ميدالية بفلوس والتانية مجاناً.. بلاش نتعب

عصام شلتوت

الإثنين، 22 أغسطس 2016 06:05 م

إذا كان بيننا من يعتقد أن جملة «حسبة برما».. هى المفسر الوحيد للأشياء التى يصعب فهمها بسهولة، وتحتاج لجهد جهيد.. وحسابات ربما لا يقبلها المنطق من أول مرة.. فدعونا نقل لهؤلاء.. إنه حدث جديد.. ربما ينسف فكرة.. «حسبة برما» من أساسها!

• يا سادة.. تخيلوا أن البطل الأولمبى الذى يتمكن من الفوز بميدالية أولمبية وبالطبع يجب تكريمه، وبالتالى تم وضع لائحة مالية = حجم الجهد.. ورفع علم البلاد فى المحفل الأهم والأجل عالمياً.. تمام!

البطل يحصل على البرونزية مكافآته 150 ألف جنيه.. ولو أنها مبلغ زهيد.. بس ماشى!

لكن تعالوا نقول لحضراتكم الجديد والغريب والمثير فى آن واحد!

• يا سادة.. ثمن الميدالية يخصم منه %10 ضرائب.. يعنى البرونزية تصبح بـ135 ألف جنيه بس!

إياك حد.. ينطق ويقول: «إيه يعنى ما هو.. لازم البطل يدفع ضرائب»!

طيب ليه يدفع ضرائب.. وعلشان مين يدفع ضرائب!

إذا كان مهما أن يدفع الأبطال ضرائب.. فيجب الانتظار لحين حصدهم أموالاً طائلة.. ومع ذلك مش ده الموضوع!

• يا سادة.. برجاء الانتباه.. لأن ما سأطرحه عليكم غريب.. تخيلوا إذا فاز بطل بميدالية ثانية فى بعض المسابقات التى يمكن للأبطال اللعب على أكثر من ميدالية.. ماذا يحدث؟

العجب كله.. الميدالية الثانية مكافأة البطل عنها = %25 من مبلغ المكافأة المرصود طبقاً للوائح!

نعم يا بهوات.. يعنى البرونزية الأولى بـ150 ألفا.. الثانية بحوالى 34 ألف جنيه وكسور.. آى والله كده!

• يا سادة.. هل يمكن أن نحسب معاً مكافأة بطل اجتهد ليحصل على ثلاث ميداليات فى الأولمبياد.. وخلينا نحسبها على البرونزية.. عادى يعنى!

الأولى بـ150 ألفا.. الثانية والثالثة بـ68 ألفا معاً.. يعنى الميداليات الثلاثة = 218 ألف جنيه بديلاً عن 450 ألف جنيه!

آه.. آسف.. نسيت أقول لكم خصم الـ%10 ضرائب على الميداليتين الثانية والثالثة = 6.800 ستة آلاف وثمانمائة جنيه كمان!

• يا سادة.. كنت أظن أن التعامل بنظام «أوفر» أو عرض كما السوبر ماركت يعنى عبارة: «اشترى واحدة.. واحصل على الثانية مجاناً»، بما يفيد أن تكريم البطل يعنى إضافة قيمة مالية على الميدالية الوحيدة فإذا كانت 150 ألفا يفوز بها بعد الضرائب.. وعليها 135 ألف هدية الدولة لابنها.. أو بنتها حين أجادوا!

• يا سادة.. هل وصلت الحالة البيروقراطية لهذا الحد فى الرياضة!

طيب ليه حضراتهم مش واخدين بالهم إن البطل ممكن يحدث له صدمة.. ويسأل نفسه لماذا أقاتل على الميدالية الثانية.. بلاها الثالثة وكده!

تحديداً.. لإن أبطالنا صبيان وبنات يجتهدون أكثر بكثير مما يتوفر لهم من إمكانيات حماهم الله!

فهل هذا هو الحل.. والله حرام.. بس حد يفسر لنا إيه اللى بيحصل ده؟!

• يا سادة.. يللا بينا نقول لرأس الدولة: هل يرضيك هذا الظمأ للشباب الذى يقاتل من أجل مصر؟!

سيدى الرئيس ما يحدث ضد عام الشباب.. وكلهم أكدوا نيتهم فى اللجوء إليك.

على فكرة بطل قال ضاحكاً: مادام ميدالية بفلوس والثانية ببلاش: بلاش نتعب.. بلاش نلعب.. تعالى ناخد الأولى ونطنش!