الديكتاتورية.. وكيف تدمر الكفاءات

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم
بقلم - د. ناجح إبراهيم
البروفيسور والجراح العراقى العالمى/منجد المدرس الذى يعيش فى أستراليا، وتجنس بالجنسية الأسترالية، يعد أشهر جراحى العظام والأطراف الصناعية فى أستراليا والعالم.

هذا الجراح العالمى قصته من أغرب القصص، فقد رفض فى بداية حياته تنفيذ أوامر صدام حسين بقطع آذان الجنود الذين يهربون من الخدمة أثناء حرب الخليج، ورأى أن هذه العقوبة غير قانونية وغير إنسانية، ولا يقرها شرع سماوى أو قانون أرضى، وهى من بنات أفكار حاكم اعتقد مثل كثير من الحكام أنه المتحكم فى رقاب العباد ومصائر البلاد، وأنه لا معقب لحكمه ولا راد لأمره.

وحينما شاع أمر رفض هذا الجراح الصغير، منجد، لأوامر صدام أبلغه رؤساؤه بتهديدات النظام له.

كان المنجد يعلم أن صدام لا يرحم من يخالف أمره ولا يغفر لمن يريد أن يتمرد على سلطانه، فأصابه خوف شديد وفكر فى الهروب من العراق كلها، ولكن إلى أين؟

كانت رحلة الهروب شاقة وعسيرة بدأها بأن اختبأ فى حمام المستشفى الحكومى الذى يعمل به خمس ساعات كاملة حينما شعر بطلب القبض عليه، وظل يهرب عبر الحدود من بلد إلى بلد آخر، حتى وصل إلى أستراليا فى رحلة هروب أشبه برحلات الهروب غير المشروعة التى قد تنتهى بالموت غرقًا.

لكنه وصل بسلام إلى أستراليا، حيث قبضت عليه الشرطة وهو يتسلل ليدخل أستراليا مع لاجئين آخرين، وأودعته فى معسكر اعتقال للاجئين الأجانب لمدة عشرة أشهر، ثم بعد تحقيقات وصعوبات كثيرة سمحت له بالإقامة والعمل فى أستراليا، وتدرج فى سلك الأطباء وحصل على الجنسية الأسترالية.

وكما منحته أستراليا الإقامة والجنسية، فإن المنجد منحها أيضًا شهرة عالمية فى العظام والتئام الأطراف الصناعية المصنوعة من التيتانيوم.

فقد استطاع هذا الجراح العالمى أن يحول مئات المعوقين الذين يتحركون بصعوبة إلى أشخاص يعيشون بطريقة شبه طبيعية ويتحركون بسهولة أكثر، حيث طور طرقا حديثة تجعل العظام البشرية تلتئم بسهولة ويسر مع مادة التيتانيوم فى الأطراف الصناعية.

إنها قصة كفاح جديرة بالتقدير، إنها قصة الطغيان والاستبداد والغرور الذى يصيب بعض الحكام الذين يغفلون عن ربهم وأنفسهم، وينسون قيمة شعوبهم، ويجعلون الكفاءات تهرب من أوطانها وتهجر أعشاشها، وتتسول العيش واللجوء فى الأوطان الأخرى.

إنها قصة الغرب الذى يفتح صدره لكل الكفاءات من كل الأمم، فيصبح بذلك أكثر تقدما ونموا، فأمريكا وأستراليا وكندا وبريطانيا وألمانيا مثلاً تحتضن الكفاءات من كل الأجناس والأعراق والأديان، لا تتوقف عند دين أو عرق أو لون أو جنس أو مذهب المهاجر إليها، المهم كفاءته وعلمه.

وتصهر هذه المجتمعات الغربية هؤلاء فى البوتقة الأمريكية والأسترالية أو الكندية، فترى فى الجامعة الواحدة الأمريكى والصينى واليابانى واليهودى والمصرى واللبنانى والسورى والهندى والباكستانى، كلهم يخدم أمريكا وطنه الثانى الذى فتح له صدره، ويذكر بالألم وطنه الأول الذى قلاه وطرده وأهانه.

إنها قصة متكررة، بلاد طاردة للكفاءات من أبنائها، وبلاد راغبة فى الكفاءات من كل بقاع الأرض، بلاد متخلفة وديكتاتورية استبدادية، الفساد والمحسوبية فيها للركب، وبلاد فيها الديمقراطية والحرية والمساواة والشفافية.

حتى المصرى الذى يحمل الجنسية الأمريكية يعامل فى الخليج مثلاً معاملة أرقى من نظيره الذى يحمل الجنسية المصرية فقط، جواز السفر يعبر عن هيبة الدولة وقوتها وبأسها ودفاعها عن أبنائها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انطلاق معسكر التدريب العملي لحكام الـvar الجدد 21 يوليو

عزاء المخرج سامح عبد العزيز من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس اليوم

تنسيق الجامعات 2025.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التقدم لاختبارات القدرات

مواجهة نارية بين ألكاراز وسينر فى نهائي ويمبلدون للتنس

إعادة مراسم قرعة دورى محترفي كرة اليد اليوم


خطوات التقديم للصف الأول الثانوى فى الجيزة للعام الدراسي الجديد

الحجز على شقته داخل كمبوند.. إبراهيم سعيد يواجه دعوى جديدة من طليقته

ريبيرو يعود اليوم إلى القاهرة لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

أغلى 10 صفقات فى تاريخ توتنهام بعد انضمام محمد قدوس

وظائف فى محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه.. تعرف على التفاصيل


خلاف دبلوماسى يدق بين أمريكا والبرازيل بسبب ترامب.. غضب بعد تهديده بفرض 50% تعريفات بسبب محاكمة بولسونارو.. خبراء: تدخل سافر وخطوة تدفع المحافظين للالتفاف حول لولا وانتقاد الرسوم الجمركية.. وسيلفا يتوعد

استشهاد فلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال منزلا بحي الدرج في مدينة غزة

انتهت المراجعة وتنتظر اعتماد الوزير.. نتيجة الدبلومات الفنية على اليوم السابع

رعب فى كاليفورنيا بعد تسجيل 40 هزة أرضية متتالية ومخاوف من حدوث زلزال كبير

مظاهرات حاشدة فى تل أبيب للمطالبة بوقف حرب غزة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى

فاضل 220 يوم.. موعد شهر رمضان المبارك 2026 وأول أيامه

هيئة الإسعاف: الأطفال الأكثر إقبالًا على إجراء المكالمات المزيفة بادعاء الحرائق

وزارة الصحة توفر علاج الجذام مجانا بعيادات الجلدية التخصصية بجميع المحافظات

هبوط أرضى بميدان التجنيد بالحلمية ومحافظة القاهرة تكشف الأسباب

الداخلية تضبط المتهم بالاستيلاء على مبلغ مالى بالإكراه من سائق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى