مع التشويه فى مصر.. مش هتقدر تفتح عينيك

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
وصل موضوع التشويه فى مصر إلى «آخره»، كما يقولون، ففى ثلاثة أيام متتالية تمت الإساءة إلى ثلاثة رموز مصرية بشكل كبير، هم أحمد عرابى، ورفاعة الطهطاوى، وأم كلثوم، حيث سعت يد «القبح» إليهم وبشكل متعمد ومقصود، تم العبث ليس بتماثيل موجودة فى الشارع، لكن برموز فى التاريخ المصرى، علينا أن نفهم الأمر بهذه الطريقة حتى نغضب بما يليق بهذا الحدث الجلل.
 
أصبح التشويه هو الشكل الطبيعى للتماثيل، وبدأ الناس يتعودون على ذلك، لدرجة أنهم أصيبوا بالمفاجأة، عندما رأوا «تمثالا» مصنوعا بطريقة جيدة ومحتفظا بالجمال، وهو ما حدث عندما قامت طالبة فى كلية الفنون الجميلة تدعى «راندا منير» بجامعة المنيا بتنفيذ مشروع التخرج الخاص بها بشكل جميل حقا، وجدنا الفيس بوك كله ونشطاءه يشيدون بما فعلته الطالبة، وكأنها أول من فعل شيئا جميلا فى الفن، فقد قارن الناس بين ما فعلته الطالبة وما يملأ الشوارع المصرية من عبث، وبالطبع كان ما فعلته «راندا» معجزة بكل المقاييس.
 
الأزمة فى قضية التشويه تكمن فى أنك لا تعرف من الذى ستحاسبه على ما يحدث، وستسأل نفسك ما فائدة كليات الفنون الجميلة فى مصر وما فائدة قطاع الفنون التشكيلية، وما فائدة نقابة التشكيليين، وما الذى يفعله جهاز التنسيق الحضارى فى حياتنا إذا كان موظفو المحليات وطلبة مدارس الصنايع هم من يقومون بترميم التماثيل المهمة، التى من المفروض أن تعكس الجمال فى شوارع المحروسة، لكنها للأسف بعد أن يقتربوا منها لا تعكس سوى الارتباك والتوتر الذى تمتلئ به أرواحنا.
 
بالطبع مصر لا تنقصها المواهب ولا ينقصها الإبداع، لكن ينقصها التنظيم، وأن يوضع كل شىء فى نصابه، فمنذ تم تشويه تمثال نفرتيتى ومن بعده العقاد، ومحمد عبدالوهاب وغيرهم الكثير، ثم تعاملنا نحن مع الأمر بسخرية، ولم نتوقف غاضبين كما يليق بهذا الموضوع، ولم نفكر فى حسم ينهى هذا الأمر، فلم يتم التشهير بمن فعل ذلك، لذا لم يشعر من فعل ذلك بالخوف، بل ظن أنه يحسن فعلا، وأننا العاجزون عن فهم ما يفعله رجال المحليات، وأكاد أجزم بأن بعض الذين يقومون برش «الدوكو» على تماثيل مصر، لا يعرفون أن لديهم هذه المهمة إلا صباح يوم التنفيذ.
 
التشويه سيجعلك تمر فى الشوارع مغمض العينين عاجزا عن فتحهما حتى لا يطاردك القبح ويحرق دمك، وحتى يخرج علينا من ينظم هذا الأمر ويرده لأهله، سنظل سائرين «خجلين» من رموز مصر. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

عرض Legend Of The Happy Worker لـ ديفيد لينش بمهرجان لوكارنو

"يونسكو": نعمل على تطوير أدواتنا وقيادة مبادرات محلية لحماية التراث العالمي

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

فيريرا يطالب لاعبى الزمالك الظهور بشكل يليق باسم الزمالك فى الموسم الجديد


مفاجأة سارة للمصطافين وعشاق مطروح.. الكورنيش يغير واجهة المدينة ويزيد مساحة جمالية جديدة.. المحافظة تستعد لمصيف مختلف هذا العام.. ووضع اللمسات النهائية لتطوير الكورنيش .. صور

الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية

الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن استهداف سفينه "إترنيتى سى" فى البحر الأحمر

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

الحكم بسجن أنشيلوتي عامًا بتهمة التهرب الضريبي خلال فترته الأولى مع ريال مدريد


الاتحاد السكندري يفاوض "توني" سيراميكا لضمه مجاناً

المدبوليزم.. ذكرى وفاة نجم الكوميديا عبد المنعم مدبولى صاحب التاريخ الثرى

فى ذكراه.. محيى عبد المحسن أجاد تمثيل الأدوار الثانوية وعمل مدقق لغة عربية

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

البوستر الرسمى لفيلم درويش لـ عمرو يوسف والدول العربية تستقبله 28 أغسطس

"يويفا" يحدث لوائح البطاقات والعقوبات فى بطولاته قبل انطلاق أبطال أوروبا

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

محامى زيزو يتقدم بشكوى جديدة ضد الزمالك فى اتحاد الكرة

السكة الحديد تعدل تركيب بعض القطارات على خط "الإسكندرية/ القاهرة/ أسوان"

الصحة السودانية: تزايد انتشار الكوليرا وسط نقص للمستلزمات الطبية والأدوية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى