هل تقتنى "الثقافة" لوحات الملكة فريدة لوضعها فى متحف الفن الحديث؟

سؤال يطرح نفسه بقوة وينتظر إجابة، هل تسعى وزارة الثقافة، ممثلة فى قطاع الفنون التشكيلية إلى اقتناء عددٍ من أعمال الملكة فريدة لوضعها فى متحف الفن الحديث؟، أو يسعى أحد رجال الأعمال المصريين للقيام بهذه الخطوة الوطنية، خاصة أن لدينا رجال أعمال يقومون بدعم الثقافة والفنون؟.

 

فالأميرة ياسمين، حفيدة الملكة فريدة، أعلنت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أمس، عن إتاحة بعض أعمال الملكة فريدة للبيع، وذلك خلال تواجدها فى افتتاح معرض ومتحف مقتنيات أعمال الملكة، الذى أقامته الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم مؤسسة قاعة الشموع؛ ولذا فإننا نجد أنفسنا أمام لحظة فارقة ومهمة تتعلق فى المقام الأول بأهمية حفظ الذاكرة المصرية من الضياع، فمن المؤكد أن عشاق الفن التشكيلى أو غيرهم سوف تكون لديهم رغبة كبيرة فى أن يحتفظ أحدهم بإحدى لوحات الملكة فريدة، وفى هذه الحالة فسوف تتفرق أعمالها سواءً فى مصر أو خارجها، حتى نفاجأ ذات يوم بأن إحدى لوحاتها تباع فى أشهر المزادات للأعمال الفنية، والسؤال هنا: هل تنتبه وزارة الثقافة، أو أحد رجال الأعمال لهذه اللوحات وما تحمله من قيمة فنية وتاريخية؟.

 

فاللوحات التى تم عرضها أمس، وسوف يستمر عرضها لمدة ثلاثة أسابيع أخرى، هى اللوحات المتبقية من مجمل لوحات أخرى تمت سرقتها وبلغ عددها 100 لوحة مفقودة، ولم نسمع عنها حتى اليوم، منذ رحيل الملكة، وفى الوقت نفسه فقد شهد حفل افتتاح المعرض حضورًا كبيرًا سواءً على مستوى الشخصيات الثقافية والفنية، أو على مستوى الإعلام العربى والأجنبى، الذى أعطى اهتماماً كبيرًا له، وحرص على تصوير كل ما يتعلق بالملكة التى أحبها المصريون.

 

فالملكة فريدة، تعد شخصية فريدة ومتميزة على عدة مستويات، حيث يعتبرها المصريون آخر ملكة جلست على عرش مصر، ولذلك سموها بـ"الطاهرة" فكما هو معروف أن هناك قصرًا من عهد الملكية سُمى بالصفة التى منحها لها المصريون وهو قصر "الطاهرة"، ولكن عندما طلبت الطلاق من الملك فاروق تزوج بعدها ناريمان التى لم تمكث مع فاروق إلا سنوات قليلة جدًا، ولم تقف إلى جواره فى محنته فى غربته فى إيطاليا وطلبت العودة إلى مصر وتزوجت بعده اثنين، والمصريون لم يعتادوا أن تتزوج ملكة من شخص عادى بعد ذلك، وهذا ما لم تفعله فريدة، حيث ظلت منتمية إلى الملك ورفضت طلب الزواج منها، ولذا اعتبرها المصريون أنها آخر من جلست على العرش.

 

ومن ناحية أخرى، فالملكة فريدة قبل أن تتزوج من الملك فاروق، فهى ابنة أخت الرائد محمود سعيد، أحد كبار فنانى العالم، الذى تعد لوحاته هى الأغلى فى العالم العربى، حتى يومنا هذا، كما أنها ابنة خالة الفنان الرائد سعد الخادم، ومبكرًا قبل زواجها من الملك كانت تمارس موهبة الرسم، والموسيقى، إلا أنها انقطعت عن ممارسة موهبتها بعد الزواج، ثم عادت إليها مجددًا بعد طلبها للطلاق.

 

كل هذا يجعل لأعمال الملكة فريدة، قيمة كبيرة يكون من المؤسف حقا تركها بهذه الطريقة، دون اتخاذ أى خطوة جادة من أجل حفظ هذا التراث المصرى، الذى لا يتكرر، فكونها آخر امرأة جلست على عرش مصر، وأحبها المصريون، وكونها فنانة تشكيلية من أسرة فنية كبيرة، يجعلنا نسعى لأن نحفظ هذه اللوحات، إن لم نسع أيضًا للمطالبة بكافة مقتنيات الملكة وحفظها أيضًا مع لوحاتها فى متحف الفن الحديث.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

احدى لوحات الملكة فريده