«شارلى إبدو».. إعلام صناعة الكراهية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
من الواضح أن «شارلى إبدو» الفرنسية تعرف معنى مختلفاً للإعلام ولفن الكاريكاتير، غير الذى يعرفه الجميع، فهى لا تقوم بالنقد والسخرية أو الإعلام أو الإعلان أو الإخبار أو التحقيق أو التحليل أو الرصد أو غير ذلك من فنون تقديم الحقيقة وعرضها، لكنها تعرف ققط كيفية صناعة الكراهية.
 
الذين يتابعون الأحداث فى الفترات الأخيرة يعرفون أن هذه الـ«شارلى إبدو» تسببت فى كثير من الكوارث فى فرنسا التى أصابتها هى على المستوى الشخصى بعد التفجير الذى راح ضحيته عدد من فنانيها الرئيسيين، يومها تعاطف الناس معها وضد من قاموا بهذه التفجيرات وأدانوها، لكن ظل ما تقدمه مثيرا للجدل ولم يتعاطف معه الكثيرون.
 
فالمجلة لا تقصد مما تفعله شيئا إيجابيا، هى فقط وضعت فرنسا أمام «بندقية الإرهاب» بلا داع، لأن المتطرفين للأسف لا يعرفون الفارق بين الكل والجزء، فاعتبروا تطاول «شارلى إبدو» هو تطاول الفرنسيين جميعا، لذا وجدنا الكثير من الحوادث الإرهابية فى الفترة الأخيرة تحدث فى فرنسا، ولعل آخرها ما حدث فى مدينة «نيس».
 
وعلى الرغم من كون القائمين على المجلة قد قرروا فى فترة سابقة بعد الحادث المرفوض الذى أصابهم بأنهم سوف يبتعدون عن الذى يستفز المسلمين، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك ولعل آخر ما فعلوه هو الصورة المرسومة لرجل ملتحٍ وامرأة منتقبة، لكنهما عاريان تماما على شواطئ فرنسا، مما دفع الناس للحديث مرة أخرى عن استفزاز المجلة وتعمدها التقليل من المسلمين والتشهير بدينهم، وللأسف لو حاولت أن تشرح للناس أن هذه المجلة مستفزة للجميع وليس المسلمين فقط وأنها تتعرض للأديان جميعها والمعتقدات عامة والأفكار بأنواعها المختلفة، فلن يصدقك أحد، وسيصرون على كون الدين الإسلامى فقط هو المضطهد فى أوروبا خاصة فى فرنسا.
 
علينا أن نعترف أننا منحنا هذه المجلة قدرا أكبر مما تستحقه، عندما جعلنا منها مرصدا لفهم كيف يتعامل الغرب مع الإسلام، وعندما منحناها مساحة كبيرة من الصحافة الغربية، وهى فى حقيقتها تشبه كثيرا من المجلات والصحف المبثوثة فى العالم التى تقوم على صناعة شهرتها بتبنى الفكر المثير للجدل أكثر من كونه مفيدا أو ممتعا أو حقيقا، ولا أعتقد أن الغرب يتابع شارلى إبدو كما نتخيل نحن ولا يتخطف الناس أعدادها عند صدورها، فما هى إلا واحدة من التشوهات التى تعكس ما وصل إليه العالم، وهذا لا يعنى التحريض ضدها، فإن اختفت سيظهر غيرها ممن يتبعون الطريق نفسه، لكن، فقط، علينا ألا نعطيها مساحة كبيرة من حياتنا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أنجلينا جولى تسترجع لحظة غير متوقعة مع براد بيت فى كواليس Mr. & Mrs. Smith

إصابة 16 شخصا فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى بأسيوط

فصل التيار الكهربائى عن مدينة بنها بالكامل لإجراء أعمال صيانة شاملة غدا

الرئيس السيسى يوجه برقية عزاء إلى الرئيس النيجيرى فى وفاة "محمدو بوهاري"

بسنت حميدة تتألق في إيطاليا وتقتنص ذهبية سباق 200 متر عدو


كباكا: قطع إعارتى جه فى مصلحتى بسبب ريبيرو.. فرصتى صعبة وتريزيجيه فاجأنى

مصر تعرب عن خالص تعازيها للعراق إثر اندلاع حريق فى شرق البلاد

الوش الأول من ألبوم "بيستهبل".. أحمد سعد يتألق بالتعاون مع روبي وعمرو سعد

بريطانيا تدرس فرض عقوبات على وزير دفاع إسرائيل بسبب "المدينة الإنسانية"

وفاة والدة النجمة هند صبري


الفرص ومواعيد الامتحان والدرجات.. التعليم تجيب عن أسئلة حول البكالوريا

مواعيد مباريات السعودية والعراق فى ملحق تصفيات كأس العالم 2026

موعد تصويت المصريين فى الخارج بانتخابات مجلس الشيوخ.. التفاصيل

النيابة العامة تعلن عن الإطلاق الرسمى للمنصة الرقمية للتدريب

مواعيد مباريات اليوم.. السويد ضد إنجلترا بأمم أوروبا للسيدات وتصفيات الدوري الأوروبي

السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء

خريطة العام الدراسى الجديد 2026.. موعد بدء الدراسة والامتحانات والإجازة

راحة فاخرة وسرعة.. مواعيد قطارات تالجو اليوم الخميس 17-7-2025

تحقيقات النيابة تكشف استغلال موظف تمويل لبيانات عملاء فى النصب عليهم

موعد غلق باب القيد الصيفي للأندية بالدوري المصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى