المواطن «الكرة الشراب» بين «الكبار» و«التجار»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم-- وائل السمرى
تلجأ الحكومات الراشدة إلى الاستثمار فى الإنسان عن طريق تنميته ورعايته وتطويره، أما الاستثمار فى «الأطفال» فهو أمر بمثابة «فرض عين» على جميع الحكومات، سواء كانت راشدة أو غير ذلك، فلا يوجد ما هو أشد قبحا من أن تستقوى الحكومة على من لا حول لهم ولا قوة، ولا يوجد ما هو أبشع من أن تحمل الحكومة آثامها للمستقبل، فتُضْعِف الأقوياء، وتزيد من ضعف الضعفاء، وهنا لنا أن نسأل: إلى أى قاع وصلنا بعد أن حرمنا أطفالنا «الرضع» من شربة لبن تقيم ظهورهم؟
 
برغم النفى، وبرغم بعض الإجراءات العاجلة التى اتخذتها الحكومة، لكن للأسف استمرت أزمة توافر لبن الأطفال المدعم بشكل كبير، حتى إن بعض الآباء لجأوا إلى تحرير محاضر ضد وزير الصحة متهمين إياه بالتسبب فى الضرر لأبنائهم، بينما وزير الصحة على شاشات الفضائيات يدعى أنه «لا توجد أزمة فى ألبان الأطفال بمصر»، وأن «جشع التجار هو العامل الأساسى للأزمة المفتعلة»، كما ادعى أن الذين تجمهروا جائرين بالشكوى هم «تجار السوق السوداء»، وفى الحقيقة، فإنى حتى هذه اللحظة كنت أكن تقديرا كبيرا لهذا الوزير لكن تلك الكلمة خصمت من رصيده بشكل كبير، فقد رأينا كلنا أن الذين تجمهروا كانوا آباء مقهورين وأمهات حزانى، وأطفال مساكين، فلماذا التعامى؟ ولماذا المغالطة؟
 
للمرة الألف تصر الحكومة على تحميل المواطن آثامها، فلو صدقنا كلام الوزير أن «جشع التجار» والسوق السوداء هما السبب فى الأزمة، لماذا تحملنا الحكومة تقصيرها فى الرقابة؟ ولماذا تحملنا أوزارها فى عدم المحافظة على أقوات أطفالنا؟ وكيف بين ليلة وضحاها ترفع وزارة الصحة سعر اللبن المدعم من 17 جنيها إلى 26 جنيها؟ ألا تعرف الحكومة أن الذين يتهافتون على الألبان المدعمة هم أرق فئات الشعب حالا، وألا تعرف أن علبة اللبن بالكاد تكفى لثلاثة أيام، وأن هذه الزيادة ستصبح حوالى 270 جنيها شهريا؟ وأن هذه الزيادة وحدها دون ثمن اللبن الأصلى كفيلة بأن تعجز أبا يتقاضى 1500 جنيه، ويدفع إيجارا وكهرباء ومياه؟ ثم لماذا تجهد الحكومة نفسها فى تلك الأزمة وتوزع مجهودها ما بين استيراد الألبان وتعبئتها وتوزيعها والتعرض للتبديد أو تلاعب التجار، أوليس من المجدى الآن أن توزع دعما ماديا على الآباء أو الأمهات؟ أليس فى هذا الحل راحة للجميع؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

11 شهيدا فى غزة منذ فجر اليوم الجمعة

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم الإعدام

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية


حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

فيريرا يرفع شعار المفاجآت قبل مواجهة المقاولون في دوري Nile

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء


تعرف على نصائح للمترجلين لمنع تكرار حوادث الطرق ونزيف الدماء

بتروجت يصطدم اليوم بكهرباء الإسماعيلية بحثا عن الفوز الأول في الدورى

جبل شايب البنات قمة "إفرست" البحر الأحمر.. تشاهد من أعلاها شبه جزيرة سيناء ووادى قنا جنوبًا.. وتعتبر من أبرز الوجهات السياحة لتسلق الجبال.. يعد ثالث أعلى القمم فى مصر والسودان ويصل ارتفاعه إلى 2187 مترا.. صور

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

مشهد مرتبك فى لبنان.. مساع لتوحيد المواقف بشأن حصر السلاح قبل زيارة مبعوث ترامب لبيروت.. مسئول إيرانى يبث رسائل طهران من بيروت.. عون يرد: نرفض التدخل فى شئوننا ولا استثناءات فى حمل السلاح.. وترقب لخطة نزعه

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

الاتحاد يغادر إلى هونج كونج استعدادا لمواجهة النصر فى كأس السوبر السعودي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى