دم «النجار» فى رقبة الشرطة الألمانية!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم : كرم جبر
القدر المتيسر من المعلومات هو أن السلطات الألمانية ارتكبت عدة جرائم متتالية، أولا: عندما قبضت على المواطن المصرى محمد النجار بتهمة السرقة وحاكمته وحبسته دون أن تخطر السفارة المصرية وفقا للقوانين والأعراف الدولية.. ثانيا: قامت بحرق جثته ودفنه دون مراعاة لديانته بعد أن ادعت أنه حاول الانتحار فى زنزانته ومات أثناء علاجه فى المستشفى.. ثالثا: تم اكتشاف الواقعة البشعة صدفة، عندما أرسل زملاؤه لذويه فى مصر ما يفيد أنه تعرض لتعذيب وحشى على يد الشرطة الألمانية مما أدى إلى قتله.

المبرر الذى تستند إليه السلطات الألمانية هو أن النجار طلب قبل وفاته عدم إخطار السفارة، وأوصى بحرق جثته، ولا تعتقد كما قال سفيرها فى القاهرة أن وراء الحادث طرفا ثالثا، وأنها تقوم الآن بالتحقيق لتبيان الحقيقة.. طب ازاى؟ لقد أحرقوا الجثة، وبالتالى لا يمكن للطب الشرعى أن يناظرها، لكشف ما إذا كانت الوفاة جنائية أم بسبب الانتحار، وأهم من ذلك هو انتهاك كل الأعراف والقوانين والقيم الإنسانية، ولو فرضنا أن مواطنا ألمانيا تعرض لنفس الانتهاكات، التى تفوق تفاصيلها وقائع ريجينى، هل كانت ألمانيا تقبل محاكمة وقتل وحرق ودفن مواطنها سرا، دون أن تخطر سفارته وأهله وذويه؟

المسألة صعبة على الفهم والتمرير، وأمسك بشدة قلمى وكلماتى، حتى لا يقذفا نارا تحرق مشاعرى، من جراء هذا الاستهتار المخيف بحياة مواطن مصرى، فى دول تصدعنا ليل نهار بحقوق الإنسان، وتذرف دموع التماسيح على الحرية والديمقراطية والعدالة، بينما تحرم أهالى مواطن قتل صمتا، من أن يطمئنوا على جثمانه فى ثرى قريته، وحتى لو كتب وصيته المزعومة، ألم يكن من الأحرى الكشف على قواه النفسية، التى انهارت بشدة وجعلته يرفض وطنه ودينه؟ ومثل هذا الشخص كان أولى بالرعاية والعلاج حتى يشفى من مرضه ثم تتم محاكمته، لأن كل قوانين الأرض تحظر محاكمة ومعاقبة المرضى النفسيين، ثم يتعامل السفير الألمانى فى القاهرة مع القضية، ببرود يفجر الأعصاب ويحرق الدم ويفتقد الحكمة والكياسة.

مشكلتنا أننا نسخن بسرعة ونبرد بسرعة أكبر، عكس إيطاليا مثلا التى تصعّد كل يوم فى قضية ريجينى، وبعد ذلك نهدأ وننسى حتى يقع حادث جديد وهكذا، ومشكلتنا أننا لا نعظم أوراق الضغط التى فى أيدينا، لحفظ كرامة المواطن المصرى أينما وجد، وأهمها الآلة الإعلامية الجهنمية الموجودة فى مصر، تقسو علينا ورحيمة على الآخرين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

اكتمال تطبيق "التأمين الصحى" بأسوان.. الرعاية الصحية: تنفيذ المرحلة الأولى للمنظومة بـ6 محافظات.. واستحداث وإدخال 22 خدمة متطورة.. وأحمد السبكى: الفاتورة تجاوزت 9 مليارات جنيه.. وإنهاء المرحلة الثانية قريبًا

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%


الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة


غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

فلومينينسي ضد تشيلسي.. جواو بيدرو يدون أول أهدفه مع البلوز "فيديو"

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى