الفوضى المستقرة

 جيلان جبر
جيلان جبر
جيلان جبر
بصراحة ثبت مع المصاعب والأيام أن هناك عددا من الدول الممسوكة ولكنها فى الحقيقة غير متماسكة تنفجر وتنقلب وتتلاشى إرادتها فى لحظة.. وهناك عدد من المعادلات السياسية والعسكرية الجديدة التى تكتب لتسجل سطورها الآن فى صفحات التاريخ لتشكل المستقبل العربى وأمامها من جهة أخرى نجد حالة من الاستسلام الداخلى للمواطن بسبب الإرهاق الاقتصادى أو الهموم الاجتماعية، مغيب عن قراءة المخاطر، رافض الاستيعاب والتواصل بينة وبين الدولة.. ولتزايد الشكوى والامتعاض، مما يمنع عمق المراقبة والتفهم لقراءة التطورات ومن أهمها صعوبة المحافظة على القرار والهوية والمصير لعدد من الدول العربية..! نعم القرار صعب، فأمامنا العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان...الخ تتخبط أمامك فى الهوية والمصير، وأصبح أقرب للمستحيل هو عربى أم إيرانى أم أمريكى... فلا تسوية فى الأفق بين الأطراف. وبدون تمييز ولا تحيز فقط واضح انه ستبقى وحدها قدرة مصر العسكرية.. من جهة.. والاقتصادية للسعودية من جهة أخرى من ساهما فى استمرار النفوذ الدبلوماسى لإنفاذ بعض من النفوذ العربى فى هذا الإقليم.
 
وفى ظل كل ما ينسج من خيوط عنكبوتية للمنطقة فهناك من يبايع بالقرار والمصير لبعض الجماعات الإرهابية (داعش).. أو لطموح تنظيم الآخوان الارهابى وأمامهم حفنة من الجماعات للتنافس ظاهريا لاستخدامها كأوراق ظغط عربية...؟! ولكنها صنعت فى الحقيقة لتلعب لحساب ايران فمنها جماعات لحزب الله أو الحوثيين، والحشد ألشعبى...الخ الذى تسللوا مع الزمن والظروف ليشاركوا فى هيكلية الدولة وليسقطوا فى النهاية القرار لهذه الدولة. 
 
من الواضح أن إمكانيات التفكك للدول التى طُرحت فى الملفات الإقليمية سابقا ستبقى موجودة لعقود قادمة...! لأن الوضع العربى الحالى فى الشكل والمضمون لا يضمن لنا سوى السراب، وكلمة الاستقرار فى دول الاضطراب العربى لن تظهر قريبًا..، والاحتمالات تبقى لتنحصر بين التفكك والتقسيم ويبقى الحال فى أفضل الأحوال شكل من «الفوضى المستقرة»، فالكيانات الموجودة هشّة تشكل كذبة من التنافس ظهريا والتنسيق استراتيجيا بينهما للحصاد لكل هذا الحراك العربى لمصالحهما فقد شاهدنا بالأمس مثال واضح بالصوت والصورة من الترحيب للارهابى المعزول محمد مرسى بعقد شراكات استراتيجية مع إيران ؟!. كما شاهدنا فى فترات مضت التحالف المشبوه لحزب الإصلاح اليمنى مع الحوثيين. نعم، الحوثيون الذين يقذفون الجنوب السعودى بالصواريخ الإيرانية اليوم ينسقون مع تنظيم الإخوان بالأمس.. فزعيم التمرد الحوثى، حسين بدر الدين الحوثي، الذى يتلقى دعما يوميا عسكريا من إيران، قد تلقى دروسا عن “الجهاد” فى مدارس الإخوان المسلمين. اذا ثبت أن إيران والإخوان هما على تنسيق دائم من وراء الستار.. فالمشهد متخبط فى اليمن كما كان هو منذ سنوات فى مصر حتى تبدل والحمد الله فى ٣٠ يونيه. 
 
أما فى سوريا يبقى مشهد من المخاض الدموى وأصبح المشهد شرق شمال سوريا هو لحفنة لحلفاء للنفوذ الأمريكى والشمال السورى هو للنفوذ التركى، اما الوسط فهو للدب الروسى الذى تحرك متأخرا وحصد الأكثر، لتبقى وحدها ايران تتمدد تحاول تضمن مساحة موسعة لها فهى التى استثمرت بالمال والتدريب والشهداء فى حلبة الصراع فى المنطقة ان كان العراقى أو السورى واللبنانى لعدة مرات والذى شكل لنا سايسبيكو الجديد ؟! وثبت بما لا يدعو للشك أن تنظيم الإخوان المسلمين فى اليمن من جهة والحوثيين من جهة هو جزء لا يتجزأ من أسباب المشكلة وليس جزءا من الحل. وان إيران والإخوان مازالا يلتقيان فى الكثير من المغامرات. كلا الفريقين متخصص بتشكيل أفراد الجماعات الإرهابية لبقاء فوضى الاستقرار ليضمن جزء من كعكة الدول العربية لذلك يهرول كيرى اليوم بزيارات للحل فى اليمن فجأة ؟! والتنسيق مع روسيا ! واحتواء غضب تركيا... قبل الانتخابات الأمريكية لتسجيل خطوة تحسب له فى مشهد سنوات الحزب الديمقراطى خارجيا على حساب إرادتنا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

محمد صلاح والصفقات الجديدة في تشكيل ليفربول المتوقع ضد بورنموث

السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة / السد العالى

موعد مباراة بيراميدز ودايموند الودية اليوم استعدادًا للمصرى البورسعيدى

ميلانيا ترامب تطالب نجل بايدن بمليار دولار تعويض بسبب جيفرى ابستين


النيابة تجرى تحليل المخدرات لقائد سيارة حادث كوبرى أكتوبر

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

سفير الجزائر فى مصر: نستهدف زيادة التبادل مع القاهرة إلى 5 مليارات دولار

بعد تأكد غيابه عن لقاء المقاولون.. الزمالك يجهز أحمد ربيع لمواجهة مودرن سبورت


شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

الأهلى يبحث عن تصحيح المسار الليلة أمام فاركو بالدوري المصري

منتخب الشباب يلاقي المغرب في الودية الثانية اليوم استعدادا للمونديال

الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى