خطيئة السيسى الكبرى أنه رفض «تكحيل عيون الناس بالأوهام»

 دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم - دندراوى الهوارى

الرئيس رفض كل النصائح بعدم اللجوء للمصارحة والمكاشفة للمحافظة على شعبيته

 
«من يستطع إيهام الجماهير يصبح سيدًا لهم.. ومن يحاول إزالة الأوهام من أعينهم يصبح ضحية لهم»، هذه المقولة العبقرية، للطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسى الشهير «جوستاف لوبون»، صاحب مؤلفات، «الحضارة المصرية» و«حضارة العرب فى الأندلس» و«سر تقدم الأمم» و«روح الاجتماع».
 
هذه المقولة بالغة الدلالة، وعظيمة الأثر، تمثل نهجًا لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى رفض منذ ظهوره على سطح الأحداث عند تعيينه وزيرًا للدفاع، وحتى كتابة هذه السطور، اللجوء إلى «تكحيل عيون الناس بالأوهام»، وأصر على الجنوح نحو المصارحة، والمكاشفة، وإزالة كل الأوهام من العيون، رافضًا كل النصائح بضرورة «بيع وتصدير الأوهام»، ليستمر سيدًا ومتوجًا على عرش القلوب، ولا يتعامل مع شعبه كجراح يكتب روشتة علاج حقيقية، لا تتضمن المسكنات.
 
وفى ظل المعطيات السابقة، استغلت جماعات وحركات ومجموعة الابتزاز السياسى من أجل تقسيم المغانم، مصارحة ومكاشفة الرئيس بالأمراض والعلل التى تعانى منها البلاد، لإثارة «ثورة الشك» وتلبيد سماء القاهرة بغيوم سوداء، رغم الجهد الذى تبذله مؤسسات الدولة المختلفة، وجهد السيسى الذى يطحن الوقت، لتحقيق المعجزات، لذلك كل ما أخشاه، ويخشاه شرفاء هذا الوطن، من أن يتسلل الأرق والملل والإحباط لربان السفينة، وينسحب فى هدوء، وتدخل البلاد فى متاهة مظلمة.
 
نعم، أخشى أن يأتى يومًا، يتحسر فيه شرفاء هذا الوطن، على يوم من أيام حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مثلما تحسروا على يوم من أيام «مبارك»، وحينها لن ينفع معها، هذه المرة الترحم، ولن يشفع الحنين إلى الماضى، لأن سيناريو حكم مبارك، يختلف كليًا وجزئيًا عن سيناريو حكم السيسى.
 
مساحة الاختلاف بين السيسى ومبارك، شاسعة، فالسيسى لا يلجأ إلى تصدير الوهم ليصبح سيد الجماهير، أو استخدام المسكنات فى العلاج، أو الرضوخ والإذعان لأمريكا والغرب، ودول إقليمية، فبدأ فى فتح الملفات الصعبة والمسكوت عنها، والعمل من أجل المستقبل، فى سياسات طويلة الأمد تنهض بالدولة، ولا تعتمد على الحاضر، وتوفير «قوت الناس» يوم بيوم. بينما «مبارك» لجأ إلى العلاج «بالتنويم المغناطيسى» لكل الآلام والمشاكل، فلم يقترب من أصل مشكلة لحلها، ولكن كان يلجأ للعلاج بالتنويم المغناطيسى تارة، والمراهم والمسكنات تارة أخرى. ولو كان السيسى يصدر الوهم للمحافظة على شعبيته الجارفة، ما لجأ إلى تدشين المشروعات القومية الكبرى، وكان أغدق على شعبه بكل ما يحصل عليه من قروض وودائع، ولكن المقابل سيكون مريرًا وموجعًا، فستنهار البلد انهيارًا كاملًا، ولن تقوى على مواجهة أصغر المشاكل.
 
السيسى رجل شجاع، قوى، يؤثر الأفعال عن الأقوال، فقرر أن يدشن شبكة طرق عالمية، تدفع بالبلاد إلى آفاق المستقبل والخروج من شرنقة الدلتا المميتة، كما قرر استصلاح المليون و500 ألف فدان، لتحقيق أهم عناصر الأمن القومى، وهو الاكتفاء الذاتى من القمح، وقرر أن ينمى سيناء، ويحفر قناة سويس ثانية، وأنفاق كبرى تربط أرض الفيروز بالوادى وتسهل حركة التجارة منها وإليها، وقرر قهر الجبال بتدشين مشروع جبل الجلالة، وهو المشروع الذى سيحدث طفرة نوعية فى السياحة، ربما تتفوق على الغردقة وشرم الشيخ، ليصبح لدى مصر منتجعات سياحية عالمية، تتمثل فى جبل الجلالة وشرم الشيخ والغردقة.
 
وقرر الرجل أيضًا أن يضع حدًا لأزمة الكهرباء التى أصبحت مشكلة مزمنة، وكارثية، فلا حياة دون طاقة فى أى دولة من الدول، والقضاء نهائيًا على أزمة رغيف العيش، والقضاء نهائيًا على الطوابير المتراصة أمام المخابز والأفران، فى منظر لا إنسانى، وكان يقع فيه ضحايا كثر، ناهيك عن حل مشاكل الأمن وتوفير البنزين والسولار، وأنابيب البوتاجاز، بجانب مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وهو المطلب الذى كان ينادى به الجميع طوال عقود طويلة، للتخفيف عن القاهرة التى تحولت إلى قنبلة موقوتة، والمصيبة أن المعترضين بقيادة الكاهن «الأتخن» فى مصر، كانوا ينادون بضرورة تفريغ القاهرة من كل الوزارات والهيئات. هذا قليل من كثير، وتستطيع أن تقولها بكل قوة، نعم، السيسى يزيل الوهم من العيون، لا أن «يكحل عيون الناس بالأوهام».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد عبد القادر يقترب من الانتقال للحزم السعودي بعد ترحيب الأهلي

الرئيس السيسى يصل مالابو للمشاركة فى اجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

إصابة 4 أشخاص فى مشاجرة بالأسلحة النارية بقنا

أبقار إسرائيل تثير المخاوف بعد إطلاقها بشكل عشوائي بالأراضى اللبنانية.. فيديو

ثلاثي المصري يدخل قائمة المستبعدين قبل الموسم الجديد


الأهلي يغلق ملف التفاوض مع مصطفى محمد خلال ميركاتو الصيف.. اعرف السبب

موعد وصول وسام أبو علي إلى القاهرة بعد تجميد ملف رحيله عن الأهلي

كريم أديمي يختار البقاء مع دورتموند ويرفض الرحيل للدوري الإيطالي

هشم رأسها ودفنها داخل مزرعة.. ضبط المتهم بقتل زوجته فى الشرقية

تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج تصميم الإعلان الرقمي بفنون تطبيقية حلوان


نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

أجواء شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من ارتفاع الرطوبة

كشف أثرى بالكرنك.. العثور على مبنى بالطوب اللبن يحوى أفران ومعدات طهى خبز.. صور

فيلم أحمد وأحمد يحقق 30 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض بالسينمات المصرية

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

روكى الغلابة ودرويش الجواهرجى وهيبتا 2 أفلام منتظرة فى السينمات قريبا

اختبارات القدرات 2025.. شروط وضوابط الالتحاق بكلية علوم الرياضة بنين

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم السبت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى