بلطجى وناشط وإخوانى !

كرم جبر
كرم جبر
بقلم كرم جبر
عادت البلطجة من جديد، وأمسك ثلاثة شبان من إحدى قرى كفر الشيخ، بصبى عمره 18 عاما وأوسعوه ضربا، حتى يعترف بسرقة توكتوك، وحلقوا شعره وربطوه بالحبال، وطافوا به شوارع القرية وصوروه فيديو، وبثوا تفاصيل المحاكمة الهمجية عى الانترنت، وإذا لم تضرب الدولة هؤلاء المجرمين بيد من حديد، فنحن على أبواب العودة لنفس الجرائم المشينة التى انتشرت بعد 25 يناير، عندما تحول الأمن إلى لعبة فى أيدى العصابات والفتوات والبلطجية وقطاع الطرق.
 
للأسف الشديد هذا المجتمع مهيئ للفوضى، وفى قاع القرى والأرياف والمناطق المجهولة، وطن آخر غير الوطن الذى نعرفه ونعيش فيه، وأخطر تهديد هو انتشار جنرلات التدين الشكلى، الذين يقومون بدور الدولة فى تحقيق العدالة، عدالة الشوارع وليست عدالة القانون، ولا ننسى حوادث يندى لها الجبين، وقيام أهالى بعض القرى بالقبض على مشتبه فيهم، وتعذيبهم وقتلهم وأحيانا تعليق جثثهم على الأشجار وفى إحدى القرى طاردوا شابا بالطوب والحجارة، حتى قفز فى ترعة، ومات غرقا ورجما وخوفا وذعرا، واتضح فيما بعد انه مريض نفسى، وكان يلهو بباب سيارة، فظن البعض انه يسرقها، وسارت وراءهم القرية كلها فى سباق القتل.. غوغائية وهمجية وفوضى، اودت بحياة شاب مريض.
 
تنفسنا الصعداء بالعودة التدريجية للأمن والهدوء، ولكن الاستقرار لم يتحقق بالصورة المنشودة، ومازال البعض يحلم بأجواء 25 يناير، وإعادة الفوضى التى سادت فى السنة السوداء لحكم الإخوان، ولا فرق فى ذلك بين ناشط يستخدم أسلحة التخريض والتهييج والشائعات الكاذبة، ولا اخوانى كامن يعبث فى الخفاء، ولا بلطجية وفتوات ينفذون قوانينهم الهمجية، فهؤلاء جميعا هم الحصاد المر لـ25 يناير، ولن تتعافى البلاد إلا إذا تخلصت من بقاياهم.
 
أيام لا يجب أبدا ان تعود بوقائعها وأحداثها، وان يدرك الجميع ان قبضة الامن العادلة لصالحهم وليست ضدهم، وان تتخلص الشرطة تماما من بعض التجاوزات، التى تعبئ الناس بالغضب والكراهية، فالشرطة والمواطنين دفعوا الثمن، وعاشوا تجربة الامن الفوضوى، وسيطرة مجرمين وسوابق، يصدرون احكامهم ويسحلون ويقتلون، ويربطون الجثث بالحبال فى الموتسيكلات، ويطوفون بها شوارع القرى، والناس يهللون ويكبرون ويصورون باستمتاع مشاهد الرعب بالموبايل.
 
إعادة بناء الشرطة بعد 25 يناير، تشبه إلى حد كبير اعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 5 يونيو، وكما تحررت مصر من دنس الاحتلال، يجب ان تنتصر على الفوضى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

مسيرة فنية كبيرة.. 19 عاما على رحيل النجم عبد المنعم مدبولى

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

انطلاق خامس أيام الترشح لمجلس الشيوخ.. اعرف المستندات المطلوبة


محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة


بيلينجهام: مواجهة سان جيرمان صعبة.. وفخور بالمائة مباراة مع ريال مدريد

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

رادار المرور يلتقط 1109 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

المعمل الجنائى يعاين موقع حريق سنترال رمسيس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى