«إحنا عايزين..بس مش هنديك»..شعار ثورة «الأنتخة» ودمار البلد..!!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى

عايزين مرتبات عالية ويتفننون فى التزويغ من العمل ولا يدفعون ضرائب ولا يشجعون على الإنتاج

 
 
دائماً الإنسان فى أى مكان وزمان يحلم بمستقبل باهر، فيها الحياة ناعمة، ومريحة، تتوافر فيها كل وسائل الحياة الكريمة، من أمن وأمان، وتعليم رائع، وخدمة صحية ممتازة، وإسكان لائق، وفرصة عمل يلبى دخلها كل متطلبات الحياة، وفى سبيل ذلك يبذل الجهد والعرق، لتحقيق ذلك.
 
وبالمقارنة بين طموحات الإنسان فى أوروبا والدول المتقدمة، وبين نظيره المصرى، بالعيش فى حياة كريمة،  تكتشف إنها واحدة، والاختلاف يتباين بقوة فى الأهداف ووسائل تحقيقها.
 
الإنسان فى الدول الأوروبية والمتقدمة، يبذل كل الجهد فى عمله، وبمنتهى الضمير، ويطور من أدائه، ويرى فى العمل قيمة كبيرة تحقق له الحياة الكريمة، ولا يخجل من نوعية عمله، ويعلم أنه بقدر جهده سيحصل على المقابل، وفقاً لمعادلة واضحة المقادير، كلما أعطيت وبذلت من جهد، حصلت على المقابل.
 
لكن المعادلة الحياتية المصرية، يختلف جوهر المقادير فيها، وتختل بكل قوة عن نظيرتها فى أى دولة، حيث قوام مقاديرها والتى تحولت لشعارات ثورية وسلاح ضاغط للنخب الفاسدة، «إحنا عايزين.. بس مش هنديك».
 
نرفع شعارات دولة القانون، وأن القانون لابد أن يطول الجميع، من الخفير للوزير، ثم نجد الثوار والنشطاء والحقوقيين والفنانين والمطربين ونجوم الكرة ورجال الأعمال والصحفيين والإعلاميين والسياسيين وأعضاء النقابات المختلفة، أول من يركلون القانون بأقدامهم، ويبذلون كل الجهود «للدوس عليه بأحذيتهم»، ثم يخرجون علينا بمنتهى الثورية يرددون ويتباكون من أن القانون لا يطبق إلا على الغلابة فقط!!
 
الشباب يخرج غاضباً وساخطاً من الوضع فى مصر، ويعقد المقارنات بيننا وبين أوروبا والدول المتقدمة، وكم المواطن هناك يتمتع بكل الحقوق، ويعيش حياة كريمة، ويطالبون الحكومة بضرورة منحهم ما تمنحه الحكومات الأوروبية لمواطنيها، وإذا سألتهم وماذا قدمت أنت من واجبات مثلما يقدم المواطن الأوروبى لبلاده، لا تجد إجابة، الشباب المصرى يبحث فقط عن الحقوق، ويتنصل من كل الواجبات، ويغلف تنصله بكل أوراق المبررات المزيفة والكاذبة والتى ليس لها أى أساس من الواقع.
عايزين مرتبات عالية، ويتفننون فى التزويغ، ويشتكون مر الشكوى من ملايين الموظفين الذين لا يعملون وفاسدين ومرتشين، ومع ذلك يخرجون فى مظاهرات لو تحركت الدولة لوضع خطة هيكلة فى إدارة أو هيئة من الهيئات بالوزارات المختلفة، وتقام حفلات المآسى، وسرادق النحيب والبكاء واللطم على الخدود ألماً على ما أصاب الموظفين الذين أحيلوا للتقاعد.
 
النشطاء وقطاع كبير من المصريين يقارنون بين وضع الجنيه فى مقابل العملات الأجنبية، وتحديداً الدولار، وينزعجون من تراجع قيمة العملة المصرية، ويتهمون الحكومة بالفشل، فى الوقت الذى تجد فيه أن النخب بكل فئاتها، يهربون من دفع الضرائب، ويقدمون رشاوى ضعف قيمة الضريبة المحددة له، حتى يفوت على الخزانة العامة تحصيل المبالغ المطلوبة، ويرفع شعار «الأنتخة» وعدم العمل، وبذل كل الجهود، لإيجاد أعذار ومبررات تحول دون العمل والإنتاج، ويهرعون لشراء السلع الترفيهية والماركات الأجنبية ولا يشجعون المنتج المحلى.
 
يتباكون على القيم والأخلاق التى ذهبت أدراج الرياح، ويصابون بمرض الـ«نوستالجيا» أى الحنين إلى الماضى، سواء للعهد الملكى، أو ما تلاها، وكم كان رائعاً وعظيماً فى القيم الأخلاقية، والذوق والشياكة والتربية، وكم كانت الفن والرياضة والموسيقى والاقتصاد والسياسة، فى أوج ازدهارها، وروعتها، وأنها كانت تمثل قوة مصر الناعمة، فى الوقت الذى يدعمون فيه حالياً أفلام السبكى، وأغانى أوكا وأورتيجا، ويساندون روابط الألتراس التى تعيث فى الملاعب فساداً، وإذا قررت الدولة التدخل فى محاولة للتصحيح، تشتعل نيران الغضب، والسخط، وتتحرك القضايا فى المحاكم، تدافع عن فيلم «حلاوة روح» أو أدب الجنس المقزز، ويشجعون على ارتداء «البنطلونات المقطعة».
 
من الآخر، المصريون، وبعد 25 يناير 2011، تحديداً، وقعوا أسرى، الشعارات التافهة، الداعية للفوضى الأخلاقية والأمنية، وقوامها شعار «إحنا عايزين وعايزين وعايزين..بس مش هنديك»، وعليك أن تتصرف، ويطالبون بالشىء ونقيضه فى نفس الوقت، لا يريدون أعداداً كبيرة فى الجهاز الإدارى، ولكن يرفضون الهيكلة، وعايزين مرتبات ضخمة «بس مش هيشتغلوا أو يدفعوا ضرائب»!!

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

عرض Legend Of The Happy Worker لـ ديفيد لينش بمهرجان لوكارنو

"يونسكو": نعمل على تطوير أدواتنا وقيادة مبادرات محلية لحماية التراث العالمي

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

فيريرا يطالب لاعبى الزمالك الظهور بشكل يليق باسم الزمالك فى الموسم الجديد


مفاجأة سارة للمصطافين وعشاق مطروح.. الكورنيش يغير واجهة المدينة ويزيد مساحة جمالية جديدة.. المحافظة تستعد لمصيف مختلف هذا العام.. ووضع اللمسات النهائية لتطوير الكورنيش .. صور

الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية

الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن استهداف سفينه "إترنيتى سى" فى البحر الأحمر

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

الحكم بسجن أنشيلوتي عامًا بتهمة التهرب الضريبي خلال فترته الأولى مع ريال مدريد


الاتحاد السكندري يفاوض "توني" سيراميكا لضمه مجاناً

المدبوليزم.. ذكرى وفاة نجم الكوميديا عبد المنعم مدبولى صاحب التاريخ الثرى

فى ذكراه.. محيى عبد المحسن أجاد تمثيل الأدوار الثانوية وعمل مدقق لغة عربية

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

البوستر الرسمى لفيلم درويش لـ عمرو يوسف والدول العربية تستقبله 28 أغسطس

"يويفا" يحدث لوائح البطاقات والعقوبات فى بطولاته قبل انطلاق أبطال أوروبا

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

محامى زيزو يتقدم بشكوى جديدة ضد الزمالك فى اتحاد الكرة

السكة الحديد تعدل تركيب بعض القطارات على خط "الإسكندرية/ القاهرة/ أسوان"

الصحة السودانية: تزايد انتشار الكوليرا وسط نقص للمستلزمات الطبية والأدوية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى