السلفيون والشيعة.. وحرب التسريبات التافهة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
فى أوروبا زمن القرون الوسطى الظلامية، بينما كان الناس يموتون جوعا، والبلاد تسقط فى قبضة الأتراك، كان القساوسة يعقدون اجتماعات ليناقشوا فيها هل الملائكة إناث أم ذكور؟ دائما ما أتذكر هذه الحكايات التاريخية، كلما سمعت عن جولة جديدة للصراع بين السلفيين والشيعة فى مصر.
 
يعيش السلفيون والشيعة فى عالم آخر، لا علاقة لهم بمشكلات الناس، ولا أزماتهم الاقتصادية، يتعاملون على أن رحمة الله قاصرة على فئة واحدة منهما فقط، ولا مكان للآخرين، وكل منهم يعتقد أن فئتهم هى الناجية، ولا ينتهون من أزمة حتى يدخلوا فى واحدة جديدة أسوأ، وآخرها حرب التسريبات التى بدأت على مواقع التواصل الاجتماعى.
 
ففى الآونة الأخيرة انتشر تسريب للشيعى الدكتور أحمد راسم النفيس كذلك تسريب آخر لطاهر الهاشمى، وبغض النظر عن مضمون التسريبات، فإننا نتحدث عن الخطوة التى تسبق الحديث فى المضمون، وهى التسريب نفسه، ومن فعل ذلك يعرف جيدا أنه يسعى بقوة للتشويه، وهى مرحلة يعرفها كل رجال الحروب فى العالم، وتسبق مرحلة الهجوم المباشر على العدو، وهكذا يفعل السلفيون مع الشيعة.
 
ليس دفاعا عن شيعة ولا سلفيين ولا هجوما عليهم، لكن معا فى مصر يعيشون أزمات آخرين ويصنعون قضايا كبرى لا يعرفون أبعادها، ويقومون بصناعة عالمهم الخاص ويجعلونه خاليا من المشكلات الحياتية التى تهم الإنسان المصرى الحقيقى، مع أنهم من أكثر الفئات التى تعانى من أزمات اقتصادية، فمعظم السلفيين يعيشون فى مناطق فقيرة وعشوائية ولا يؤدون عملا منتظما ورزقهم يكون «اليوم بيومه»، كما يقولون، ومع ذلك لو سألته عن أكبر مشكلاته لقال لك «الشيعة» وشرح ذلك بكونهم يريدون أن يشيّعوا مصر ويردد كلاما كبيرا مع أنه لم يقرأ شيئا عن الشيعة، ولا يعرف عنهم سوى أنهم «يسبون الصحابة طوال النهار ويفكرون فى احتلال العالم الإسلامى طوال الليل».
 
أما الشيعة، فلديهم مشكلاتهم الخاصة أيضا، يتعاملون على أنهم مضطهدون داخل البلد، ويتواصلون مع الآخرين من نفس مذهبهم خارجيا كأنهم الأولى بالتواصل، وأنا هنا لا أشكك فى وطنيتهم ولا يحق لى ذلك، لكن تصريحاتهم وتعليقاتهم وبحثهم عن المراجع الدينية من الخارج تؤكد عدم وجود عمق لهذا المذهب داخل مصر، كما أنهم على المستوى الحياتى بالتأكيد لديهم معاناتهم الاقتصادية التى مست المجتمع المصرى جميعه.
 
لذا على الفئتين أن تعرفا أن صراعهما لا يهم الإنسان الحقيقى، الذى يعبد الله ويبحث عن رزقه فى الأرض، فلن تُحل مشكلاته لو مات الشيعة جميعا، ولن تنتهى مشاكله لو أصبحت مصر شيعية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء الإثنين، 15 ديسمبر 2025 07:00 ص

الأكثر قراءة

اليوم.. بدء التشغيل التجريبى لمحطة هاتشيسون بميناء السخنة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

تعليمات دخول حفل تامر حسنى فى قصر عابدين

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

السلاح الناري يعيد قضية شاكر محظور للتحقيق قبل إحالتها

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى