قيم الثورة أهم من الثورة

جوهر عزمى
جوهر عزمى

استخدم الحوثيون فى اليمن الرصاص الحى لتفريق طلبة جامعة صنعاء الذين تظاهروا ضد سيطرة الحوثيين على البلاد. ولعل هذا يؤكد منهج كل الجماعات والتنظيمات التى تصدرت المشهد فى دول ما سمى "بالربيع العربى"، والتى استغلت براءة وحماس الشباب المخلص الساعى للتغيير وللأفضل. حيث كشفت الأيام أو الاسابيع القليلة لسقوط الأنظمة فى تلك الدول أن هذه " الثورات" افرزت جماعات وتنظيمات راديكالية معظمها مسلح وتشبه الميليشيات أكثر منه التنظيمات المدنية أو الاحزاب وأغرقت هذه الدول فى متاهات الفوضى والحروب الأهلية والتقسيمات. وهذا ما حدث مع ثورة الشباب الإيرانى على حكم الشاه 1979م، حيث كان الشباب الليبرالى واليسارى والاشتراكى هم وقود الثورة الإيرانية، وما أن سقط نظام الشاه حتى تصدر الخومينى وجماعته المشهد منفردا بالسلطة، وأعدم المئات من القيادات الثورية الحقيقية.

 

وأنشأ الحرس الثورى ليس لحماية الثورة ولكن لحماية النظام. ولكى تكون الثورات دافعا للأمام وتبنى مستقبلاً أفضل لابد لها من مفكرين ومنظرين يقفون وراءها ويمدونها بالأطر الفكرية ويحددون أبعادها ومبادئها ويمهدون الارض لما يجب أن تكون عليه تلك البلاد بعد الثورة.

 

وهكذا كانت الثورة الفرنسية حيث تشبعت فرنسا بثقافة أو قيم أو مبادئ الثورة - قبل الفعل الثورى نفسه - بمبادئ الحرية والمساواة والمواطنة والكرامة الانسانية والليبرالية وفصل الدين عن الدولة ، وذلك بفضل مفكريها أمثال فولتير وروسو وغيرهما. أما دول "الربيع العربى" فقد تهيأت شعوبها وتشبعت عبر عقود مضت بثقافة دينية متعصبة وبفكر دينى متطرف وباتت الارض فى هذه الدول مهيأة لحكم دينى ، لذلك جاءت هذه الإفرازات طبيعية ومتوقعة حيث لا وجود لثقافة القيم المدنية أو قواعد وقيادات وأحزاب ومؤسسات مدنية حقيقية لكى تملأ فراغ السلطة القائمة مثلما حدث فى تونس. وربما كانت الجيوش الوطنية هى البديل الموضوعى لهذه المؤسسات المدنية الغائبة فتقدمت وتصدرت المشهد وحافظت على بعض الدول . وفى الدول التى غابت جيوشها الوطنية كالعراق وليبيا، أو انقسمت مثل سوريا أو كانت غير مؤهلة مثل اليمن، فان هذه البلدان سقطت فريسة للفوضى والحروب الأهلية وسيطرت الميليشيات والتنظيمات المسلحة وتحللت الدولة ولم يعد هناك نظام قائم.

 حفظ الله مصر..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تعليمات خاصة من أحمد عبد الرؤوف للاعبى الزمالك

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

البايرن ضد ماينز.. هاري كين يقود هجوم البافاري في الدورى الألماني

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى