سأهاجر حتى لو هموت

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم : كريم عبد السلام
فى قلب مأساة غرق مركب الهجرة غير الشرعية أمام سواحل رشيد، خرج أحد الناجين ليعلن لأهله أنه سيحاول الهروب مرة أخرى عبر البحر بنفس الطريقة، رغم علمه بأن احتمالات موته أكبر كثيرا من احتمالات وصوله إلى شواطئ أوربا، فلماذا يفضل هذا الشاب الموت على البقاء فى بلده؟ لماذا لم تهزه أو تغير قناعاته حادث غرق العشرات فى تجربته المريرة ونجاته بمعجزة؟ هل الموعودون بالنجاة فى هذه الرحلات الخطرة وغير الشرعية تقذفهم أمواج النجاة على شواطئ رمالها من ذهب وأحجارها من ياقوت فيغرفون من الكنز سنوات ثم يعودون؟ أم أن الأمر يتعلق بمعتقد سياسى يدفع المهاجرين إلى ترك بلادهم خوفا من القتل على الهوية مثلا أو الاعتقال العشوائى لسنوات فى معسكرات مثل جوانتانمو وأبو غريب؟.          
  
لا المهاجرون الذين يفضلون الموت على البقاء فى بلادهم سيغرفون الذهب واليوروهات من شواطئ أوروبا التى تطرد وتطارد الفارين واللاجئين إليها، وليسوا كذلك هاربين من القتل والاعتقال فى بلادهم مما يجعلهم يفضلون المخاطرة مع الأمل على البقاء فى وطنهم، لكنها ثقافة النموذج السائد فى منطقة جغرافية محددة تشمل البحيرة ورشيد وكفر الشيخ والإسكندرية، تلك المنطقة المطلة على البحر المتوسط التى ظلت لسنوات تستقبل ما يأتى به البحر من مهاجرين وفارين يبحثون عن الأمن فى مصر، حتى أصبح الوضع معكوسا فى العقود الأربعة الأخيرة بفعل الثقافة الجديدة.
 
تلك الثقافة الجديدة فى منطقة ساحل المتوسط باستثناء دمياط تقوم على تهريب الصبيان فى سن الرابعة عشرة إلى أوروبا وتحديدا إلى جنوب إيطاليا وهناك يكبر ويستقر ويعمل عدة سنوات ويحول لأهله اليوروهات للإعاشة ولتمويل رحلات الهجرة عير الشرعية للإخوة والأقارب، وأعرف أسرا فى البحيرة ورشيد فقدت شابين من أربعة أو شابا من ثلاثة أو ثلاثة من أربعة فى رحلات الموت هذه لكن الآخرين واصلوا الطريق ونجحوا فى الهجرة وتوفير الأموال والعودة بمستوى اجتماعى أعلى من شباب القرية أو الحى، وهذا العائد يقدم النموذج الثقافى والاجتماعى الذى لا يمكن مقاومته بالتوعية ولا بالمناشدة ولا بتجارب النجاح فى الداخل، فالعائد بعشرات الآلاف من اليوروهات يقلب حياة أسرته ومحيطه رأسا على عقب، يهدم بيت العائلة المتواضع ويبنيه عمارة ويتقدم لخطبة أجمل الفتيات فى قريته أو منطقته ويتحدث عن تجاربه وفتوحاته فى إيطاليا، فكيف يمكن إيقاف إغراء هذا النموذج أمام الشباب الصغير والعائلات المتطلعة ونحن نعيش عالما استهلاكيا ماديا من الألف إلى الياء؟
وللحديث بقية
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

العراق: قطعنا شوطا كبيرا بملف النازحين ولم يتبقَ منه سوى مراحل قليلة

انقسام داخل بيت الأمة.. الهيئة العليا لحزب الوفد توافق على طرح الثقة فى عبد السند يمامة بعد تصاعد الغضب بسبب أزمة انتخابات الشيوخ.. السكرتير العام يتولى الإدارة حتى انعقاد "العمومية الحاسمة" فى 25 يوليو

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة


أمين عام الناتو يبحث مع وزير الخارجية الألماني سبل تنفيذ مخرجات قمة لاهاي

التشكيل الرسمي لمباراة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد بنصف نهائي مونديال الأندية

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

مدبولى: الدولة اللى نجحت فى عمل أفضل برامج إسكان قادرة تتعامل مع موضوع المستأجرين


إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

فلومينينسي ضد تشيلسي.. ثنائية عاطفية تمنح جواو بيدرو أرقامًا تاريخية

نتنياهو: أؤيد رفع العقوبات على إيران حال وقف جميع أنشطتها النووية

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

الأهلى يُخطر وسام أبو على بموعد الاستعداد للموسم الجديد لحين حسم العروض

فيلم ريستارت لـ تامر حسنى يحصد 87.6 مليون جنيه خلال 6 أسابيع عرض

خلاف فى البيت الأبيض.. "AP": ترامب فوجئ بقرار تعليق أسلحة لأوكرانيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى