هناء ثروت تكتب: بلد بتاعت شهادات صحيح

اقترب العام الدراسى واقترب معه موسم التوتر والقلق... فنجد ان معظم البيوت تتوقف فيها الحياة الطبيعيه.. لا زيارات ولا تليفزيون ولا اى نوع من أنواع الترفيه.. وكأن الطالب عبارة عن (آلة) بالكاد يتركونه ينام لبضع ساعات.. طبعا هما معذورين.. لأن نظام التعليم والامتحانات يدفعهم دفعاً لهذه الأفعال فالطالب يذهب إلى المدرسة يومياً لمدة 8 ساعات يتم فيها حشو رأس هذا الطالب بمناهج عقيمة وأثبتت فشلها.

فنجد أن معظم خريجى الجامعات لا يجيدون القراءة السليمة.. لأنهم اعتادوا ان (يحفظوا ويصموا وفى الامتحان يكتبوا اللى حفظوه وبعد الامتحان ينسوه).. هل تعلمون يا سادة ان الشهادات الجامعية المصرية لا يأخذ بها فى الخارج – يعنى عشان تشتغل وتعيش فى الخارج بشهادتك لازم تذاكر – فنجد اننا بين كفى رحا نظام تعليم يعتمد على الحفظ فقط دون اعمال العقل أو الفهم وبين اسر تريد لابنائها اعلى الدرجات حتى يتمكنوا من دخول جامعات القمة وحتى يتباهوا ويتفاخروا امام الناس بتفوق ابنائهم.. بالله يا سادة هل هذا النظام يُنتج جيل مثقف متعلم ام جيل لديه ورقه تسمى شهاده.. ان اراد القائمون على النظام فى مصر النهوض بها وجعلها فى مصاف الدول المتقدمة عليهم اولاً بتغيير هذا النظام التعليمى الفاشل وان يفسحوا المجال للتعليم الفنى والعمل على الارتقاء به.. ايضاً عليهم بتغيير المناهج التى لم تتغير منذ سنوات ولا فائدة لها.. عليهم بإضافة حصص للمواهب سواء الفنية أو العملية وتشجيع الطالب الموهوب لا المتفوق فقط.. فاكثر العلماء لم يكونوا متفوقين فى التعليم ولكنهم كانوا يمتلكون الموهبة ووجدوا من شجعهم وساعدهم.. ايضاً لابد من تغيير نظام الامتحانات التراكمى الذى يجبر الطالب على الحفظ دون الفهم... ان منظومة التعليم من أهم أركان النهوض بالدولة فالاهتمام بالمعلم تعليمياً – اى يكون هناك دورات تدريبية من حين لآخر.. دورات علم نفس والتدريب على ايصال المعلومة باسهل الطرق وكيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة – ايضاً الاهتمام بالمعلم من الناحية المادية حتى يتمكن من تسديد احتياجاته... الاهتمام بالطالب ووضع حصص ترفيهية له كى يشعر بالبهجة وهو يتعلم.. ولا يكون التعليم كعقاب... اخيراً اتمنى ان يكون القبول بالجامعات يعتمد على قدرات الطالب ليس فقط بالمجموع حتى يدرس ما يحب فنجد جيل يدرس ما يحب ويُبدع ويبتكر فيه.. إن التعليم الجيد يقضى على العنف الذى نعانى منه الآن.. التعليم يفتح العقول وينيرها ويرفض الافكار الشاذة أو الغير انسانية وللمرة الثانية التعليم ليس فقط مناهج ولكنه حياة.. أيها السادة علموا الطلاب القراءة والاطلاع والتفكير تحصدوا جيلا مستنيراً يرفع شأن البلاد ويقيها من شر الإرهاب.