جمال رشدى يكتب: حتى تعود للفلاح مكانته المفقودة

ورقة وقلم
ورقة وقلم
منذ فجر التاريخ وكان الفلاح بالنسبة لمصر عامل من عوامل استقرارها وأمنها النيل هو شريان الحياة والفلاح هو نبض الحياة للمصريين فمصر دولة زراعية يقوم أمنها الغذائى على كاهل الفلاح. 
 
وليس كذلك فقط بل هو أيضا مخزون حضارى وأخلاقى ووطنى فعلاقة الفلاح بالأرض جعلته جزء من تلك الأرض فأصبح الانتماء والإخلاص والوطنية هى ثقافة يتوارثها أولاده وأحفاده ويصطبغ بها المجتمع فقامت نهضة محمد على الحديثة على الفلاح وأرضه. وفى 1992 كانت اللطمة الكبرى للفلاح عندما أصدر مجلس الشعب قانون تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر وعرف لدى الفلاح بقانون طرد الفلاح.
 
وكانت الإجراءات التعسفية من إذلال ومهانة لتنفيذ القانون على يد الأمن وعمد وشيوخ القرى هى بداية الانكسار الروحى للفلاحين فحوالى مليون مزارع من الفلاحين الفقراء والمهمشين تم اغتصاب شرفهم أمام عيونهم دون ان يستطيعوا الدفاع أو حتى التعبير عن ظلمهم. لأن الأرض بالنسبة للفلاح هى العرض والشرف والكيان وأيضا الوجود. وكان تأثير ذلك القانون سلبى أيضا على جوانب اخرى على سبيل المثال تم تدمير الثروة الحيوانية فكل بيت من هؤلاء كان لديه عدد من رؤوس المواشى الجاموس والبقر والغنم والماعز وهنا كانت بداية انقراض الثروة الحيوانية فى مصر. وبجانب ذلك امتد أثر القانون إلى أبعد من ذلك المليون فلاح وأسرهم بما يقدرون بخمسة مليون مصرى. بعد ان كانوا مصدر الأمن والغذاء لمصر وأيضا مكون من مكونات الثقافة الوطنية القائمة على الانتماء والإخلاص والتفانى.
 
أصبحوا فى أحضان التيارات المتشددة التى استغلت ما حدث لهم وأيضا حالتهم الاقتصادية والثقافية فحلت تلك التيارات مكان الأرض بالنسبة لهم واستقطبت الكثير منهم مستغلين حالة الوجع والألم التى صنعتها الدولة بداخلهم فانتمى وتعاطف البعض مع تلك التيارات وتطرف البعض أخلاقيا وهاجر الآخر والملاحظ للدارسين والمختصين ان تلك الجماعات المتطرفة قد نمت وتنوعت وانتشرت وتواجدت وكانت البداية منذ منتصف التسعينات وكان قانون المالك والمستأجر أو قانون طرد الفلاح هو أحد الأسباب القوية لهشاشة وفتور العلاقة بين قاع المجتمع ونظام الحكم وظهر ذلك جليا على يد الأجيال التى تواجدت فى تلك المرحلة وأثناء قيام مظاهرات 25 يناير وحالة الغليان التى قادت الشباب فى تلك المظاهرات وما تم خرابه وتدميره من منشآت للدولة ومقرات الحزب الحاكم وخلافه وتعاطف كثير من قاع المجتمع مع التيارات المتطرفة ومساعدتهم للوصول للحكم ورغم ذلك كان لأصالة روح الفلاح دور قوى فى ثورة 30 يونيو بعد ان تكشفت امامه حقيقة تلك التيارات المتطرفة خرجوا من قراهم ونجوعهم ملتحمين مع طوائف الشعب لخلع حكم تلك التيارات وقد كان. لكن ما يثير الانتباه ان الدولة لم تتخذ خطوات جادة للمساهمة فى رجوع الفلاح لمكانته وأرضه فهو ما زال مهمش. فعلى النظام ان يعى ان الفلاح ركن من اركان استقرار الدولة. فاستصلاح الارض هدف اقتصادى جيد ولكن رجوع الفلاح لتلك الأرض هو نتيجة إيجابية لتنفيذ متطلبات الهدف.. الفلاح هو روح مصر المفقودة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز

الوكرة القطري يرفض طلب الأهلي ويتمسك بعودة حمدي فتحي بعد كأس العالم

أورفاشي راوتيلا تحمل حقيبة على شكل بغباء بـ 5495 دولارا فى كان السينمائى


رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

البحرين تثمن استعدادات العراق لاستضافة القمة العربية

القبض على اللاعب على غزال لتنفيذ أحكام قضائية ضده للمرة الثانية

يسرا وأحمد عز وطارق نور ونشوى جاد وتامر مرسى بقائمة الأكثر تأثيرا في صناعة السينما

محمد صلاح يكشف كواليس نقطة التحول في مشواره بالدوري الإنجليزي


الرئيس السيسي يوجه بدراسة إمكانية إدراج الذكاء الاصطناعى كمادة إلزامية

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

ترامب يحذر طهران من رفض "غصن الزيتون".. ويتبنى مبدأ "لا أعداء دائمين"

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

ترامب: رفع العقوبات عن سوريا ونعمل على إضافة دول إلى اتفاقات أبراهام

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

لا يفوتك


بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى

بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى الأربعاء، 14 مايو 2025 02:24 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى