البرازيل.. التوافق فى الاقتصاد والسياسة

اكرم القصاص
اكرم القصاص
لم يكن نجاح الرئيس البرازيلى السابق، لولا ديسلفا، فى الاستمرار بحكم البرازيل لفترتين رئاسيتين، بسبب البرنامج الاقتصادى فقط والذى كان محليًا، جمع فيه بين الاقتصاد الحر، وإجراءات اجتماعية كبيرة. لكن النجاح كان بسبب قدرة «ديسلفا» على جمع تأييد واسع من قطاعات مختلفة من البرازيليين. سواء الفقراء أو الرأسمالية. كما أنه صارح الشعب من البداية بصعوبة الأوضاع الاقتصادية وأهمية تنفيذ برنامج تقشف شديد لاستعادة الثقة فى الاقتصاد. واجه «لولا» مشكلة انخفاض قيمة «الريال» البرازيلى أمام الدولار، والتضخم، والديون وانقطاع الكهرباء ونقص الطاقة. واجتماعياً كانت أهم المشكلات التسرب من التعليم، وتردى أحوال المدارس، وانتشار الجريمة المنظمة خاصة تجارة المخدرات، والجوع، والبطالة، والفقر، وكان المجتمع من طبقتين، قليلة من الأغنياء، وطبقة عريضة من الفقراء، وطبقة وسطى غير مرئية.
 
نفذت البرازيل برنامجًا للتقشف وَفقًا لخطة صندوق النقد الدولى، بهدف سد عجز الموازنة، والقضاء على أزمة الثقة. وعند تولى «لولا» الرئاسة لم يتراجع عن هذا البرنامج الذى بدأه سلفه «كاردوسو»، وأعلن أن سياسة التقشف هى الحل لمشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبر على هذه السياسات.
 
أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة، وارتفاع التصنيف الائتمانى، وأعاد الثقة فى الاقتصاد البرازيلى. وتلقت البرازيل نحو 200 مليار دولار استثمارات مباشرة من 2004، وحتى 2011، بالإضافة إلى دخول 3.5 مليون أجنبى بين مستثمر ومهاجر برازيلى. تضاعفت الاستثمارات، وتوفرت فرص عمل.
 
اجتماعيًا تميز البرنامج الإصلاحى للرئيس «لولا» بخطة الإعانات الاجتماعية المباشرة، والتى بدأت منذ منتصف التسعينيات، أى فى عهد «كاردوسو» قبل وصول «لولا» للحكم، ولكنه استمر فى متابعة هذا البرنامج، ووسعه ليصل إلى 0.5% من إجمالى الناتج المحلى، بتكلفة بين حوالى7 مليارات دولار. معونات مالية للأسر الفقيرة التى يقل دخلها عن 28 دولارًا شهريًّا. وترتبط المعونات بشروط صارمة، تلزم الأسرة بتعليم أطفالها والتطعيمات واللقاحات الوقائية. وصل عدد المستفيدين لـ33 % من الشعب البرازيلى.
 
 برامج «لولا» لم تقضِ على الفقر ،لكنها رفعت ملايين الأسر إلى الطبقة الوسطى. وكانت أهم خطوة فى نجاح لولا ديسلفا، المكاشفة، وصناعة توافق بين مصالح الأغنياء والفقراء، مع تأكيده على أهمية التحمل والصبر. ومن هنا كان النجاح، الذى يواجه مخاوف وتهديدات، مع ديلما روسيف التى واصلت البرنامج، لكنها عجزت عن صنع التوافق.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل تكون مباراة البنك الأهلى آخر لقاءات حامد حمدان بقميص بتروجت؟

كيف يساهم القطاع الخاص العالمي في مضاعفة صادرات المنسوجات المصرية؟.. طرح عدد من مصانع المحلة وشركات القابضة للغزل والنسيج لمشاركة القطاع الخاص تعظم الإنتاج وترفع مستوى الجودة.. وترحيب حكومي بالشراكة الدولية

عريس الأهلى يظهر فى التتش بعد انتهاء إجازة الزواج

سبورتنج يفوز على الأهلى ويتوج بكأس سوبر كرة السلة سيدات

اعترافات قاتل صديقه فى الإسكندرية: دفنت رأسه أسفل قاعدة حمام


التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام زيمبابوى.. عاشور وزيزو وصلاح أساسيين

آثار اعتداء دون جروح.. تقرير الطب الشرعى يوضح حالة سارة خليفة

قاتل صديقه بالإسكندرية: تخلصت من الجثة وجلست على مقهى وتناولت رغيف كبدة

حسن مصطفى يحصد 129 صوتا ويفوز برئاسة الاتحاد الدولى لكرة اليد للمرة السابعة

إيمى سمير غانم تكشف كواليس اختيار أسماء أبنائها مع حسن الرداد


الطقس غدا.. أجواء شديد البرودة وشبورة كثيفة والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد انطلاق مباراة مصر وزيمبابوى فى بطولة كأس أمم أفريقيا 2025

تردد القنوات المجانية الناقلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025

موعد مباراة المغرب ضد جزر القمر فى افتتاح أمم أفريقيا والقنوات الناقلة

ناصر البرنس يلتقي بشقيقه بعد حرق نفسه: كل دا عشان ما عزمتوش على الافتتاح

فريدة سيف النصر تنعي سمية الألفي بكلمات مؤثرة وتسرد ذكرياتهما معاً

وزيرة التضامن: دعم تكافل وكرامة قد يصل إلى 4000 جنيه للأسرة الواحدة

التفاصيل الكاملة لحادث سقوط سيارة نقل من أعلى الدائري واحتراقها.. فيديو وصور

قاتل صديقه بالإسكندرية: خبرتى فى الجزارة والذبح سهلت على تقطيع جثته

موعد حفل افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى