الذهب المصرى يعاند "العالمى".. انخفاض السعر عالميا خلال العام الأخير لأقل مستوياته خلال 6 سنوات.. والمحلى يواصل الصعود ويرتفع 200 جنيه للجرام الواحد خلال 8 أشهر بنسبة 76%.. وتاجر: "الدولار" السبب

رغم أن الذهب العالمى شهد ارتفاعا بنسبة 30 % منذ بداية العام، إلا أن المؤشرات كلها تؤكد أن أسعار الذهب فى الصعود الفترة المقبلة.

وتوضح قراءة سريعة لأسعار الذهب فى الأسواق العالمية أن سعر الذهب عالميا فى بداية العام الحالى، كانت فى أدنى مستوياتها خلال آخر 6 سنوات، حيث تجاوز سعر الذهب فى 2011، 1800 دولار، فى حين وصل إلى أدنى مستويات خلال الست سنوات الأخيرة فى ديسمبر 2015، وكان السعر نحو 1056 دولارا للأوقية.

لكن الأسعار فى مصر، رغم ذلك التراجع الكبير عالميا فإنها تشهد أكبر رحلة صعود لها خلال آخر 6 سنوات، حيث كان سعر الجرام فى عيار 21 فى 2011 نحو 312 جنيها، فى حين يتجاوز سعر الجرام حاليا 460 جنيها، رغم أن سعر الأوقية حاليا عالميا أقل 500 دولار عن عام 2011.

ففى سبتمبر 2011 بلغ سعر الذهب العالمى 1873 دولار، وبدأ السعر العالمى فى التراجع بشكل كبير نهاية نفس الشهر ليخسر سعر الأوقية 281 دولار، ليسجل 1592 دولار وبعد هذه الضربة نتيجة قلة الطلب على الذهب وزيادة المعروض أخذت الأسعار فى التراجع، وكان سعر الذهب فى مصر حينها 312 جنيها لعيار 21 وهو الأكثر تدولا فى مصر.

ومع بداية يناير 2012 تعافى المعدن الأصفر ليبدأ العام بارتفاع وتسجل الاوقية 1620 دولارا بزيادة قدرها 28 دولارا، وفى مارس من نفس العام، ارتفع السعر ليسجل 1776 دولارا، وخلال منتصف عام 2012 خسر الذهب 72 دولارا، وفى نهاية أكتوبر يعاود المعدن الأصفر الارتفاع ليسجل نفس السعر الذى سجله منتصف العام.

فى 2013 ظل الذهب يتأرجح ما بين 1370 دولار للأوقية و1350، لكن تعرض الذهب لضربة قاسمة فى شهر يوليو ليسجل السعر العالمى 1229 دولار للأوقية بتراجع بلغت قيمته 147 دولارا، وتتراجع الأسعار فى مصر لتسجل 266 جنيه لعيار 21.

وفى أغسطس من نفس العام تعافى الذهب ليسجل 1418 دولارا للأوقية، وفى نهاية 2013 يهبط الذهب لمستوى تاريخى لتسجل الاوقية 1202 دولار، ليتراجع الذهب فى مصر ليسجل 243 جنيها لعيار 21.

وخلال الثلاثة أشهر الأولى من 2014 ظلت أسعار المعدن الأصفر تتغير زيادة ونقصانا، ليسجل الارتفاع الأول الملحوظ للذهب فى نهاية مارس من نفس العام ليسجل 1370 دولار، ومع اقتراب نهاية 2014 يتراجع الذهب لأول مرة فى تاريخه ليسجل 1142 دولار للأوقية ليسجل الذهب فى مصر 240 جنيه.ا

فى بداية 2015 تعافت أسعار المعدن الأصفر لتسجل 1300 دولار ليرتفع السعر المحلى لـ 260 جنيها، ثم يتعرض الذهب لأكبر خسارة فى عدة سنوات ليسجل 1088 دولارا فى يوليو 2015 ليسجل فى السوق المحلى 255 جنيه.ا

وتستمر الخسائر التى تعرض لها المعدن الأصفر ليسجل أكبر خسارة فى 5 سنوات فى يناير 2016 لتسجل الأوقية 1060 دولارا، وهو سعر متدنى جدا مقارنة بأسعار الخمس سنوات المذكورة فى التقرير ويتراوح حاليا سعر الذهب العالمى بين 1330 و1350 دولار للأوقية، ويستقر الذهب فى مصر عند 260 جنيها لعيار 21.

ورغم انخفاض أسعار الذهب عالميا خلال السنوات الماضية، إلا أن أسعار الذهب فى 2016 شهدت قفزات كبيرة فى مصر، رغم أن سعر الذهب كان 260 جنيها بداية العام، لكن حدثت ارتفاعات فى الأسعار على مدار الثمانى أشهر الماضية ليصل سعر عيار 21 مبلغ 460 جنيها، بسبب ارتفاع الدولار.

ومن جانبه، قال نادى نجيب سكرتير شعبة المعادن النفيسة فى الغرفة التجارية، إن ارتفاع سعر صرف الدولار فى السوق الموازى سبب استمرار صعود الذهب حيث يقوم تجار الذهب بعمل معادلة لتحديد سعر الذهب وفق سعر الدولار بالسوق السوداء فكلما حدث ارتفاع بالعملة الأمريكية فى مصر جعلت الأسعار مرتفعة حتى لو حدث تراجع عالمى.

ويرى بعض التجار أن من بين أسباب استمرار ارتفاع سعر الذهب بالسوق هو قلة المعروض فى الأسواق وكذلك حالة الركود للبيع والشراء، فلم يعد الوضع كما كان فى الماضى، بأن يقوم المواطنون ببيع المعدن الأصفر عند حدوث ارتفاع فى الأسعار، مما يزيد المعروض فى الأسواق ومن ثم تراجع الأسعار.