أزمة أحمد ناجى وهاجس الخوف من الكتابة والقراءة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
لا يعرف الكثيرون معنى «السجن» خاصة أن الدراما المصرية وحتى العالمية أفسدت الصورة الحقيقية للسجون وحولتها فى بعض الأحيان لمجرد رحلة يقضيها البعض فى مكان منعزل هادئ قبل أن تنتهى سنوات حكمهم ويخرجون، يقف الواحد منهم أمام باب السجن ويبتسم ثم يلقى سيجارته ويدخل فى معترك الحياة مرة أخرى، لكن الحقيقة أن الموضوع أكثر تعقيدا من ذلك، فالسجون مأساة لا يعرفها إلا من ذاق مرارتها، أقول هذا الكلام بمناسبة رفض الاستشكال الثانى الذى تقدم به الروائى أحمد ناجى للخروج من السجن حتى موعد الطعن الذى تقدم به ضد الحكم بسجنه عامين بتهمة خدش الحياء العام بسبب نشره فصلا من روايته «استخدام الحياة» فى جريدة أخبار الأدب.
 
بالطبع لن نمل الحديث عن أحمد ناجى وأزمته، سنظل نقول رأينا كلما عرضت قضيته للرأى العام، نحن ضد سجن الكتاب أو المفكرين، من حق الجميع الاتفاق أو الاختلاف مع الكتابة لكن بشرط ألا يتجاوز هذا الرفض «متن المكتوب»، والكتاب لم يخرجوا حاملين أسلحتهم ليقطعوا الطريق ويقتلوا الناس فى الشوارع، هم قالوا «كلمة» وليكن الرد بـ«كلمة».
 
سوف تلقى أزمة أحمد ناجى بظلالها على كل شىء وتكشف خبايا كثيرة داخل نفوسنا، فنحن لدينا أزمة كبرى فى «القراءة» ودور النشر تشكو الأمرين بسبب كساد الكتب، وأصبحت ثقافتنا سمعية وبصرية، ولم يعد الكثيرون يملكون الطاقة والجهد اللازمين لقراءة كتاب والصبر على أفكاره، للأسف أصبحنا كذلك، بدليل أن رواية أحمد ناجى لم تثر أى مشكلة حتى تم نشر فصل منها فى صحيفة أخبار الأدب، وأكاد أقسم أن المحضر الذى قدم ضد «استخدام الحياة» وصاحبها هو المحضر الوحيد، ولو لم يفكر فيه صاحبه ويتقدم به، ما كان لشخص آخر أن يتقدم.
 
وقلة القراءة هذه ليست أمرا هينا، كما يرى البعض، فأثرها مدمر لأنها تسقطت الخيال من المعادلة وتجعل الناس بسبب الأزمات التى يعيشونها يخلطون بين والواقع والعالم الافتراضى، ولا يستطيعون أن يفرقوا بين الكلام القابل للتحقق والكلام الذى لا علاقة له بالمنطق.
 
أحمد ناجى ضحية الجميع وأولهم المثقفون الذى انقسموا حوله، وضحية أيضا للثورة التكنولوجية المجنونة التى جعلت الجميع يدلى بدلوه ضده، وضحية المجتمع الذى يرى أن القراءة مضيعة للوقت وللمستقبل، وستعانى الكتابة كثيرا من جراء بقاء أحمد ناجى فى السجن، سيخشى الجميع من «الحرية» فى الكتابة أو الكلام أو الاقتراب من «الخطوط الحمراء» التى تتسع دائرتها ولن يحدها حد بعد ذلك.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان ..و تجهيز عادل لمباراة زيمبابوي

الإدارية العليا تحيل 4 طعون على نتائج 19 دائرة ملغاة في انتخابات النواب للنقض

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

المغرب ضد الإمارات.. أسود الأطلس يتقدم 1-0 فى الشوط الأول "فيديو"


الأرصاد: استمرار سقوط الأمطار حتى غد وتوقعات بشبورة كثيفة نهاية الأسبوع

أحمد السقا: عريس بنتى لو قدر يوصل لبيتنا لازم يكون لابس واقى من الرصاص

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس


الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد الأساسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى