نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

"الندم"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا

"تسلل إلى حجرته وأغلق بابها. ثم ارتمى على أقرب كرسى التقاه. لم يكُن يدرى ماذا يمكنه أن يفعل، فقد استبدت به مشاعر الحيرة ! كانت المواقف تمر أمام عينيه، وأصداؤها تتردد داخل عقله، محْدثة دَوِيًّا وجَلَبة شديدة. لم يكُن يهتم بكل تلك العواصف التى تجتاحه اجتياحًا. لم يكُن يهتم بشيء سوى تلك المشاعر التى كانت تسيطر على ذاته كما يسيطر النَّوء على السفينة فيُمِيلها حيث يشاء. تنهد، وقال: يا ليتنى ما فعلت ذٰلك! كيف لم أدرك.. كيف لم أُدرك؟ وفرَّت دمعات من عينيه دون إرادته! ومر قطار العمر يحمل ما تبقى له من ذكريات !".

 

تجتاز بعابرى طريق الحياة كثير من المشاعر التى تقدم لهم السعادة، أو تنطوى على آلام. إلا أن أصعب تلك المشاعر وأعمقها وأشدها تأثيرًا هى مشاعر "الندم". وقد قيل عن الندم أنه: "العقل الذى يحضَُر متأخرًا". وتعتصر مشاعر الندم الإنسان بشدة وقسوة، وتنزِع منه السعادة والفرح إذا ما تملكت على حياته؛ فكما يقولون: " أقسى ما يمر بنا أن نفهم الأشياء فى موقت متأخر جدًا!". وتعتمل فى الإنسان تلك المشاعر عندما يشعر بأنه أخطأ التصرف فى موضوع ما، وتزداد حدة الندم كلما ازدادت أهمية ذٰلك الموضوع لديه. والإفراط فى تلك المشاعر يمكنه أن يحطم حياة الإنسان ويقضى عليها. ولٰكننا نقف أمام تساؤل: أهناك ندم جيد أو مرغوب ؟

 

نعم، إن الندم الذى يمر بحياة إنسان بسبب ما ارتكب من خطايا وذُنوب هو خير حين يقود إلى التوبة وطلب مراحم الله، وحين يكون دافعًا له لتغيير اتجاهه. ومع التوبة، تُفتح أبواب الرجاء للإنسان فتُنتزع منه كل مشاعر إحباط ويأس وندم، إذ يبدأ خُطواته نحو الطريق المؤدية إلى الحياة. أيضًا الندم الذى يجعل الإنسان يتراجع عن مواقف وسُلوكيات غير حكيمة وبعيدة عن الخير هى مشاعر جيدة، مثل أن يكتشف الإنسان خطأً ارتكبه فى حكمه على آخرين فيندم، ولٰكنه لا يتوقف عند مشاعر الندم ويجعلها تدمر حياته، بل يتخذ المواقف والقرارات المناسبة لتعديل خطئه. وهنا أتذكر قصة لشخص دُعى "بطرس" العشار إذ عُرف بمحبته الشديدة للمال وقساوته الشديدة وعدم رحمته، حتى إن المحتاجين كانوا يبتعدون عن طريقه! وفى ذات يوم، التقاه أحد الفقراء وطلب إليه أن يمنحه شيئًا، فانتهره "بطرس" وحاول طرده!! ولٰكن الرجل لم يتركه وأخذ يُلح عليه بشدة أن يحنو عليه بشىء!! ومع ذٰلك الإصرار، أخذ "بطرس" كِسرة من خبز حمله إليه غلامه، وضربه بها على رأس الفقير على سبيل الإهانة لا الرحمة!!! أخذ الرجل كِسرة الخبز فرِحًا منطلقًا بعيدًا. ولٰكن لم يمر الليل هادئًا مثل كل ليلة، بل... بل للحديث بقية...!

الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأرجنتين ضد فنزويلا.. ماستانتونو نجم ريال مدريد الصاعد يخطف الأضواء

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

شاب يذبح شقيقته 3 سنوات بسبب الغيرة.. والتحريات: يعانى من اضطرابات نفسية

وزير داخلية لبنان: اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن

مصر تستهجن تصريحات نتنياهو عن التهجير عبر معبر رفح: مرفوض قسرًا وطوعًا


محمد صلاح يحافظ على صدارة قائمة أفضل أجنحة العالم.. وديمبيلي وصيفا

التاكسى الطائر يحلق فى سماء رواندا.. اعرف تفاصيل أول رحلاته.. صور

صدمة في البرازيل.. وفاة حارس مرمى بعد تصديه لركلة جزاء "فيديو"

3 منتخبات جديدة تزين قائمة المتأهلين إلى كأس العالم 2026

تعرف على موقف إمام عاشور من المشاركة مع الأهلى فى مباراة إنبى


البنوك المصرية تتسلم تعميم بالتحفظ على أموال وأرصدة "شاكر محظور"

مصطفى محمد يهنئ المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف

مصر ضد إثيوبيا.. موعد مباراة الفراعنة الليلة فى تصفيات كأس العالم

أجواء حارة نهارا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وأعلى درجات حرارة متوقعة

زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب العديد من المناطق في باكستان

نكبة القرن.. 700 يوم على إبادة غزة.. أوتار وأحلام مبتورة.. نفايات الشتات يحقدون على أصحاب الحضارات.. 3.4 مليون دولار خسائر القطاع الثقافى خلال العدوان على غزة.. دير القديس هيلاريون والمسجد العمرى ضمن الخسائر

منتخب مصر يواجه إثيوبيا الليلة لملامسة بطاقة التأهل للمونديال

نكبة القرن.. إسرائيل تفكك الهوية وتقزم القضية باللعب على وتر الانقسام الفلسطينى

18 شهرا فى عش الزوجية انتهت بطلب الزوجة بالخلع وتعرض الزوج للضرب.. التفاصيل

سيد عيد يطلب مباراة ودية لتجهيز بتروجت لمواجهة البنك الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى