العمالة الآسيوية والمخاوف الخليجية

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
مع بداية التسعينيات من القرن الماضى، ومع إعلان عدد من دول الخليج عن خطط عمرانية وتنموية طموحة، وتدفق العمالة الأجنبية، خاصة الآسيوية من دول جنوب شرق آسيا لتنفيذ المشاريع الضخمة، بدا الحديث عن المخاوف على التركيبة السكانية لدول مجلس التعاون، وتأثير الوجود الكثيف للعمالة الآسيوية على الهوية الاجتماعية والثقافية، وربما السياسية للمجتمعات الخليجية، التى قد تأتى مرحلة يطالب فيها هؤلاء بالحقوق الاقتصادية والسياسية فى دول المهجر أو العمالة المؤقتة.
 
وأتذكر الأزمة التى حدثت خلال إحدى المؤتمرات العمالية فى البحرين منذ حوالى 10 سنوات تقريبا، ومطالبة وزير العمل الهندى بحقوق للجالية فى دول الخليج، وتساءل: «ولما لا يكون هناك مسؤولون من الهنود المقيمين فى دول التعاون فى حكومات تلك الدول؟»، مستشهدا بوصول باراك أوباما الأسود إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية، ودارت مناوشات كلامية للرد على الكلام الخطير للوزير الهندى، وبدأت دول الخليج تفكر فى بدائل تدوير العمالة مع الضغوط عليها من المنظمات الدولية لاعتبار العمال لديها من المهاجرين.
 
المخاوف الخليجية تظهر بين فترة وأخرى فى أحاديث أو كتابات يتداولها سكان منطقة الخليج لبعض الكتاب المعروفين فى الدول الخليجية، وخلال الأيام الماضية، أرسل لى أحد الأصدقاء دراسة للكاتب الإماراتى الدكتور حسين غانم غباش، وهو أقرب للدراسة الاجتماعية والثقافية عن هجرة العمالة الآسيوية والاستيطان والمستقبل الغامض للهوية العربية الخليجية.
 
الدراسة غاية فى الأهمية، ومن الضرورى قراءتها بعناية للتحذير من مستقبل غامض للهوية العربية، بل والوجود العربى ذاته فى منطقة الخليج العربى، تعالوا نقرأ بدقة ما قاله الدكتور غباش فى دراسته، فهو يرى أن المجتمعات الخليجية الصغيرة دخلت بسبب تعاظم الوجود الآسيوى فيها، فى أتون مأزق تاريخى يصعب تصور إمكانية الخروج منه، فلم يعد الأمر يهدد الهوية الثقافية التى همشت، والثوابت الوطنية التى اهتزت، بل يشكل خطرا مستقبليا على ما تبقى من الوجود البشرى العربى ذاته.
 
يواصل الدكتور حسين غباش كلماته الخطيرة: «بعيداً عن المشهد الخارجى المبهر، فإن الصورة من الداخل تثير القلق، بل الريبة، الشوارع تعج بكل الجنسيات، إلا بالمواطنين «الخليجيين»، وبشكل خاص فى الإمارات وقطر.
 
الأغلبية هندية، تليها الباكستانية، والبنغالية، والأفغانية، والفلبينية، والإيرانية، ولحقتها مؤخرا الهجرة الصينية.
 
وفقا لإحصاءات أخيرة، هناك 16 مليون آسيوى تقريبا فى بلدان الخليج الستة، ومن المتوقع أن يصل إلى 30 مليونا فى عام 2025، وتصل نسبة العمالة الأجنبية فى الكويت إلى60%، البحرين إلى 50%، السعودية 40 إلى50%، عمان إلى 30%، أما فى قطر فتصل إلى85%، وتصل نسبتها فى الإمارات إلى90%.
 
يقول الكاتب: «خلف المبانى الشاهقة وبريق الثراء، ثمة مأساة وطنية وقومية فى طور التحقق».. نستكمل غدا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور جاهز للسفر مع الأهلى لتونس والمشاركة فى المعسكر الخارجى

نموذج استرشادى لامتحان مادة الأحياء لطلاب الثانوية العامة.. حل واختبر مذاكرتك

موعد مباراة ناشئات الطائرة أمام جمهورية الدومينيكان فى تحديد مراكز بطولة العالم

اتحاد اليد يرسل للأندية تعميم بخصوص الزي في الموسم الجديد

قبل معسكر العاصمة الإدارية.. الزمالك يُغير موعد ودية أورانج


انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على طمأنة المستأجرين وستكون هناك بدائل جاهزة لهم

السيدة انتصار السيسى تتواصل هاتفيًا مع والدة البطل نور امتياز كامل

ريال مدريد مهدد بفقدان أرنولد ضد باريس سان جيرمان بمونديال الأندية

قيادي بحماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين


كريم الدبيس يطلب الرحيل بحثا عن المشاركة الأساسية خارج الأهلي

رئيس الوزراء: الساحل الشمالى أصبح يحظى بنصيب كبير من السياحة المصرية

الهضبة يواصل التألق.. "ابتدينا" يدخل قائمة أفضل 10 ألبومات عالمية على سبوتيفاى

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

أمير كرارة يظهر بأكثر من شخصية فى تريللر فيلم "الشاطر".. صور

رفض تأجيل مباراة ريال مدريد ضد أوساسونا في الجولة الاولي من الليجا

الحكومة تكلف صندوق مصر السيادي باتخاذ اللازم بالنسبة المقرات بعد الانتقال إلى العاصمة

رئيس الوزراء خلال اجتماع الحكومة: الرئيس السيسي وجه بتشكيل لجنة متخصصة للوقوف على أسباب اندلاع الحريق بمبني سنترال رمسيس.. والحكومة حريصة على وضع تصور واضح لمستأجري القانون القديم يتضمن العديد من البدائل

باريس سان جيرمان يتحدى ريال مدريد في قمة ساخنة بنصف نهائي كأس العالم للأندية.. بطل أوروبا يواجه الملكي تحت "وطأة الغيابات".. كيليان مبابي ضد إنريكي بلقاء "تصفية الحسابات".. وتشيلسي ينتظر الفائز في مشهد الختام

فيورنتينا يتحرك لتأمين مستقبل مويس كين خوفًا من مانشستر يونايتد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى