السلفيون ونشطاء الأقباط والدولة الدينية

جمال أسعد
جمال أسعد

هناك معوقات تجعلنا لا نتصور أن مشكلة الكنائس قد حلت بإصدار القانون

تعتمد فلسفة التشريع على أن يكون القانون الذى يتم تشريعه يجب أن يواجه مشكلة حياتية أو جماهيرية تمثل توتراً ينتج عنه مشاكل تتوالد وتتكاثر الشىء الذى إذا لم يُعالج يمثل خطراً على السلامة العامة. ولما كان أى قانون قد شرع فى الأساس لضبط العلاقة بين الجماهير ببعضهم وبينهم وبين السلطة، فلابد هنا من وجود توافق مجتمعى يعى أهمية هذا القانون حتى تكون هناك قناعة تؤدى إلى إمكانية تطبيقه. هنا وبالرغم من أن صدور قانون بناء وترميم الكنائس يعتبر خطوة مهمة ومتقدمة فى طريق طويل وشاق لحل هذه المشكلة الناتجة عن تراكم تاريخى سياسى واجتماعى وثقافى وبالطبع دينى.

 
ولما كان لهذه المشكلة بعد يتصل بفكر دينى كان يمثل معطيات واقعه ويعبر عن ظروفه التاريخية التى أنتجت تلك الرؤية وذلك الاجتهاد وهذا التفسير الذى كان متسقاً مع زمنه فبلا شك فالواقع الآن الذى تغير على المستوى المحلى والعالمى لا يتسق مع هذا الفكر وذلك التراث الذى لا علاقة له الآن بفقه الواقع، فما زال أصحاب هذا الفكر يريدون لنا أن نعيش القرن السابع الميلادى بظروفه وملابساته ومعطياته. نعم هناك ما يمكن أن يكون هادياً ومرشداً آتياً من ذلك الزمان ولكنه ليس بالضرورة أن نحول الواقع برمته إلى ذلك الزمان مسقطين التطور الطبيعى الذى أرادة الله للخليقة كلها، فهل واقعنا الحالى الآن يقبل بتطبيق هذا القانون حيث إن العبرة فى التشريع لا تتمثل فى إصداره ولكن فى قبوله وتطبيقه فلا توجد سلطة أو نظام يطبق القانون قهراً أو قصراً بديلاً عن القبول المجتمعى والقناعة الجماهيرية وإلا كان هذا القانون وذلك التطبيق طريقاً خطراً على سلامة الجميع. ولذا نرى أن هناك من المعوقات التى تجعلنا لا نتصور أن مشكلة الكنائس قد حلت بإصدار القانون، فهناك تيار سلفى يتمثل فى حزب النور هذا الحزب الذى له قناعاته واجتهاداته التى تتوافق مع مصالحه الحزبية والسياسية مستغلاً الدينى لصالح السياسى. وهذه الأفكار وتلك القناعات للجميع مطلق الحرية فى الاقتناع بها على المستوى الفكرى والعقيدى على ألا تتحول فى إطار عملى إلى أفعال وسلوكيات تحدث شرخاً للوطن وتقسيما للمواطنين وتحدياً للدستور وإسقاطاً للقانون وتفرق بين المصريين على أساس الدين بل لا تعترف بالآخر باعتباره مواطناً أعطاه الدستور حق المواطنة والمساواة. والأهم هنا أن هذا الحزب قد أصبح شريكاً فى الحكم وفى اتخاذ القرار تحت مقولة إنهم شركاء فى 3 يوليو 2013 كبديل للتيار الإسلامى حتى لا ينعت النظام أنه ضد الإسلام وليس ضد تيار الإسلام السياسى، هنا يكون الأمر ليس تعبيراً سياسياً وبرلمانياً طبيعياً برفض قانون الكنائس ولكنه كان إعلاناً صريحاً بإسقاط حقوق المواطنة وتهميش الآخر وتجاهل الدستور، وهذا يؤيد ويؤكد أن هذا التيار يعلن دوره فى تثبيت أركان دولة دينية تتسق مع أفكارهم وليس بالضرورة تجد الاقتناع من مجمل الشارع الإسلامى.
 
على الجانب الآخر هناك ما يسموا بالنشطاء الأقباط فهم الوجه الآخر للعملة حتى لو كان فى الإطار السلبى فهم يمارسون ذات الممارسة وينتجون ذات النتائج فهؤلاء وأولئك يتاجرون بالقضية إثباتاً للوجود وتوهماً بلعب دور لا يجيدونه، الغريب أن هؤلاء النشطاء يدعون ويطالبون بالدولة المدنية فى الوقت الذى يمارسون فيه تكريساً لدولة دينية فيأخذون مسمى طائفيا ويطالبون بمطالب طائفية وعلى أرضية طائفية الشىء الذى يستفز الإجماع المسلم وكأن القضية هى التقفيل على بناء المساجد وليس الحصول على قانون للكنائس بدلاً من السعى والعمل إلى إيجاد أرضية سياسية للمشكلة تحتوى الجميع وتوحد الجميع حيث إنه لا حل لهذه المشكلة ولا لغيرها بغير قناعة الجميع ومشاركة الجميع، ولذا فالأهم قبل القانون هو القضاء على هذا المناخ الذى يستغله هؤلاء وهذا دور الجميع بلا استثناء وعلى كل المستويات وفى المقدمة الأزهر والكنيسة ولكن بنيات خالصة لصالح مصر لكل المصريين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألافيس ضد الريال.. الملكي يتقدم في الشوط الأول عن طريق مبابي

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تريند 6 7.. مصطلح ينتشر بين الطلاب والمراهقين حول العالم ويحرج نائب ترامب

العالم هذا المساء.. 12 قتيلا و30 مصابا بهجوم استهدف عيد حانوكا اليهودي في أستراليا.. حماس تنعى قائد التصنيع العسكري رائد سعد وتعيّن خليفة له.. أوكرانيا تستهدف قطار وقود للجيش الروسي في القرم.. صور وفيديو


التعليم: اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن مدارس النيل لضمان عدم تكرار أي واقعة مماثلة

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى


هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى