"فيس بوك" تسعى لإرضاء الصحفيين.. الشبكة الاجتماعية تطلق مشروعا ينظم علاقتها بالمؤسسات الصحفية لحل أزمة الأخبار المضللة.. وخطوات جديدة لتدريب الصحفيين والتواصل معهم لتقديم أخبار تلائم القارئ

فى محاولة لتحسين علاقتها مع عالم صناعة الأخبار، أطلقت فيس بوك مشروعا جديدا للتعاون مع الصحفيين حول العالم، وتأتى هذه الخطوة بعد أقل من شهر من إعلان الشركة الأمريكية عن استراتيجيتها لمعالجة الأخبار الوهمية المنتشرة على الشبكة الاجتماعية.

وقال مدير فيس بوك للمنتجات "Fidji Simo" عبر المدونة الخاصة بالشركة على الإنترنت: "إننا سوف نتعاون مع وكالات الأنباء العالمية لتطوير المنتجات والمحتوى الإخبارى بشكل عام، والتعلم من الصحفيين الطرق التى يمكن أن تكون بها فيس بوك شريك أفضل لهم، والعمل مع الناشرين حول الطريقة التى تساعدنا فى تزويد الناس بالمعرفة التى يحتاجونها فى العصر الرقمى الحديث".

تفاصيل مشروع فيس بوك للصحفيين

ووفقا للشركة، فسيتضمن مشروع الصحافة الجديد الخاص بفيس بوك بنودا لتطوير أشكال تقديم القصص الإخبارية الجديدة، ليلائم احتياجات القراء، والعمل معهم على بناء منتجات جديدة  من خلال استخدام خدمات مثل البث المباشر، والبث 360 درجة، وخدمة Instant Articles وغيرها من الخدمات الأخرى.

وذكر موقع "fox news" الأمريكى أن على سبيل المثال، الشبكة الاجتماعية الأولى فى العالم ستعمل خلال الفترة القادمة على اختبار ميزة جديدة داخل خدمة "المقالات الفورية" تسمح للقراء بالاطلاع على مقالات متعددة فى نفس الوقت من وكالات الأنباء المفضلة لديهم، لذلك فيس بوك تتطلع أيضا إلى الحصول على مواد من الصحفيين وغرف الأخبار لدعم الأخبار المحلية بشكل أكثر تطورا من الطرق التقليدية فى عرض الخبر.

ومن المقرر أن تبدأ شركة فيس بوك فى تطبيق المشروع الجديد خلال الأسابيع القادمة، وهناك عدد من الصحف الكبرى التى تعاونت معها مثل "واشنطن بوست، و Vox Media، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن فيس بوك عرضت عليها الانضمام ولكنها تفكر فى الأمر.

تطوير المحتوى الإخبارى

لم يقتصر مشروع فيس بوك الخاص بالصحفيين على ذلك فقط، بل تريد فيس بوك أن يتعاون المهندسون الذين يعملون بها مع المطورين من وكالات الأنباء والصحف الكبرى لتحديد الفرص وحل المشكلات، كما أنها ستوفر تدريبات للصحفيين من خلال تقديم سلسلة من دورات التعلم الإلكترونى على منتجاتها والأدوات والخدمات الخاصة بها، أوضح "سيمو" فى منشوره الأخير أن فيس بوك تواصل جهودها للحد من انتشار الأخبار الكاذبة على الموقع، وتعمل بشكل كبير من المختصين للوصول إلى نتيجة ترضى القراء.

فيس بوك مصدر الأخبار المضللة 

جدير بالذكر أن كل هذه الخطوات تتخذها فيس بوك من أجل التغلب على فضيحة الأخبار الكاذبة التى تنتشر على الموقع بشكل كبير، والتى أثارت غضب الجميع خاصة مع خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، واتهم البعض فيس بوك بأنها تساعد المواقع الوهمية والكاذبة فى الانتشار وتصدير معلومات خاطئة يمكن أن تؤثر سلبا على مستقبل شعوب.

وكان الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك "مارك زوكربيرج" حاول التأكيد أكثر من مرة على أن الشبكة الاجتماعية هى شركة تكنولوجية، وليست شركة وسائل إعلام، ولكنه فى تصريحات سابقة قال: "نحن لا تكتب الأخبار التى يقرأها الناس على فيس بوك، ولكن فى نفس الوقت نعلم أيضا أننا نقوم بأكثر من مجرد توزيع الأخبار، وإننا جزء هام كمصدر للحصول على الأخبار".

مشكلات الصحف مع فيس بوك

تعتمد الصحف والمواقع الإخبارية الكبرى  على فيس بوك بشكل أساسى فى نشر أخبارها والترويج لها، ولكن الخطوات التى يتخذها الموقع من فترة لأخرى وتغير الطريقة التى تظهر بها الأخبار للمستخدمين "الخوارزمية" تؤثر سلبا على "ترافيك" المواقع الكبرى، وسبق وأثرت بشكل سلبى على موقع مثل Elite Daily وUpworthy.

وليس هذا فقط بل وفقا لتقرير من "نيورك تايمز" فشركة فيس بوك مسئولة بشكل أساسى على الأزمات المالية التى تعانى منها الصحف، حيث أصبح المعلنون ينفقون أموالهم مباشرة على فيس بوك وجوجل بدلا من توجيهها للصحف والمواقع الإخبارية ذات المصداقية، حيث تمثل جوجل وفيس بوك أغلب النمو فى سوق الإعلان الرقمى فى الولايات المتحدة فى النصف الأول من عام 2016، وفقا لتقديرات مكتب الإعلان التفاعلى.

موقف الصحف من المشروع الجديد 

ولم تعلن أغلب الصحف العالمية حتى الآن عن موقفها من مشروع فيس بوك الجديد للصحفيين وما إذا كانت ستشارك فيه أم لا، إلا صحيفة "واشنطن بوست" التى انضمت بالفعل للمشروع إذ قال شاليش براكاش نائب رئيس تطوير المنتجات الرقمية بصحيفة واشنطن بوست: إن التعاون  قد يحسن العلاقات وربما يساعد فى التغلب على بعض التحديات التى تواجه الناشرين، مثل كيفية زيادة الاشتراكات أو الاشتراك فى الرسائل الإخبارية من داخل فيس بوك.