لهذا نحن «متخلفون»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
أن تظل فى مكانك دون حراك، بينما العالم يتطور حولك، فهذا يعنى أنك تخلفت عن الركب العالمى، لكن ما بالنا بمن يتقهقر عن مكانه ويفقد جميع مميزاته وسط عالم ينمى قدراته كل يوم، ويضاعف من إمكانياته كل يوم، ويشترى «التقدم» بأى ثمن؟
 
نعم، نحن متخلفون، تخلفنا مرة حينما وقفنا فى مكاننا ولم نتحرك، وتخلفنا مرات حينما تقهقرنا عن مكانتنا، ولم نحتفظ حتى بهيئة «عزيز قوم زل».
 
نعم، نحن متخلفون، وهذا شىء نعلمه تماماً، ظللنا ننحدر وننحدر وننحدر حتى صارت أقصى أمانينا أن نسد احتياجاتنا الأولية فحسب، نسرق من أجل الطعام والشراب، نرتشى من أجل «مصاريف المدارس» نتحرش بالسيدات ونعتدى على الفتيات من أجل سد احتياجاتنا الجنسية، نفعل كل الموبقات من دون وخز من ضمير، فصار الجميع جانيًا والجميع مجنيًا عليه، الجميع سارق والجميع مسروق، ليغرق البشر فى اليأس والقيم فى التبديد، والوطن فى بحر من نزيف.
 
تتكاثر العورات، وليس لدينا الكفاية من «أشجار التوت» لنستر بأوراقها ما انكشف، وأنت حزين لأنك تقرأ هذا الكلام، وأنا أيضًا حزين لأنى أكتب هذا الكلام، وأنا وأنت نعرف تمامًا أن الحزن صار صناعتنا الوطنية التى لا ينازعنا عليها أحد، وحزننا مكسو بغصة، والغصة نابعة من النكران، حتى كأننى أسمع صوت عظام نجيب محفوظ تصرخ فى قبرها، ماذا تريدون منى أكثر مما فعلت ليصبح اسمى محفورًا فى وجدان المصريين؟
 
حتى الآن، وبعد مرور عشر سنوات على وفاته، لا يوجد جائزة وطنية باسمه، لا يوجد متحف يخلد ذكراه، لا يوجد إنتاج سينيمائى جديد لأفلامه، لا يوجد فيلم يتناول قصة حياته، لا يوجد محطة مترو تحمل اسمه، لا يوجد مركز ثقافى واحد يكرمه، ألمانيا تملأ العالم مراكز ثقافية باسم أديبها «جوته»، وبريطانيا فى احتفالها بشكسبير كست شوارعها بشخصياته ومسرحياته، ونحن بعد عشر سنوات من وفاة نجيب محفوظ فشلنا فى افتتاح متحفه، لتتحكم حفنة من الموظفين العميان فى أعظم مستنيرى مصر، وتتبدد قيمة النجاح بين الناس فلا فرق بين من اجتهد ومن فشل، لا فرق بين من ثابر ومن يأس، لا فرق بين من وصل إلى أعلى عليين ومن هبط إلى أسفل سافلين، فهل عرفت: لماذا نحن متخلفون؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور

‎وزارة الصحة: لدينا 40 مركزا مرخصا لزراعة الأعضاء فى الجمهورية.. حسام عبد الغفار: سريان موافقة الزرع لتكون عامًا واحدًا من تاريخ الحصول عليها.. ويؤكد: حوكمة المنظومة وفق أعلى المعايير الطبية والأخلاقية


انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

سيدة تطلب 17 ألف جنيه نفقة فرش وغطاء لطفلتها.. اعرف التفاصيل

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

محمد جمعة ينضم لمسلسل قمسة العدل مع إيمان العاصى والتصوير آخر أغسطس


قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

دورتموند ضيفا على سانت باولي وليفركوزن ضد هوفنهايم في الدوري الألماني

اليوم.. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"

تميمة حظ النجوم.. ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسى اليوم

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد مباريات منتخب مصر مواليد 2005 فى كأس العالم للشباب 2025

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى