السيسى يلتقى بوتين فى الصين وشويجو يجتمع مع صدقى صبحى بروسيا.. تعاون استراتيجى مصرى روسى على أعلى مستوى لاستئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة.. وتعاون لمكافحة الإرهاب وإجراء التدريبات المشتركة

يعد اليوم الاثنين يوما حافلا باللقاءات بين المسؤولين فى موسكو والقاهرة، حيث التقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع الرئيس السيسى فى الصين على هامش قمة العشرين، فيما التقى وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو مع وزير الدفاع صدقى صبحى خلال الدورة الثالثة للجنة الروسية  المصرية المشتركة للتعاون العسكرى الفنى.

وخلال اللقاء بين الرئيس الروسى والرئيس السيسى، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى لقاء ثنائى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تاريخ مصر وروسيا غنى بالتعاون والتنسيق، والعلاقات الثنائية بين البلدين فى السنوات الأخيرة، نتائجها مثمرة للغاية.

وأوضح الرئيس الروسى خلال لقائه السيسى فى الصين أن العلاقات مع الرئيس المصرى طيبة ومبنية على الثقة، منوها إلى أن هناك تتطورًا فى العلاقات بين الحكومات، وتعاون البرلمانات، وبطبيعة الحال، ينصب تركيزنا دائما على التعاون الاقتصادى.

وحضر الاجتماع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ووزير التنمية الاقتصادية اليكسى اوليوكاييف، الرئيس التنفيذى لشركة "روس آتوم" سيرجى كيريينكو، رئيس "روس نفط" سيرجى سيتشين، فضلا عن الرئيس التنفيذى صندوق الاستثمار المباشر الروسى كيريل ديميترييف. وضم الوفد المصرى عددا من الوزراء وكبار المسؤولين.

فيما قال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس الروسى استهل خلال اللقاء بالتأكيد على الأهمية التى توليها بلاده لتطوير العلاقات التاريخية الوثيقة مع مصر فى جميع المجالات، مشيداً بما حققته المسارات المختلفة للتعاون الثنائى بين البلدين من تقدم ملموس خلال العامين الماضيين، بما يساهم فى تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين.

ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي، على عُمق ومتانة العلاقات التى تجمع بين مصر وروسيا، مثمناً ما يشهده التعاون الثنائى من زخم خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى تطلع مصر لمواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة، مرحباً بالمشروعات الهامة التى يتعاون البلدان فى تنفيذها فى مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، فضلاً عن مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية الذى يُعد مشروعاً رائداً سينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.

وأضاف المُتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، حيث اتفق الطرفان على إيفاد وفد روسى رفيع المستوى خلال أيام إلى مصر للانتهاء من جميع الجوانب الفنية والأمنية المتعلقة بهذا الموضوع.

كما تم خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا الاقليمية والدولية، بالإضافة إلى مناقشة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، حيث اتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين فى هذا المجال.

وعلى الجانب الآخر، أكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أن بلاده تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، وفى سعيها لتعزيز الأمن الإقليمى والاستقرار فى أفريقيا.

وشدد شويجو، فى كلمة له، اليوم الاثنين، خلال الجلسة الثالثة للجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون العسكرى الفنى فى موسكو، على أن القضاء على المجموعات الإرهابية فى سيناء يدعم، ليس فقط مصر، وإنما يلبى مصالح المنطقة كاملة.

وأشار وزير الدفاع الروسى إلى أن مصر تعتبر شريكا استراتيجيا هاما جدا لروسيا فى شمال أفريقيا، منوها إلى أن العلاقات الثنائية تشهد فى الفترة الأخيرة نهوضا ملحوظا.

وذكر شويجو أن مصر تسعى للحصول على أسلحة روسية حديثة لتزويد جيشها بها، وأضاف: يلاحظ فى المجال العسكرى الفنى وجود ديناميكية إيجابية مستقرة مع ازدياد عدد العقود، وإنى أشير بكل سرور إلى أن مصر تسعى لتزويد قواتها المسلحة بنماذج حديثة من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية.

واعتبر وزير الدفاع الروسى توقيع حكومتى مصر وروسيا، فى مايو الماضى، مذكرة حول منح مصر إمكانية الوصول إلى الإشارة العالية الدقة لمنظومة الملاحة الفضائية الروسية الشاملة بواسطة الأقمار الصناعية، حدثا مفصليا هاما فى مسيرة التعاون بين البلدين.

وأعلن شويجو أن الجانبين يخططان لتنفيذ مناورات فى مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب المناورات الموجودة بالفعل ومنها المناورات البحرية، معتبرا المناورات المشتركة بين البلدين من أهم أشكال التعاون بين الجانبين. وتهتم مصر بالإنتاج المشترك مع روسيا لنظم الاتصال التكتيكية من الجيل الخامس، ومحطات الاتصال العسكرية من طراز P-168 "إكفادوك" التى صممتها شركة "سوزفيزديه" الروسية.