د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: نُكران الجميل

اصدقاء - صورة أرشيفية
اصدقاء - صورة أرشيفية

dr Dalia.JPG

أسوأ ما فى الحياة أن يكتشف الإنسان أنه كان يهب عمره وإخلاصه لأشخاص ناكرين للجميل، ولم ينظروا إليه بنظرة احترام وتقدير، وإنما كان هدفهم هو استغلاله والاستحواذ على ما قد تطول أيديهم منه، وبمجرد انتهاء مصلحتهم وشعورهم بأنه لم يعد له قيمة فى أعينهم، يستغنوا عنه وقد ينالوا منه على الملأ، وكأنه جماد صُنع لتحقيق مآربهم ويتناسوا أى عشرة أو صداقة أو أى علاقة إنسانية كانت تجمعهم به، وصدق من قال: "آخر خدمة الغُزّ علقة"، ولفظ " الغُزّ" هو لفظ عامى مصرى اشتقه المصريون من لفظ "الغزاة" وهم فى هذا المثل يُقصد بهم "المماليك" الذين كانوا يعيثون فى مصر فسادًا، وكانوا إذا دخلوا قرية نهبوها وأخرجوا أهلها للعمل لديهم وفى خدمتهم بالسخرة دون مقابل، وحتى إذا ما قرروا الرحيل من القرية يقوم المماليك بضربهم بالسياط بلا رحمة أو إنسانية ؛ ولذا أطلق المصريون هذا المثل كتعبير على أنهم بعد خدمتهم لهؤلاء قاموا بضربهم.

وللأسف، ليسوا المماليك فقط هم من فعلوا ذلك وإنما يُوجد الكثير من الأشخاص الذين يأتون بهذه التصرفات فى وقتنا الحالى، فللأسف أصبحت جملة المصلحة مناط الدعوى لا تُطلق فقط على المعنى القانونى، وإنما أصبحت تُطلق على كل مفاهيم الحياة، فالصداقة والحب والأخوة ضاعوا بين هذه المفاهيم وباتوا مبناهم المصلحة وأساسهم النفعية، والغريب أن من ينتهج هذا السلوك لا يجد أى حرج فى عدم اكتفائه بإنكار الجميل، وإنما أيضًا يسعى للنيل من ضحيته بكل السبل بغية تبرير موقفه أمام الجموع، وحتى لا تلوكه الألسنة ويُشهر به كشخص ناكر للجميل، فهنا لا يتوانى عن إيذاء ضحيته لنجدة نفسه، ولكن المحير فى الأمر أن سبب إطلاق المثل السالف هو تصرفات المماليك الذين لم نكن على صلة قرابة أو دم ولكن ما بالنا ونحن الآن نأتى بهذه التصرفات مع بعضنا البعض رغم كل صلات الدم والقرابة التى باتت تجمعنا. أظن أن هذا المثل فى حاجة إلى التغيير ؛ لأنه لم يعد هناك غزاة، وإنما الضرب أصبح يأتى من أقرب المقربين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحكم بسجن أنشيلوتي عامًا بتهمة التهرب الضريبي خلال فترته الأولى مع ريال مدريد

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بعد قليل

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

مقطع يشرح كيف أبدع أساطير هوليوود فى الخدع السينمائية قبل 100 عام

نتنياهو: أؤيد رفع العقوبات على إيران حال وقف جميع أنشطتها النووية


الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

الأهلي يدرس سفر كباكا وعابدين وبستانجي لمعسكر تونس

عضو بالبرلمان الأوروبى: نعانى للحصول على إعفاء فورى من "رسوم ترامب"

رفض تأجيل مباراة ريال مدريد ضد أوساسونا في الجولة الاولي من الليجا

تعرف على موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى للموسم الجديد 2025 – 2026


مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم

الحكومة تعفى المهرجانات ذات الطابع القومى من ضريبة الملاهى

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

بالأسماء.. القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ عن قطاع شرق الدلتا

الزمالك يستعيد أحمد حمدى بعد أداء مناسك العمرة

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

وزارة الصحة تحذر 3 فئات من الخروج أثناء ارتفاع درجات الحرارة

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى