داليا عمارة تكتب: مصريتنا بين الماضى والحاضر

علم مصر - أرشيفية
علم مصر - أرشيفية
نشأنا وتربينا منذ الصغر على مفاهيم وشعارات رنانة كثيرا ما سمعناها ممن حولنا وقرأناها فى كتب التاريخ فى المراحل التعليمية المختلفة، ألا وهى ان مصر هى ارض الكنانة وانها زعيمة الامة العربية وإنها القائدة والحاملة للراية عند اتخاذ القرارات المصيرية وان لها المكانه العظمى فى قلوب اشقائها العرب نظرا لما قدمته لهم من مساندة ودعم فكرى وتعليمى وثقافى فى مراحل تطورهم المختلفة وبصفة خاصة دول الخليج العربى فى فترة ما بعد النفط حيث تمتع المعلم والطبيب والمهندس المصرى بمكانته فى هذه البلدان وقدراته العلمية وصفاته الخلقية التى ساهم بها فى عملية الإرتقاء والتقدم وأن مصر هى المنارة التى تضئ ليشع وهج نورها بالثقافة والعلوم المختلفة على من حولها.
 
كثيرا ما افتخرنا بمصريتنا وحضارتنا العظيمة التى تمتد جذورها لآلاف السنين ومكانتنا وأهميتنا فى الوطن العربى 
وكبرنا وكبرنا لنصطدم بأسوار الواقع الأليم التى تطاولت فى البنيان لتحجب عنا شمس العروبة وتزعزع بداخلنا شعارات الماضى الممتزجة بالأمل والتمنى، وتوقظنا من حلم الوهم الزائف لندرك اننا تبوئنا مقاعدنا وبلا فخر كأوائل بلدان العالم فى الفقر والأمراض والمستوى المتدنى للمعيشة والاكتئاب والتعاسة وحالات الطلاق والجرائم والفساد، ناهيك عن التعليم المتدنى والجامعات المصرية التى تذيلت قطار التصنيف العالمى.
 
وندرك ايضا تلك النظرة الدونية التى يراها المغتربون من ابناء الوطن فى عيون الاخرين عند السفر والعمل فى بلادهم. وندرك ان المصرى يُهان وتستباح كرامته فى كثير من البلدان فذاك مصرى يُسحل وتُهشم عظامه فى بلد، وذاك مصرى يُدهس بالسيارة دون ذنب فى بلد اخر وهذا مصرى يقتل فى مطار بلد ثالث بمجرد الهبوط من الطائرة وغيرهم الكثير والكثير...
 
وندرك ايضا ان مصر فى عيون الاخرين اصبحت هى البلد الفقير القائم اقتصاده على المساعدات والمعونات الخارجية والتى لا تمتلك اى خيرات أو موارد اقتصادية داخلية. واتخذت هذه النظرة قوتها وثباتها من اعلامنا المشوه الذى لا يتوانى عن تجسيد كل ما هو سيء وغير اخلاقى فى مجتمعنا المصرى فقط من اجل الفرقعة والشهرة والمكاسب المادية الزائلة، فجسد الرجل المصرى على انه ذلك الكائن الانتهازى، المادى، النصاب والبلطجى ولاعب الثلاث ورقات والذى يرتكب كل انواع الفواحش من اجل المال وجسد المرأة المصرية على انها الراقصة، ابنة الليل، عديمة الاخلاق، خاطفة الرجال من زوجاتهم والعاشقة للمال.
 
تغير مفهوم البطولة لينتقل من البطل القومى احمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل إلى بطل افلام العشوائيات والبلطجة فى السينما المصرية. وتغير مفهوم القدوة والمثل الاعلى من رموز مصر الاجلاء مثل د. أحمد زويل، نجيب محفوظ، د. مصطفى السيد ونبوية موسى لينتقل إلى رموز الفن من الراقصات والفنانين والفنانات ولاعبى كرة القدم لما يتمتعون به من الشهرة والثراء الفاحش .
 
ولندرك أخيرا ان مصريتنا تم اغتيالها وتهميشها وتشويهها فى مراحل العمر المختلفة وعن قصد بأيدينا وأيدى اعلامنا لتفقد معناها الحقيقى وتصبح ذكرى بين الماضى والحاضر.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزراعة تعلن انطلاق حملة للتطعيم ضد عترة جديدة من الحمى القلاعية السبت المقبل.. الفيروس ينتقل بسرعة عبر الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة.. ولا ينتقل عبر تناول اللحوم أو منتجات الألبان المطبوخة

تقرير معروف يحسم عقوبة محمد هاني بعد طرده فى مباراة الأهلي وفاركو

قطار تالجو .. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

نظر محاكمة 292 متهما بـ"خلية داعش التجمع الخامس" اليوم

الأردن وبريطانيا يبحثان تعزيز التعاون في مجال النقل


الزمالك يبدأ الاستعداد لمواجهة مودرن سبورت فى الدوري

ياسر إبراهيم يبدأ التأهيل من تمزق عضلة الفخذ اليسرى فى الأهلي

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الأحد

ميلان يستعد لمواجهة باري فى كأس إيطاليا بصفوف جديدة وغياب أليجري

خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية


موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

اعرف هتدفع كام إيجار سنويا طول مدة الفترة الانتقالية في قانون الإيجار القديم

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

كريم فؤاد مرشح لتعويض محمد هانى فى الأهلى أمام غزل المحلة

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

إصابة دونجا ودخول سيف جعفر فى الدقيقة 62 أمام المقاولون

موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

خريطة العام الدراسى الجديد 2026.. موعد بدء الدراسة والامتحانات والإجازة

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها

سقوط فراولة وتفاحة.. تيك توكرز من الرقص المثير لتجارة المخدرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى