الأغنياء يقودون «ثورة الجياع» من عيادات ومراكز «التخسيس»!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم - دندراوى الهوارى

الذين ينتقدون الدولة ويتباكون على حال الغلابة هم من المليونيرات الباحثين عن زيادة ثرواتهم

تعالوا نجلس سويًا فى قاعات «العقل»، ونستخدم أدوات «المنطق»، لتشريح الحالة التى نعيشها، لنعرف ما تسكنه قلوب وأحشاء الذين يتصدرون المشهد، ويتحدثون باسم الفقراء والغلابة والشباب النقى الطاهر.

البداية، هل نتفق على أن معظم رجال الأعمال فى مصر كونوا ثرواتهم الضخمة فى عهد مبارك؟ 
 
بالطبع نتفق، وأن الاختلاف فيما بينهم حينذاك كان صراع الاستحواذ على تورتة المشروعات التى سيحصلون عليها، فرجال الأعمال الذين أبعدهم الحزب الوطنى كانوا يحملون كراهية كبيرة لرجال الأعمال من أعضاء وقيادات الحزب الحاكم، واتهامهم بأنهم يحصلون على التورتة بأكملها، ولا يتركون إلا الفتات، رغم أن هذا الفتات ضخم للغاية.
 
من هنا تولدت الكراهية المفرطة لرجال الأعمال فيما بينهم، مع الوضع فى الاعتبار أن الجميع استفاد بشكل أو بآخر، وبدرجات متفاوتة، من منظومة «البزنس» فى عهد مبارك، وكونوا ثروات طائلة.
 
وعندما اندلعت 25 يناير، تصدر رجال الأعمال الذين كانوا يحملون من الحقد والكراهية لنظرائهم المنتمين للحزب الوطنى، ووجدوا فرصتهم فى الانتقام والتشفى منهم، ورسم الخطط، واغتنام الفرصة للانطلاق، وتحقيق المغانم والمكاسب لزيادة ثرواتهم.
 
ووجدنا هؤلاء يهيلون التراب على الأوضاع السياسية والاقتصادية فى عهد مبارك، والترويج بشكل مبالغ فيه عن حجم الفساد وتهريب المليارات خارج البلاد، وعدم عدالة التوزيع، وهنا نطرح السؤال الأهم: إذا كان عصر مبارك فاسدًا فهل حضراتكم استثناء عن هذا الفساد؟، والإجابة، وحسب نظرية القياس فى علم المنطق، تقول إنه إذا كان النظام فاسدًا، فالجميع استفاد من هذا الفساد بشكل أو بآخر.
 
هؤلاء الأغنياء تلاقت مصالحهم مع النخب الفاسدة والمشتاقة للسلطة، ونشطاء السبوبة، ووضعوا خطة تحقيق المغانم، والتأكيد على أن مرحلة ما بعد 25 يناير هى مرحلتهم، فكانوا يتركون الغلابة والبسطاء فى الشوارع يهتفون برحيل النظام، فى حين يهرولون هم للقنوات الفضائية، يدغدغون مشاعر الناس بشعارات وهمية من عينة «عيش حرية كرامة إنسانية»، و«توزيع عادل للثروة»، والحقيقة أنهم كانوا يعقدون الصفقات خلف الكواليس لتقسيم المال والسلطة.
 
لكن القدر لم يمهل هؤلاء لتحقيق ما كانوا يخططون له، ووقف لهم بالمرصاد للمرة الثانية، حيث قفز الإخوان للمشهد، واستولوا على الحكم، وسيطر رجال الأعمال المنتمون للجماعة الإرهابية بقيادة الثنائى خيرت الشاطر، وحسن مالك على كل شىء، وبدأوا الاستحواذ على المشروعات بـ«قوة الدراع».
 
وبعد ثورة 30 يونيو، تنفس لوبى رجال الأعمال «الانتهازى» الصعداء، واعتقدوا أن الحظ ابتسم لهم من جديد، وأن الفرصة واتتهم بعد إزاحة رجال أعمال الحزب الوطنى، ثم رجال أعمال الإخوان، ويظهر ذلك فى التلبية السريعة لدعوة عبدالفتاح السيسى عندما قرر ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، وفى أثناء الاجتماع صدموا من طلب «السيسى» بضرورة التكاتف ومساندة الدولة بالتبرع بمائة مليار جنيه لصندوق دعم الدولة، الذى تغير اسمه فيما بعد إلى صندوق «تحيا مصر».
 
وهنا أدرك لوبى رجال الأعمال «الانتهازى» أن كل الطرق أغلقت أمام زيادة ثرواتهم، وبدأوا يترحمون على أيام «مبارك» الخوالى، التى كونوا فيها ثرواتهم الضخمة، ورفضوا التبرع لصندوق  دعم الغلابة والفقراء.
 
هؤلاء يخرجون الآن فى نكتة سمجة ومقيتة، يطالبون بثورة جياع 11/11، وهنا لنا أن نسأل: كيف لأغنياء كونوا ثرواتهم من دم الغلابة، ورفضوا التبرع بجنيه واحد لصندوق دعم البسطاء، أن ينادوا بثورة جياع؟
 
هؤلاء الأغنياء الذين ينفقون أموالهم فى عيادات ومراكز التخسيس من أثر التخمة، ويقضون الصيف فى المنتجعات السياحية الفاخرة فى الداخل والخارج، ويمتلكون الطائرات واليخوت، ولم يقدموا مليمًا واحدًا لفقير، ورفضوا مساندة الدولة، كيف لهم أن ينادوا بثورة جياع؟، هل نحن المصريين سذج إلى هذا الحد؟ 
كل الذين ينتقدون الدولة، ويتباكون على حال الغلابة، مليونيرات من رجال أعمال ونخب وإعلاميين ونشطاء، والجميع يقتات ويغتنى من الفوضى، إلا الفقراء!
 
نعم الفوضى والثورات زادت وتزيد الأغنياء غنًى، والفقراء فقرًا وبؤسًا، لذلك فإن الذين يدعون من جديد لفوضى وثورات، والدفع بنفس الوجوه المدمرة العابسة لصدارة المشهد، إنما يريدون قتل الفقراء والبسطاء جوعًا، وتدمير بلادهم، وخلق أزمات كهرباء وسولار وبنزين، وانفلات أمنى واختطاف وقتل وخراب، يسدد ثمنه الفقراء والبسطاء فقط.
 
وأثبتت كل التجارب أن جيش مصر هو الوحيد الداعم والمساند للفقراء والغلابة!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المعاينة: النيران التهمت مخزن مواسير على مساحة 200 متر ببولاق أبو العلا

الزمالك يتفوق على المقاولون فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة.. إنفوجراف

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

الساعة السكانية تسجل وصول عدد سكان مصر لـ108 ملايين نسمة.. جهاز الإحصاء: حققنا مليون نسمة خلال 287 يوما ومعدل المواليد يتراجع منذ 5 سنوات.. أسيوط وسوهاج الأعلى وبورسعيد ودمياط الأقل.. و2.41 معدل الإنجاب فى 2024

إمام عاشور يشارك فى التدريبات الجماعية للأهلى الإثنين المقبل


الأهلي يكشف حقيقة إصابة محمد علي بن رمضان فى مباراة فاركو

توم كروز في انتظار الأوسكار الفخرية بعد رفضه جائزة ترامب.. اعرف القصة؟

بدء اجتماع مجلس المحافظين لمتابعة لجان حصر المناطق المختلفة بقانون الإيجار القديم

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور


علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

سفاك الدماء يصعد جرائمه فى لبنان.. غارات الجنوب مستمرة وإصابات فى غارة على الناقورة.. "صحة لبنان": مقتل شخص على "حداثا".. تحليق لطيران الاحتلال فوق بيروت.. رئيس الأركان: اغتلنا 240 بحزب الله منذ وقف إطلاق النار

مواعيد مباريات اليوم السبت.. السيتي يواجه ولفرهامبتون وبرشلونة ضد مايوركا

عيد ميلاد مادونا.. ما لا تعرفه عن قصة حبها مع مايكل جاكسون وسبب عدم زواجهما

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

إنبى يواجه وادى دجلة اليوم بحثا عن الفوز الأول في الدورى

1500 فرصة عمل كأفراد أمن بمرتبات تصل لـ9000 جنيه.. اعرف التفاصيل

تفاصيل جلسة محمد يوسف مع أحمد عبد القادر في الأهلي

رحلة لا تنتهى.. من شواطئ البحر الأحمر إلى قلب المتحف الكبير.. مصر ترفع دخلها السياحى إلى 24 مليار دولار بنهاية 28/29.. خطة لزيادة الليالى السياحية لـ240 مليون وحملات ترويج عالمية تفتح أسواقا فى آسيا وأفريقيا

القومى للمسرح يحتفى بذكرى ميلاد بديع خيرى الأحد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى