ذات يوم.. القادة العرب يتوافدون إلى القاهرة لحضور قمة «غزو العراق للكويت»

 القادة العرب
القادة العرب
كتب : سعيد الشحات

بدا الرئيس محمد حسنى مبارك أنه يخفى شيئًا ما فى أثناء خطابه الساعة الثالثة ظهرًا، يوم 8 أغسطس 1990، حيث قال: «الصورة سوداء ومخيفة، وما لم نتدارك الموقف فورًا فإن الحرب حتمية»، وفى نهاية كلمته دعا إلى عقد قمة عربية طارئة فى القاهرة.


سوداوية الصورة كانت بسبب غزو العراق للكويت يوم «2 أغسطس 1990»، ودوران العجلة الأمريكية لشن حرب فى المنطقة ضد الجيش العراقى، وبينما كانت العواصم العربية تقف على أطراف أصابعها، ترقبًا للقادم المخيف، كانت الإدارة الأمريكية تجهز عدتها للحرب، وكان وزير الدفاع الأمريكى، ديك تشينى، يتجول فى عواصم عربية «القاهرة - الرياض» لتكوين الصف الذى ستقوده أمريكا، ويرصد محمد حسنين هيكل فى كتابه «حرب الخليج وأوهام القوة والنصر» عن «مؤسسة الأهرام - القاهرة» الحالة منذ بدايتها، حتى يصل إلى الساعات التالية لدعوة «مبارك» للقمة العربية، وهى تعطى دليلًًا قاطعًا على حالة فوضى أكدت العجز العربى التام أمام خطة أمريكا للحرب «1002 - 90»، والتى عرضها «تشينى» خلال زيارته إلى المنطقة.


كان الرئيس الليبى معمر القذافى أول القادة العرب الذين وصلوا إلى القاهرة بعد ساعات من خطاب «مبارك»، ووفقًا لـ«هيكل» فإن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى تونس كانت تتابع باندهاش، وعقّب أمينها العام الشاذلى القليبى: «إنها أول مرة توجه فيها الدعوة إلى اجتماع على مستوى القمة بواسطة الإذاعة»، وطلبت الخارجية المصرية منه المجىء إلى القاهرة على الفور لأداء دوره، ورد بأنه ليست هناك طائرات فى الليل بين القاهرة وتونس، فتقرر إرسال طائرة ليبية إليه.


واللافت وفقًا لما يقوله «هيكل» أنه بينما كان القادة العرب فى طريقهم إلى القاهرة، كانت «إمكانيات الوصول إلى حل عربى للأزمة تتلاشى، فالمغرب أرسلت قوات إلى السعودية، وراحت مصر تستعد لإرسال مقدمة إدارية تستطلع أماكن إيواء القوات عندما يجىء وقت تمركزها فى السعودية».


كان الرئيس مبارك لا يزال يحاول، ففى فجر مثل هذا اليوم «9 أغسطس 1990» ووفقًا لـ«هيكل»: «اتصل بالسفير العراقى بالقاهرة نبيل نجم، وطلب إليه أن يتوجه مرة أخرى إلى بغداد حاملًا رسالة شفوية منه إلى الرئيس صدام حسين، ينصحه فيها بأنه إذا تعذر حضوره إلى مؤتمر القمة، فمن المهم أن يوفد وفدًا على مستوى عالٍ يتيح له اتخاذ موقف مرن، والتجاوب مع الموقف بما يتطلبه من أخذ وعطاء، وعند الظهر يوم 9 أغسطس أعلنت بغداد أن وفدًا عراقيًا على مستوى عالٍ فى طريقه إلى القاهرة، ووصل الوفد برئاسة طه ياسين رمضان، نائب الرئيس، وضم طارق عزيز، وزير الخارجية، وآخرين، وواجه مشاكل عدة منذ البداية، أولها أنه فوجئ بعدم نزوله فى فندق مثل باقى الوفود، وإنما نزل فى قصر للضيافة، ولما احتج طارق عزيز، معتبرًا أن ذلك عزل متعمد عن باقى الوفود، قيل له إن السبب أمنى، فالقاهرة تموج بعشرات الآلاف من الكويتيين».


كان المفروض أن تنعقد الجلسة الأولى للمؤتمر فى اليوم نفسه «9 أغسطس»، ولم يتيسر عقدها، والسبب كما يقول «هيكل»: «الرياح كانت تهب فى اتجاهات معاكسة، ولم يكن كل الملوك والرؤساء وصلوا لأسباب متعددة، منها أن الخطة الأمريكية للحرب أصبحت واقعًا».


بدا القلق أشد ما يكون فى قصر الأندلس، مكان إقامة الوفد العراقى، حيث اتصل طارق عزيز بالأمين العام للجامعة العربية يسأله عن موعد الاجتماع التمهيدى لوزراء الخارجية الذى يجب أن يسبق القمة، ويعد لها مشروعات القرارات، فرد «القليبى» أنه لم يبلغ بأى شىء، وأنه يحاول الاتصال بالوفد المصرى، باعتبار مصر هى الداعية للمؤتمر، لكى يطرح السؤال نفسه، ورأى «عزيز» اختصارًا للوقت الاتصال رأسًا بالوفد المصرى للسؤال، فكان الرد عليه: «الموقف معقد للغاية، ولا اجتماع لوزراء الخارجية قبل القمة، والأزمة بمجملها ستعرض على الملوك والرؤساء ليروا فيها رأيهم»، فرد «عزيز» بأنه لا يعرف من قبل فى السوابق الدبلوماسية أن مؤتمرًا على مستوى القمة اجتمع دون أن يسبقه ولو بساعات اجتماع لوزراء الخارجية للاتفاق على جدول أعمال ومشروعات القرارات، فكان الرد أن الظروف الاستثنائية تفرض أوضاعًا استثنائية، وأن هذا هو الحال هذه المرة».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

ولي العهد السعودي يتسلم رسالة خطية من رئيسة تنزانيا لتعزيز العلاقات الثنائية

تقرير عبد الرؤوف النهائى يحسم مصير ناصر منسى مع الزمالك


ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور


موعد مباراة منتخب مصر القادمة فى أمم أفريقيا بعد الفوز على نيجيريا

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس الأمم الأفريقية

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

محمد عبد المنعم يؤازر المنتخب الوطنى أمام نيجيريا

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى