ماذا بعد «دسترة» الطائفية؟

جمال أسعد
جمال أسعد
جاء فى مقدمة دستور 2014 «نحن الآن نكتب دستوراً يستكمل بناء دولة ديمقراطية حديثة حكومتها مدنية»، وجاء أيضا «نكتب دستوراً يصون حرياتنا ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدته الوطنية». فهل بالفعل الدستور يعنى الدولة الديمقراطية المدنية أم أنه يقصد دولة ديمقراطية وحكومة مدنية، أى يمكن أن تكون دولة دينية وحكومتها مدنية، أى لا يحكمها رجال الدين؟ فقد جاء بالمادة الثالثة  «مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية وشؤونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية»، كما أن المادة السابعة تحدد اختصاصات الأزهر الشريف، وأنه المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والإسلامية. فهل ومنذ وجود الكنيسة وإنشاء الأزهر هناك مرجعيات دينية رسمية غير الأزهر والكنيسة؟ 
 
ولكن تحديد مواد دستورية تتحدث عن مسلمين ومسيحيين يعد فى حقيقة الأمر بداية لإرساء قواعد دستورية طائفية، وتمهيداً لأرضية تنبت قسمة وتنتج فرزاً طائفياً، لذا وبناءً على ذلك وجدنا المادة 244 من الأحكام الانتقالية تتحدث عن نسبة مقررة للأقباط كأحد مكونات المجتمع، مع العلم أن المكونات الطبقية تشمل الجميع مسلمين ومسيحيين، ولكن الحديث عن الأقباط يؤسس لقسمة بين مسلمين ومسيحين، ناهيك عما يكون قادماً من نوبيين وبدو. 
 
وإذا كانت الضغوط الكنسية استطاعت الحصول على المادة 3 وحتى يكون هناك فوارق مع دستور الإخوان، ولكن الأهم أن هذه المادة جعلت الكنيسة تتصور أنها تمتلك وصاية ليست دينية فقط على الأقباط، ولكن أصبح الأمر مدسترا لواقع مرفوض كان قبل 25/30 قد رسخ فى الضمير الجمعى أن الأقباط طائفة تابعة للكنيسة، وهى مسؤولة عنهم، بل تمثلهم دينياً وسياسياً. 
وللأسف فإن الواقع أثبت ذلك بالرغم من أن الآمال كانت كبيرة بعد 25/30 وغير ذلك. ووجدنا الكنيسة بلا مواربة تخاطب الأقباط كشعبها «وكأننا أصبحنا شعوبا»، ليخرجوا لاستقبال السيسى فى أمريكا، الشىء الذى حدد الصورة الطائفية، وأكد الفرز بين المصريين، كما أن المادة الثالثة قد أعطت الكنيسة الحق فى أن تسيطر على الأقباط كما تريد كاسرة الدستور، ومسقطة القانون الذى يساوى بين المصريين ويحمى حقوقهم، وكأن الدولة تركت الأقباط للكنيسة تمارس عليهم استبدادها خاصةً فى موضوع الزواج، فوجدنا الأوامر والتعليمات للتحكم والسيطرة فيما يسمى دورات التأهيل للزواج، فمن لم ينجح فى الامتحان بعد هذه الدورات ويحصل على 70٪ لا يحق له الزواج، ويحرم من حق طبيعى ودستورى وقانونى.. «سبحان الله!». 
 
نعم التأهيل يكون من خلال العظات والعمل الروحى وليس بالمحاضرات والامتحانات، فهذه لا ولن تضمن سعادة أو تلغى طلاقا، فالحياة مركبة ومعقدة، فكل إنسان له خصوصيته التى تختلف عن الآخرين. كما أن من يشرع فهم رهبان لا علاقة لهم بالحياة الزوجية، أين الدولة من حماية مواطنيها؟ ولماذا لا تقر الدولة الزواج المدنى لمن يرى؟ أم أنكم تكرسون لدولة دينية؟! فمظاهرها أصبحت متعددة سواء الكنيسة أو السلفيين فالأمثلة كثيرة. 
 
احسموا الموقف.. هل هى دولة دينية أم دولة مدنية حديثة يحكمها الدستور والقانون لشعب عرف الدين وأبدع التدين؟ حتى تكون مصر لكل المصريين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مطالب عبد القادر المالية تؤجل انضمامه إلى سيراميكا..وموقف واضح من الأهلي

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

ألمانيا تمول 23 مشروعا مجتمعيا فى مصر بـ13 مليون جنيه لمواجهة تحديات التنمية

أحمد وأحمد يحصد 17 مليون جنيه فى 6 أيام عرض فى السينمات

كل ما تريد معرفته عن مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى نصف نهائى المونديال


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف


الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

كثافات مرورية أعلى كوبرى أكتوبر بسبب عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

التعليم تكشف طريقة تغيير المسار الدراسى بالبكالوريا.. التفاصيل

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى