنعتقلك بتهمة التحريض على العنف.. خبراء: حيلة لكسب التعاطف.. والمفتش العام للشرطة: نلتزم الحيادية

ضبط وافدين على أبواب مكة بدون تصريح حج وإعلان عقوبات مغلظة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا

بيراميدز بين إنجازين "التأهل لنهائي أفريقيا وحصد اللقب التاريخي من صنداونز"

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى