باليه فى فيصل.. المصريون يحبون الإبداع

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
منذ أيام أقليلة، أصبحت جملة «باليه فى فيصل» من أكثر الكلمات بحثاً على الإنترنت، وصار البحث عن فيديو بالاسم نفسه من أكثر مؤشرات البحث، واهتمت الصحف المختلفة بالكتابة والتعليق على ذلك الحدث، والأمر إن كان يبدو بسيطاً ويكمن فى أن إحدى الشركات الدعائية أرادت أن تقدم شيئاً مختلفاً، فذهبت بصحبة راقصة باليه تسمى «نور» لشارع فيصل ذو الطبيعة الشعبية، وهناك قامت الفنانة برقص الباليه فى الشارع بين البيوت العادية التى يسكنها أناس يعيشون فى الطبقة الوسطى، لكنه فى حقيقة الأمر ليس حدثاً عادياً.
 
المختلف والذى يدفعنا للتوقف بشكل كبير هو رد فعل الناس، والذى تناولته عدة صحف ومواقع إخبارية، فلقد تقبل أبناء الطبقة الشعبية هذا الفن ولم يتعرضوا لراقصة الباليه ولا للشركة التى تفعل ذلك فى شارعهم وأمام بيوتهم.
 
أنا فى الحقيقة لا أعرف الغرض الحقيقى للشركة التى نظمت هذا الأمر، وهل كان البحث عن الجمال فى الشارع أم عكس ذلك، والبحث عن العنف، متوقعة أن يخرج الناس ليطردونهم، وربما يعتدون عليهم، لكن دعونا لا نهتم بغرض الشركة، ولنقم نحن بقراءة ما حدث ومحاولة إيجاد تفسير لذلك، لقد تجاوز الأمر كما قلنا معناه البسيط، وأصبح لدينا شيئان مهمان قدما صدمة حضارية للشارع الشعبى، الأول تمثل فى اختيار الفن «الباليه» فهو فن مختلف خاص يوصف بأنه نخبوى فى مصر لا يقدم إلا فى الأماكن المغلقة، والبعض لا يفرق بينه وبين الرقص الشرقى، ويرون أن راقصة الباليه هى راقصة أفراح صغيرة لم تشتهر بعد، وفى انتظار أن يزيد وزنها كثيراً حتى تستطيع أن تؤدى هذه المهمة الثقيلة، والشىء الثانى المهم هو أن هذا الفن تم تقديمه فى شارع فيصل وهو من المناطق التى تنامت فيها الأصوليات الدينية فى السنوات الأخيرة، لأنها لا تتوقف عن النمو والتمدد المكانى والسكانى.
 
الغريب كما ذكرنا كان فى رد فعل الناس، فالفيديو رغم وقته القليل لكن نرى من خلاله بعض السكان يشاهدون فى صمت كما ذكرت المواقع الإخبارية، أن الناس تجمعوا فى الشارع وفى شرفات المنازل للمشاهدة أيضاً، بينما قام بعضهم بتصوير الفنانة على تلفوناتهم الخاصة، إذن المصريون لا يكرهون الفن ولا يضطهدونه، فرد الفعل كشف أن داخل نفوس الناس رغبة فى رؤية الفن الجميل، وبحثاً عن الإبداع الحقيقى، وليسوا كما تقدمهم لنا الأفلام السينمائية الهابطة باحثين عن تفاهات الأشياء وساقطين فى الغرائز، هم فقط فى حاجة لمن يزيل الصدأ عن حبهم للجمال، فالشعب الذى كان يعشق أم كلثوم لا يزال كامناً تحت ركام المهرجانات التجارية، وفى حاجة لمن ينفض عنه التراب. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قبول 50 طالبة من كليات التربية الرياضية بأكاديمية الشرطة

التعليم تكلف لجنة بإدارة مدارس النيل بعد واقعة التعدى على طلاب

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات


وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

الأهلى يعرض على الرجاء المغربى 600 ألف دولار لشراء 6 شهور من عقد بلعمري

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات


الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى