"تذكرة وحيدة للقاهرة".. كيف تآمر الجميع على النوبى دهب عجيبة سر الختم

غلاف الرواية
غلاف الرواية
قرأت لك مع أحمد إبراهيم الشريف

"ظللت أكلم نفسى طوال طريق العودة وأنا قابع فى عربة الحنطور أطالع وجوه المارة القليلين بالشارع، كدت أصرخ فيهم: يمكنكم أن تنادونى باسم أبى مؤقتا، فاسمى لم يعد مهما، أنا نفسى لم أكن أتذكره، كل ما يعنينى الآن أن أعرف نهايتى بعدما كبرت مشاكلى وتشعبت كخيوط عنكبوت، ربما هو نسيها بعد أن ظل شهورا ينسجها، وربما هجرها منذ زمن بعيد وتركنى عالقا بها وحدى أواجه مصيرا مجهولا".. النوبة وناسها ومشاكلها وتاريخها ونيلها، هى موضوع الرواية المهمة التى كتبها المستشار أشرف العشماوى مستعينا بخبرة ذاتية من عمله مساعدا لوزير العدالة الانتقالية بصفته مسئولا عن الملف النوبى، فى النهاية قدم استقالته من هذه المهمة الثقيلة عندما رأى أن لا أحد يستمع لقوله، وقدم  رواية "تذكرة وحيدة للقاهرة" الصادرة عن دار المصرية اللبنانية.

فى الرواية يعيش النوبى "دهب عجيبة سر الختم" حياة دائرية غريبة، تبدأ من التماسيح وتنتهى إليها، تتفتح عينيه على مشروع البريطانى السير ويليام ويلكوكس بتعلية خزان أسوان وتنتهى بالمحاولة الأخيرة للاستيلاء على ما تبقى من هذه الأرض عن طريق بدر المغازى وعصابته.

رحلة طويلة قضاها دهب عجيبة سر الختم بين النوبة وأسوان والقاهرة والإسكندرية وسويسرا ثم العودة للنوبة مرة أخرى، رحلته ليست مكانية فقط، فحتى اسمه أصابته هذه الرحلة بتغيرات أثرت بشكل كبير على هويته، البداية كانت مع "عجيبة" كان الجميع ينادونه به رغم أنه اسم والده متناسين اسمه "دهب" كأنه لا يمثل امتدادا لشىء، خاصة أن والده كان قد تسبب فى عمل لا يعرف هو إن كان بطولة أم أنه كان عملية انتحارية، الغريب أن "دهب" سيجد نفسه فى النهاية مضطرا لصناعة موقف مشابه لما فعله والده.

فى القاهرة وعلى يد بدر المغازى تحول اسمه إلى فارس حبيب حبشى مسيحى من السودان، وفى سويسرا أصبح اسمه "جون ليون برنار" وفى كل مرة تضيع هويته الحقيقية تحت ركام الشخصية الجديدة، ويظل هو فى داخله يتقلب على نار الضياع التى تطارده طوال الوقت.

الهاجس الأكبر الذى يطارده هو أن زوجته مسكة وابنه عجيبة، لا يعرف مصيرهما، وإن كانا غرقا فى النهر أم كتبت لهما النجاة، لكن بالنسبة له هما الشىء الوحيد الذى يبقيه حيا، وكل رحلته التى تشرد فيها كانت للبحث عنهما، لقد تحمل "عجيبة" أكثر مما يحتمل الإنسان العادى، حياة طويلة ممتلئة بالمعاناة، فى بلاد الله التى لا ترحم، وبين شخصيات لا تعرف سوى المصالح، وأنظمة حاكمة تحب الشو الإعلامى أكثر من الحقيقة.

تمتد الرواية من ثلاثينيات القرن العشرين وحتى الثمانينيات، أكثر من 50 عاما والمعاناة مستمرة وما زالت، والجميع لا يعرف عن النوبة وناسها شيئا ويرون أن تضحيتهم بسيطة ومن أجل الوطن، مع أن الوطن نسيهم على الدوام ولم يذكرهم، وفى النهاية عاد "عجيبة سر الختم" الذى لا تملك سوى التعاطف معه، محملا بالهموم ومثقلا بالوجع لتطارده الأشباح "بدأت أرى أمامى وجوها كثيرة الآن، كلها آتية من الماضى، تخترق ذاكرتى وتمر أمام عينى فلا أرى سواها ولا أشعر بمن حولى".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص فى تحطم طائرة فوق ملعب فى المكسيك

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة


مصرع 6 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة ومحافظ قنا يتابع الحادث

انتقادات مبكرة للجزء الثالث من Avatar والمخرج يرد: الإيرادات تتحدث

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

أحمد السقا: أحمد فهمى شبهى فى حاجات كتير و طول الوقت بهتم بيه

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى