وزير الخارجية التونسى يدعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته لإنقاذ ليبيا

أكد وزير الشؤون الخارجية التونسى خميس الجهيناوى أن تأخر منح الثقة لحكومة الوفاق الوطنى وتنفيذ الاتفاق السياسى الليبى من شأنه تقويض جهود السلم والمصالحة الوطنية فى ليبيا وتأزم الظروف المعيشية لليبيين ، فى ظل تواصل تدهور الوضع الاقتصادى وشبح الإفلاس الذى هدد مؤسسات الدولة بسبب تعطل إنتاج النفط الذى يعد مصدر الدخل الوحيد فى ليبيا.

وجاء فى البيان الصادر من وزارة الخارجية التونسية ، اليوم الجمعة ، أن خميس الجهيناوى نبه خلال الكلمة التى ألقاها فى /نيويورك/ خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا برئاسة وزيرى خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيرى ، وإيطاليا باولو جانتيلونى ، إلى أن خطر الجماعات الإرهابية مازال قائما فى ليبيا رغم النجاحات العسكرية التى تم تحقيقها مؤخرا فى مدينة سرت ، مؤكدا أن الإرهاب الذى يشكل تهديدا لليبيا ولدول الجوار والمنطقة عموما ، يستدعى مزيدا من التعاون والتنسيق الأمنى على الصعيدين الإقليمى والدولي.

وجدد وزير الشؤون الخارجية التونسى خميس الجهيناوى ، حرص بلاده الدائم على لم شمل كافة الأشقاء الليبيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والإيديولوجية وتشجيعهم على انتهاج الحوار الشامل للتوصل إلى توافق بينهم دون التدخل فى شؤونهم الداخلية وخياراتهم الوطنية ، مذكرا فى هذا السياق باستضافة تونس لجلسات الحوار الوطنى الليبي، ودعمها لحكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج باعتبارها الحكومة الوحيدة والشرعية فى ليبيا استنادا إلى قرارات مجلس الأمن.

وأكد أن " تونس ستواصل دعم الشعب الليبى الشقيق فى هذه الأوقات العسيرة ، رغم تدهور الوضع الأمنى فى ليبيا وتأثيره على بلادنا أمنيا واقتصاديا ، فى وقت تواجه فيه تحديات مرحلة الانتقال الديمقراطي" ، مشيرا إلى أن تونس رغم صعوبة الظرف الاقتصادى ودقة الوضع الأمنى ، أبقت حدودها مع ليبيا مفتوحة بقصد المساهمة فى التخفيف من معاناة الأشقاء الليبيين.

وأشار إلى أن إنقاذ ليبيا من مخاطر التقسيم والحرب الأهلية يتطلب من المجتمع الدولى اتخاذ خطوات عملية وتحمل المسؤولية فى اتخاذ القرارات الصائبة لتفادى انحدار ليبيا نحو الهاوية ، مشددا فى هذا السياق على أهمية استخدام كافة وسائل الإقناع المتاحة حول أهمية التوصل إلى الحل التوافقى ، داعيا إلى إيلاء الجانب الأمنى أهمية خاصة فى المشاورات الجارية لحاجة ليبيا الماسة إلى إدماج كافة القوى المسلحة فى مؤسسة أمنية وعسكرية موحدة تحت قيادة واحدة.

كما دعا الجهيناوى المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى إلى مواصلة التفاوض والتحلى بالمرونة اللازمة لإقناع بقية الأطراف الليبية بالانخراط فى هذا الاتفاق وتوفير الضمانات الضرورية للحصول على ثقة مجلس النواب الليبي.