الجنسية المصرية وكرامة الوطن

جمال أسعد
جمال أسعد

ماذا نفعل مع من يشترى بدولاراته الجنسية من الصهاينة والإرهابيين مثل القاعدة وداعش من غير المصريين؟

«وطنى لو شُغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسی»، «حب الوطن فرض على أفديه بروحى وعنية».

«وطنى وأن ضن على عزيزاً أهلى وإن جاروا على كراماً». على هذه العبارات نشأنا، وعلى تلك الشعارات تربينا، وبذاك الكلمات انتمينا للوطن الغالى، فالانتماء للوطن حالة نفسية تربطنا به وشعور داخلى يشدنا إليه، هو حالة حب عذرى تجعلنا نعشق هذا الوطن، حتى وإن كان لا يبادلنا ذات الحب فى لحظات قسوة أو عند اشتداد مشاكل، وأعظم أنواع الحب ذلك الحب الذى لا يطلب ما لنفسه، بل يبذل نفسه من أجل الآخرين، هذا هو الوطن وهكذا يكون الانتماء، وإذا كان الأمر كذلك، فماذا تكون جنسية هذا الوطن؟ فالجنسية هى الشكل المادى الذى يعبر عن حب الوطن لنا، فيمنحنا إياها حتى نعلن اعتزازنا بأننا مصريون، لقد جاء على مصر ومن قبل الزمان بزمان ثلاث هجرات جماعية «هكسوس- يهود- مسلمين»، وثلاثة وخمسين غزوة حربية، لقد عاش بمصر عشرات الجنسيات من كل لون ومن كل اتجاه، ولكن قد صهرتهم مصر، وأصبحوا مصريين، ولا أحد يذكر لأى جنسية ينتمى، ومع ذلك فإن العلم قد أثبت أن المصريين وبهذه التركيبة متشاركون فيما يقرب من 98% كجينات مصرية مشتركة، ولذلك فالجميع فى الخارج قبل الداخل يعلم قيمة مصر، ويقدر جنسيتها، وما لنا نذهب بعيداً، فدول الخليج والسعودية وحتى الآن لا تمنح جنسياتها لأحد حتى للمصريين الذين بنوا وعمروا وعلموا هذه البلاد، لا بل لا يوجد إقامة بغير كفيل من أبناء هذه الدول لهذا المقيم، وهى حالة أقرب إلى نظام العبيد المطور، ومن المعروف أن الجنسية المصرية لا تمنح لأى أحد أياً كان، وببساطة هذه الجنسية كانت ومازالت أملاً يسعى إليه الكثيرون، ومن يُمنح هذه الجنسية لأسباب قوية وعظيمة كان يعتزُ بها أيما اعتزاز، فهل نتذكر الفنانين والمبدعين العرب الذين أثروا فى الحياة الفنية والمسرحية والصحفية فى مصر، كيف كانوا يفاخرون ويتفاخرون بالجنسية المصرية حتى أصبحوا مصريين بحق مثل الفنان فريد الأطرش، ووديع الصافى وغيرهما الكثير، حتى إنهم قد دفنوا فى مصر بالرغم من تجنسهم بالمصرية، وهم أبناء أوطان عربية، وكم عانى المخرج المبدع محمد خان حتى حصل على الجنسية المصرية قبل وفاته بقليل، هذه هى قيمة مصر وقيمة جنسيتها، فهل هانت مصر على أمثال هؤلاء الذين لا يعرفون غير الانتماء لمصالحهم الخاصة، ولتحقيق تطلعاتهم الذاتية الذين يتباهون بانتمائهم لغير مصر أكثر من مصر حتى يتقدموا بمشروع قانون يحول المصرية إلى سلعة رخيصة يحصل عليها كل من هب ودب إذا امتلك الدولارات؟ والغريب أنهم قد تقدموا بعذر أقبح من ذنب، هو أن ذلك سيأتى بحصيلة دولارية تساهم فى حل المشكلة الاقتصادية، فأين حمرة الخجل؟ فهل مصر وجنسيتها قد أصبحت محل مساومة لمن يدفع؟ هذا دليل على الفشل وغياب الرؤية السياسية، حتى إنهم لا يروا حلا غير بيع كرامة مصر، وماذا نفعل مع من يشترى بدولاراته الجنسية من الصهاينة والإرهابيين مثل القاعدة وداعش من غير المصريين، وهم يمتلكون ثروات بلا حدود؟ وماذا ستكون نتائج هذه الجريمة مستقبلاً؟ هل سنرى رئيساً إسرائيلياً ورئيسا لوزراء أمريكيا ورئيسا للبرلمان داعشياً؟ وأين الأمن القومى هنا؟ أم أن العقل قد غاب عنكم والرشد قد فارق مخيلتكم، وقد خلطتم بين الوطن الغالى وجنسيته وبين الأموال التى لا تعرفون غيرها؟ مصر غالية جداً وجنسيتها هى كرامة هذا الوطن وكرامة المصريين، ولا يحصل عليها غير الذى يستحقها بالحب والتضحية والبذل والعطاء والاقتناع لا بالدولارات. حفظ الله مصر وشعبها العاشق لها المضحـى من أجلها من المتاجرين بكل شىء.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إخماد حريق محدود فى فيلا الفنان محمد صبحى بمدينة 6 أكتوبر

القبض على طرفى مشاجرة بالأسلحة البيضاء بسبب لهو الأطفال بمنطقة المرج

ناشئو اليد يغزون صالات أوروبا

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

الطلائع يهزم الإسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة بالدوري


النصر ضد الأهلى.. بعثة الراقى تصل جدة بعد التتويج بالسوبر السعودي "صور"

بعد إعلان المجاعة.. الآلاف يشاركون فى أكبر مظاهرات بتاريخ أستراليا دعما لغزة

آرسنال ضد ليدز.. مواهب الجانرز تدق جرس أنظار لأندية الدوري الإنجليزي

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد


رحيل صادم للممثل الشاب بهاء الخطيب..سقط أثناء لعبه كرة القدم وذبحة صدرية أودت بحياته.. تشييع جثمان الراحل في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة.. ونجوم الفن ينعونه ويشيدون بموهبته وأخلاقه وحبه وتشجيعه لأصدقائه

المحكمة تفصل فى طلب الحجر على نوال الدجوى بعد شهر ونصف.. تفاصيل

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

أساطير الحريفة.. ميسي يتصدر قائمة أمهر 15 لاعبًا فى التاريخ وغياب رونالدو

نقيب المعلمين: البكالوريا تنهي كابوس الثانوية العامة وتؤهل الطلاب لسوق العمل

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

مسئول استخباراتى إسرائيلى سابق: نتنياهو تجاهل تحذيرات من 7 أكتوبر

على لاريجانى يحذر من "التهديدات بالحرب" ضد إيران مرة أخرى

غياب الأهلى عن الصدارة.. تعرف على ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم

اليوم.. نظر محاكمة 4 متهمين بتهمة الانضمام لداعش

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى