أزمة ضمير وفساد أخلاق

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
فى محاولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لتأمل الوضع الغير مستقر فى المجتمع. المصرى تحديداً فى الخمس سنوات الأخيرة التى تلت ثورة يناير، كانت خلاصة المشكلة التى بناءً على ترسخها لا تسير البلاد بخطى ثابتة فى اتجاه التطوير والتنمية المفترضة وهى باختصار أزمة الضمير الذى لم يعد يؤرق الكثيرين، وكذلك فساد الأخلاق الذى بلغ ذروته وتخطى كل الحدود فى حالة فريدة من نوعها من التبجح وكشف الوجه دون مراعاة أية اعتبارات كنا نظنها هامة فيما مضى !!

يبدو وبكل أسف أن نظام القمع والديكتاتورية وخرس الألسنة الذى ظل عشرات بل مئات السنوات يسيطر على مصر كان هو الأمثل بالنسبة لغالبية المصريين، الذين ما إن قامت لهم قائمة وشعروا ببعض الحرية، حتى كشف كل منهم عن وجه متحرر من الخوف لكنه أسوء بكثير من ذى قبل !

خرجنا للميادين نطالب بإسقاط القهر والظلم والتحرر من الفساد الموغل فى أعماق البلاد، وبالفعل قدر لنا الله الفوز بالحرية والتخلص من جميع الفاسدين الذين كنا نظن بسذاجة أنهم مجرد حفنة من المسئولين الذين يتحكمون بمقاليد الأمور وما إن سقطوا وانفرط العقد ستتساقط حباته واحدة تلاحق الأخرى حتى ينتهى وتنتهى معه حقبة سوداء من عمر مصر.

لكنها أعزائى كانت مجرد أمنيات طيبة وحسابات خاطئة، ثبت مع الأيام أنها حلم المدينة الفاضلة التى لا وجود لها على الأرض بأكملها !

فكانت الصورة كما يلى ؛
تحرر المصريون من أغلال القهر وتخلصوا من الخوف، فبرع أكثرهم فى إظهار الوجه الحقيقى المختبئ خلف قناع الخنوع، ويا ليته ما تحرر من خوفه، فقد كانت نتيجة الحرية المفقودة عكسية تماماً، حيث كشف الكثير من أفراد الشعب عن وجوه قبيحة تتفنن فى التبجح والتطاول وكسر كافة القيم والمعايير التى تربينا عليها منذ قديم. الأزل !
ولم تعد هناك القيم الأخلاقية الثابتة التى اشتهر بها المصريين مثل الكرم والشهامة والمروءة ومراعاة الجار واحترام الكبير والعطف على الصغير والترابط الأسرى والأمانة وغيرها الكثير من الأخلاقيات التى تلاشت وباتت نادرة الوجود فى ظل حالة الحرية الزائفة التى كانت مجرد فخ للنيل من مصر وشعبها الذى كان يوماً ولم يعد رمزاً للنبل والرقى !

أما بالنسبة لأزمة الضمير التى تعد السبب الأهم فى عرقلة مسيرة التنمية المفترضة، حيث أن حبات العقد الذى يضم الفاسدين والذى تصورت عن نفسى أنه قد انفرط بأكمله وأننا على مشارف التطهير التام، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، إذ أن الفاسدين ومعدومى الضمير متشعبين من الجذور للفروع، وذلك نتاج لسنوات طويلة من التجريف والتجهيل والتسطيح وتفشى الفقر والجهل والمرض، مما خلق أجيالاً وراء أجيال بمعايير وأخلاقيات وضمائر مختلفة تحرم الحلال وتحلل الحرام، أجيال ناقمة على الحياة كارهة لأنفسها متعالية على أوطانها متغاضية عن حسابات الضمير والأخلاق والقيم وخلافه !

فاتضح أنه خلف صفوف الفاسدين الذين تصدروا المشهد وتمت إزاحتهم صفوفاً كثيرة لم نكن نعلم عنها شئ، وكلما تخلصنا من أحدها أطل من هو أسوء منها وأدل سبيلا !

نهاية: إن كنا نرجو الحل القاطع، فلنكثف كافة مجهوداتنا لإصلاح الأجيال التى أصابها المرض المستشرى فى جسد مصر والذى لابد من سرعة إستئصاله من جذوره وتطهيره، إذ إن إصلاح منظومة التعليم الفاشلة أولى الخطوات لإنقاذ أجيال من الجهلة الحاملين لشهادات جامعية،
وثانيها تغليظ القوانين الخاصة بمعاقبة الفاسدين لأنه كما قال المثل الشعبى العتيق ( إضرب المربوط يخاف السايب).

لعلنا نتمكن فى وقت قياسى من التخلص من بعض مسببات التعويق والدفع بعجلة التقدم والتنمية المنشودة إلى الأمام. والله المستعان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

صور جديدة من كواليس مسلسل 2 قهوة والعرض فى الأوف سيزون

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر أخبار سوق الانتقالات الصيفية حول العالم


اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

ميلود حمدى يطالب مجلس الإسماعيلى بتعديل لائحة فريق الكرة قبل الموسم الجديد

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

مى فاروق تحيى سهرة خاصة لأم كلثوم بمهرجان قرطاج الدولى 16 أغسطس

محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه


مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

محمد صلاح ولاعبو ليفربول ينعون جوتا فى النصب التذكارى.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى