هل يموت اللمبى وإخوانه ليعيش محمد سعد

حنان شومان
حنان شومان
بقلم - حنان شومان
«فيلمى الجديد لن أقدم فيه شخصية اللمبى، ولن أتحدث بطريقتى المعتادة فى الأفلام، ولكنى سأقدم شخصية عادية من المجتمع» كانت تلك هى بعض تصريحات محمد سعد، حين سأله الصحفيون عن فيلمه الذى يصوره حالياً، وكأنه أخيراً وربما بعد فوات الأوان أدرك أن تكرار أدائه وإهماله فى التنوع صرف عنه الجمهور، وأن السينما وجمهورها لم يعد يتوجه على قائمة الإيرادات، ولا حتى البقاء فى السباق فى المركز الثانى أو الثالث، وحتى حين ذهب للتليفزيون الذى لا يكلف جمهوره مشقة الخروج من بيته، ودفع ثمن تذكرة للمشاهدة، لم يستطع أن يصمد بأى عمل ويدخل أى سباق، اللهم إلا سباق أجر منحته له قناة الأم بى سى، وربما ندمت عليه.
 
محمد سعد، نموذج ومثال لكثيرين فى الفن، وفى مجالات أخرى، لديهم موهبة، ولكنها إما محدودة وصادفهم نجاح كبير فلم يعرفوا كيف يتعاملون معه إلا بالتكرار، متصورين أنه نجاح سيدوم على نفس الموجة، أو أنهم موهوبين حقاً ولكنهم يفتقرون للحد الأدنى من الذكاء، فيسكرهم النجاح ولا يفكرون ماذا بعد فقط يستمرون فى تكرار نفس الأمر، أو الدور أو الأغنية، ورغم موهبتهم يكونون أصحاب النغمة الواحدة، بينما الجمهور يطالب بتعدد النغمات والأغنيات والأدوار، ويصم الموهوب غير الذكى أذانه فلا يسمع إلا صوته أو أصوات تحيطه تُفقده البوصلة أكثر وأكثر. وقد يأتى أحد فيقول إسماعيل ياسين، كان ممثل الأداء الواحد، ويكاد يكون الدور الواحد، فلماذا ظل ناجحاً وحتى الآن له جمهور يحبه؟ وهذا قول غير صحيح بشكل كامل، أولاً إن اختلاف الزمان والجمهور ومعطيات الحياة لا يمكن أن يسمح بمقارنة إسماعيل ياسين بأحد الآن فكل فنان هو ابن زمنه وبيئته، ثانيا إن نجاح سُمعة كان مرتبطاً بمخرجين موهوبين وكتاب مجتهدين، ونجوم آخرين لهم شعبية إلى جواره تساند نجاحه، وعصر سُمعة ونجاحه وبقاؤه على القمة لم يستمر طويلاً.
 
الفنان والنجم الذكى هو من يدرك أن التغيير هو عنصر نجاحه، وأن إبهار جمهوره بالجديد هو ما يبعث فى نجاحه الروح والبقاء، فريد شوقى، مثال لنجم عاش ومات وهو بطل برغم سنين العمر، لأنه وهو وحش الشاشة قرأ تغير الزمن وعرف أن السير على نغمة واحدة ضد الطبيعة، وضد النجاح، فكان له نجاح أكبر استمر حتى نهاية عمره. ومن التاريخ أيضاً عبد الحليم حافظ، العندليب، الذى كان يسحر جمهوره موهبة وغناءً، ولكنه كان من الذكاء حين أدرك نجاح محمد رشدى المطرب الصاعد فى الغناء الشعبى وقبول الجمهور عليه، أن حول بعض من غنائه لدفة الأغانى الشعبية، مثل على حسب وداد جلبى، وغيرها، ليظل هو العندليب الذى يقرأ ما يطلبه المستمعون.
 
الجمهور يغفر للنجم الذى يحبه أخطاءه، مرة وثانية وثالثة، ولكن ربما عند الخطيئة الرابعة أو الخامسة يتركه وحيداً بلا سند إلا هؤلاء المقربين الذين لم يقولوا له أنه على خطأ وحتى هؤلاء قد يتركونه.
 
نحن فى عصر الفيمتوثانية، وبالتالى صار الجمهور كالعصر جمهوراً يولى الفنان فيمتوثانية، ثم إذا أحبطه أو كرر نفسه ولم يعد يدهشه يعطيه ظهره، فهناك آخرون متاحين والسوق لا يخلو ممن يخطبون وده وحبه. وعود على بدء ليبقى السؤال هل سيثبت الفيلم المقبل لمحمد سعد أنه موهوب خانه الذكاء، فأخطأ الحسابات كثيراً، فيغفر له الجمهور، أم أنه لا يملك إلا أن يعيش على ذكرى اللمبى وإخوانه عوكل وكركر وبشكاش وكتكوت فى حياتهم المبهدلة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

مصابون جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة


نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام

انتحار نائب بالبرلمان الفرنسى شنقا فى منزله

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا


مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

ميسي يقود التشكيلة المثالية للجولة 22 في الدوري الأمريكي

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

السكة الحديد تعتذر عن عدم انتظام منظومة حجز التذاكر بسبب حريق السنترال

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى