التواطؤ سبب كارثة مركب الموت!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم : كرم جبر
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد ضحايا مركب كفر مغيزل بواسع رحمته، ولكن مثل هذه الحوادث المفجعة تلقى الضوء على ثغرات الخلل، وأهمها التواطؤ الشديد الذى جعل إبحار المركب عملية سرية لا يعلم أحد عنها شيئا، رغم وجود 400 شخص يمثلون عددا كبيرا من الأسر، ولم يبادر أحد بالإبلاغ سواء الأهالى أو المسؤولون، وكأنها قرية معزولة تخطط وتنفذ فى الخفاء، ولو بادر شخص واحد بالإبلاع كان يمكن تجنب الكارثة قبل وقوعها، والدرس المستفاد أن العيون يجب أن تكون مفتوحة، وتعاون الأهالى ضرورة ملحة.
 
وثانى الأمور الغريبة أن مافيا الاتجار بالبشر، عقدوا الاتفاقات، وجمعوا الأموال من الضحايا بآلاف الجنيهات، وأعدوا مركب الموت ولم يكتشف أحد الجريمة إلا بعد الغرق، وهرع الأهالى إلى الشاطئ، ينتظرون انتشال الجثث، فى مشهد مأساوى يثير الأحزان، رغم التحذيرات الكثيرة فى وسائل الإعلام، ووقوع حوادث متكررة، كانت تستوجب الحذر، وليس بأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، والسؤال هنا: من يتستر على هؤلاء المجرمين، ويوفر لهم ظروفا صالحة لممارسة جرائمهم؟
 
معظمهم من الشباب فى سن العشرين أو أكثر قليلا، وهى سن تتميز بالمغامرة والاندفاع، وعدم حساب العواقب، أو أن الموت أقرب إليهم من الحياة، وخضعوا لعمليات غسيل مخ كاذبة، فخيل لهم أن عبور البحر المتوسط الرهيب، لا يختلف عن السباحة فى ترعة، فلم يعترضوا على ركوب مركب متهالك، وحُشروا فيه بالمئات، غير مبالين بالظلمة الموحشة وغدر الأمواج، فحصد الغرق الرخيص أرواحا بريئة، كانت تحلم بالوصول إلى شاطئ الجنة الموعودة، دون أن يعوا أن وراء الشاطئ، إذا وصلوا سالمين، جهنم بعينها.
 
حكايات الثراء الكاذب لمن سبقوهم فى الهجرة، زينت لهم الخطر وأعمت عيونهم عن الأهوال، ففى القرية أسطورة فلان الذى سافر منذ عام، فاشترى أرضا وبنى بيتا بالمسلح، ويرسل لأسرته اليورو والدولار، وفلان الذى تزوج إيطالية شقراء، أبوها يمتلك مصنعا، ويعيش معها كالأمراء، وأعموا عيونهم عن أن الهجرة غير الشرعية أصبحت نارا تحرق أصحابها، حتى إذا نجحوا فى الإفلات، تطاردهم الشرطة بالعصى الكهربائية الغليظة، ويحشرون بالعشرات فى غرف تشبه الحظائر، ويتسولون لقمة العيش من صفائح الزبالة، حتى يتم القبض عليهم ويرحلون مكبلين بالسلاسل، وبعد فوات الأوان يستيقظون من كابوس نهايته غرق أو سراب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

أحمد سالم: جون يحاول بناء منظومة محكومة ومحترفة داخل الزمالك

نموذج استرشادى لامتحان مادة الأحياء لطلاب الثانوية العامة.. حل واختبر مذاكرتك

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

رسميًا.. أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أنخيل كوريا لتيجريس المكسيكي بعد 10 مواسم


رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

لينك الاستعلام عن نتيجة التظلم بمسابقة 20 ألف وظيفة معلم مساعد مادة اللغة الإنجليزية

مدبولى يرد على شائعات حرق الحكومة لسنترال رمسيس لبيعه: لا تعليق وغير منطقى

الهضبة يواصل التألق.. "ابتدينا" يدخل قائمة أفضل 10 ألبومات عالمية على سبوتيفاى

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم


وزارة الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات إضافية على كيانات مرتبطة بإيران

خالد النبريصى يقترب من تدريبات الإسماعيلى استعدادا للموسم الجديد

ضبط عنصرين شديدى الخطورة بحوزتهما مخدرات بقيمة 65 مليون جنيه

شاهد تريللر فيلم تشارلى تشابلن The Gold Rush بعد ترميمه

اعتقال 7 جنود إسرائيليين بتهمة "انتهاكات جنسية" ضد زملائهم

مدبولى: الرئيس السيسى وجه بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب حريق "سنترال رمسيس"

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

بعد ضياع صفقة ويليامز.. برشلونة يعيد فتح ملف الجناح ولياو أبرز المرشحين

باريس سان جيرمان يتحدى ريال مدريد في قمة ساخنة بنصف نهائي كأس العالم للأندية.. بطل أوروبا يواجه الملكي تحت "وطأة الغيابات".. كيليان مبابي ضد إنريكي بلقاء "تصفية الحسابات".. وتشيلسي ينتظر الفائز في مشهد الختام

رئيس الوزراء يشدد على التأكد من السلامة الإنشائية لمبنى سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى