«الوزير».. مهنة خطرة

 كرم جبر
كرم جبر
بقلم : كرم جبر
زعلان على وزير التموين، رغم عدم اقتناعى بأسلوبه فى العمل، وكتبت عدة مرات فى هذا المكان، منتقدًا سعيه إلى تلميع نفسه، وإدمانه الشو والأداء التمثيلى، وصداقته لبعض الإعلاميين. وكنت أود أن أصرخ فى وجهه «خللى بالك هؤلاء مقتلك»، وبينما كان يتغنى بالأرز أبو 4 جنيه، وتطبل له بعض الفضائيات الصديقة، كان سعره عند العطارين 8 جنيهات، وفى السلاسل الكبرى 13 جنيهًا، وكان واضحًا أن الوزير المنجز يمضى إلى خط النهاية بسرعة كبيرة، ويقلده الآن وزير آخر يستخدم ورنيشًا أكثر لمعانًا.
 
لماذا إذن زعلان عليه؟.. لأننى كنت أتمنى خروجًا كريمًا مشرفًا، ولا يكون الوزير وليمة للفضائيات والصحف التى ظلت تنهش لحمه وتقرقش عظمه، دون انتظار لاتهامات محددة تسند إليه، وفقًا لقاعدة «المتهم برىء حتى تظهر إدانته»، وصعد فوق جثته أبطال يعزفون على ربابة الشجاعة الكاذبة، ومذيعون ونواب وصحفيون ومحللون ومواطنون وعابر سبيل، وكل واحد يبرز فضله فى معركة الصوامع التى أسقطت الوزير، والشاطر من يبتكر اتهامات لم يسبقه إليها غيره.
 
زعلان على الوزير، لأن خطاب استقالته أو إقالته المكتوب بخط يده يوضح أنه أُرغم عليه، فكان مرتبكًا ومهزوزًا، ولا يعرف ماذا يكتب، وأراد أن يحمى نفسه من الخوف والمجهول، بكلمات شكر سريعة للحكومة والرئيس. وتقديرى أن الأرض دارت به، ومر أمام عينيه شريط سريع للأيام الصعبة المقبلة، لا حراسة ولا موكب ولا يرن تليفونه ولا يرد عليه أحد، والرعب من جلسات تحقيق بالعشر ساعات أمام نيابة الأموال العامة، ولسان حاله يقول: «لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت».
 
لكنه هو الذى أوقع نفسه فى المأزق، وكان من المفترض ألا تغيب عن عينيه بهدلة رموز الدولة بعد 25 يناير، الذين اتهموا فى قضايا فساد، وأن ينفخ فى الزبادى، ويحصن نفسه ضد أية شبهات، وعلى كل وزير ومسؤول أن يعمل حساب مثل هذا اليوم، وأن يعرف أن الداخل مفقود والخارج مولود، وأن المناصب العامة تحتاج رجالًا بمواصفات قياسية، فى النزاهة والأمانة والحفاظ على المال العام، وأن يبنوا بينهم وبين الشبهات جدرانًا سميكة، وألا تخدعنهم صداقة إعلاميين ومديح صحفيين، فهذا من علامات الساعة لأى مسؤول.
 
لو كان وزير التموين بريئًا، سأكون أول من يرد اعتباره، رغم أننى لم أتهمه بشىء.. ولو كان مذنبًا فتلك أسوأ نهاية لمهنة أصبحت خطرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد جودة نجم الأهلى الأسبق يحتفل بعيد ميلاده الـ46

النيابة تجرى تحليل المخدرات لقائد سيارة حادث كوبرى أكتوبر

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

زى النهارده.. منتخب مصر يتعادل مع عمان ويفوز على نسور قرطاج ويخسر من مالاوى

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة


أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

غدا.. بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين والنيل الثانوية الدولية 2025

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة


جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما بـ4 أفلام دفعة واحدة

الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

مصر تعود لقلب أفريقيا.. تخصيص 5 آلاف فدان لمزارعين مصريين فى كينيا.. اتحاد العمال يطلق مشروعا زراعيا مصريا ضخما فى نيروبى.. عيد مرسال يكشف: تسهيلات لسفر العمال وتأمينهم ومتابعتهم دون أى عائد مادى للنقابة

غدا.. النقل تبدأ برنامج التدريب المجانى لتأهيل سائقى الأتوبيسات والنقل الثقيل

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى