دولة أردوغان «القوية الظالمة» أفضل من الدولة «الضعيفة المرتعشة»؟.. «1»

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم : دندراوى الهوارى

فى التاريخ السياسى مقولة مفادها أن «الذى يلعب دور المسيح لابد أن يخسر»

سقطة تليفزيون الدولة بإذاعة حوار قديم للرئيس باعتباره حوارًا حديثًا، إنما يمثل أم الكوارث، وتقوم له الدنيا ولا تقعد، وتُقطع فيها رؤوس وأيدى وأرجل المخطئين المفسدين دون هوادة أو رحمة، إذا وضعنا فى الاعتبار أن قاطنى ماسبيرو يحصلون على رواتبهم من جيوب المصريين، وأن المليارات المهدرة أولى بها الشعب الغلبان، خاصة أن العائد ليس خسائر فقط، إنما كوارث، تشوه من صورة وطن، وتشيع اليأس والإحباط فى نفوس المواطنين، وتزيد من رقعة الرعب من أن تتسلل يد عابثة تذيع بيانًا يقلب الأوضاع فى مصر رأسًا على عقب، تأسيسًا على أن التليفزيون هو رمز إرادة الأمة.
 
خطيئة إذاعة حوار قديم للرئيس ما هى إلا إنذار قوى من صوت جرس صاخب، يدق فى كل مؤسسة وإدارة وهيئة فى كل الوزارات، تصرخ بصوت عال وتقول هناك من يعبث بملفات خطيرة، تشعل نار الأزمات، وتثير القلاقل، ومع ذلك فإن الدولة، وتحديدًا السلطة التنفيذية المتمثلة فى الحكومة، ومن قبلها السلطة التشريعية المتمثلة فى البرلمان، تجعلان ودنا من طين والأخرى من عجين، وكأن الأمر لا يعنيهما، خوفًا ورعبًا وارتعاشًا من أصوات اعتراضات رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الذين يعترضون على كل شىء بالباطل قبل الحق، ولا يتجاوز عددهم بضع مئات، معظمهم لجان إلكترونية.
 
نعم الدولة، ضعيفة، واهنة، مرتعشة، تخشى الأصوات العالية، وتعطى ظهرها لمؤيديها، خشية اتهامها بأن لها مؤيدين وداعمين، فى نهج وسلوك سياسى لا مثيل له فى كل العلوم السياسية، النظرية منها والعملية، والدليل أنها ترى الفساد والمفسدين وتغض الطرف عنهم، وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية يعبثون بالملفات الخطيرة، ولا تتدخل خشية أصوات النشطاء والحقوقيين الذين لا ثقل شعبيًا لهم على الإطلاق.
 
والحقيقة المرة التى رصدها التاريخ فى مختلف العصور، أن الدولة القوية الظالمة أفضل كثيرًا من الدولة العادلة الضعيفة والواهنة، ولكم فى دولة أردوغان أسوة ومثال حى، حيث قرر- وحسب ما بثته وكالة الأناضول- استبعاد 44 ألف عامل وموظف ومسؤول كبير من مختلف الوزارات من وظائفهم ومناصبهم، وأغلق عشرات الصحف والقنوات الفضائية، وحجب مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» أكثر من مرة، ولم تستطع نخب ولا نشطاء ولا حقوقيون أن ينبسوا ولو بشطر كلمة اعتراض.
 
وهناك مقولة عظيمة فى التاريخ السياسى، مفادها أن الذى يلعب دور السيد «المسيح» بسماحته المفرطة لابد أن يخسر، لأن القوة هى العامل الجوهرى فى ترتيب العلاقات الدولية، والحفاظ على أمن الدول داخليًا، لذلك فإن الدول القوية هى التى تفرض هيمنتها، وقراراتها على الدول الضعيفة.
 
والغريب فى الأمر أن الدول القوية تظهر بوجه ديمقراطى مؤمن بالحوار، وتمنح مساحات للجدل الوهمى، المغلف بمنطق القوة، لذلك فإن الديمقراطية موجودة شكلًا، لكن المضمون هو القوة المفرطة، ورأينا ماذا اتخذت فرنسا وأمريكا وبلجيكا من إجراءات عنيفة وخشنة عقب الحوادث الإرهابية التى وقعت على أراضيها، فى حين تندد هذه الدول بأقل من مثل هذه القرارات لو اتخذتها دول ضعيفة لمواجهة الإرهاب على أراضيها، واعتبار الجماعات المتطرفة جماعات معارضة وسلمية.
 
الدول القوية تطبق ديمقراطية قوامها «الحسنى لمن يستمع فى النهاية، والعصا لمن يريد أن يتمرد»، كما أن الدول القوية هى التى صاغت قواعد اللعبة، أو ما يسمى بالشرعية الدولية، وعلى رأسها سن قوانين ميثاق الأمم المتحدة التى تسير وفق مصالحها، ولا تتقاطع معها.
 
لذلك يجب على الدولة المصرية أن تعمل وفقًا لما يقتضيه أمنها القومى، وأوضاعها الاقتصادية والسياسية، دون الوضع فى الأذهان أن هذه القرارات ستلقى اعتراض أمريكا وبريطانيا، لأن مثل هذه الدول بجانب حلفائهما تركيا وقطر، وجواسيسهم فى الداخل من الجماعات الإرهابية والحركات الفوضوية، لن ترضى عن النظام الحالى، حتى ولو كانت مصر فى عهده ستقارع الصين واليابان وألمانيا من حيث التقدم والازدهار..وللحديث بقية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باكستان تعلن إنشاء "وحدة صاروخية" جديدة لتعزيز قدرات بلاده العسكرية

الزمالك يسدد 120 ألف دولار لـ جوميز على 3 أقساط متفاوتة

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

المصري يواصل ثلاثيات الدوري بالفوز على الطلائع ويحافظ على الصدارة (فيديو)

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء


إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا


كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

انطلاق الجولة الثانية من الدوري اليوم.. تعرف على المواعيد والقنوات الناقلة

تأخير مباراة طلائع الجيش والمصري نصف ساعة بسبب منتخب الناشئين

النيابة تستدعى مصور حادث مطاردة سيارة فتيات طريق الواحات لسؤاله حول الواقعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى