ذات يوم «14 يناير 1946».. الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة

الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة
الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة
يكتبها: سعيد الشحات
أقامت السفارة البريطانية فى القاهرة حفلها لاستقبال العاهل السعودى الملك «عبدالعزيز سعود بن عبدالعزيز»، أعدت السفارة الحفل فى القاعة الكبرى بالطابق الأول وسط تناثر الورود، حسب وصف السفير البريطانى فى القاهرة «اللورد كيلرن» فى الجزء الثانى من مذكراته، ترجمة دكتور عبدالرءوف أحمد عمر «الهيئة العامة للكتاب- القاهرة».
 
كانت الساعة الثانية ظهرا، حين ذهب الملك عبدالعزيز والوفد المرافق له إلى السفارة فى مثل هذا اليوم «14 يناير 1946»، وذلك أثناء زيارته إلى مصر، ويؤكد «كيلرن» أنه طبقا للموعد المحدد، وصل «بن سعود» «هكذا يسميه فى المذكرات»، وكان فى حالة ممتازة ويتحدث بصراحة، وخلفه مترجم، وكان يساعده «عزام باشا» أمين عام جامعة الدول العربية، وكان معه سمو الأمير سيف الإسلام عبداللاه، ومحمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر، وسعادة الشيخ يوسف ياسين، وسعادة محمد راغب، وسعادة عزام باشا «أمين عام جامعة الدول العربية»، وسعادة السفير السعودى بالقاهرة، وسعادة حسن يوسف، بالإضافة إلى الشخصيات البريطانية، وتناولت المحادثات بين الملك والسفير البريطانى مسألة فلسطين والعلاقات مع بريطانيا، لكن حديث الملك بدأ بإظهار مخاوفه من الخطر الروسى على منطقة الشرق الأوسط.
 
سجل «كيلرن» وقائع الاجتماع فى تقرير أرسله إلى حكومته، ويأتى بنصه فى مذكراته قائلا: إن سعود أشار له بأن اليهود يشكلون خطرا جسيما فى الوقت الحاضر ضد الإسلام، وضد العلاقات العربية الإنجليزية، وأضاف: «بريطانيا ناصرت العرب فى الأيام الحالكة، ولكنه يود أن يؤكد رغبته أن تكون إنجلترا كذلك صديقة لهم فى وقت الرخاء أيضا أى أنها صديقة لهم فى السراء والضراء، وإذا كان العرب يرتكبون بعض الحماقات من حين لآخر ضد النفوذ الإنجليزى، فإن هذا يشبه الابن الذى يتمنى لأبيه الموت، ولكن الأب نفسه يتمنى طول البقاء لابنه، ولا شىء يؤثر فى العلاقات العربية الإنجليزية، طالما لا تسعى إنجلترا أن تمس العقيدة الإسلامية بأى سوء أو المساس بمستقبل العرب، وأنه ما من شىء يمكنه أن يفصم عرى صداقة العرب مع بريطانيا، إلا أنه سوف يدافع عن المقدسات الإسلامية ويقاتل من أجلها ولو قاده ذلك إلى النضال ضد بريطانيا ذاتها التى يعتقد أنها من أوفى الأصدقاء.
 
وتطورت المحادثات إلى مناقشات عامة عن فلسطين واليهود وملخصها طبقا لمذكرات «كيلرن»: «أن المسلمين حكموا فلسطين لمدة 1400 عام، ولم ينتزعوها من يد اليهود، ولكن انتزعوها بحد السيف من يد الرومان، وتساءل عما إذا كان بمقدور أى دولة أوروبية أن تتخلى عن أقاليم استولت عليها خلال 1400 عاما الماضية، إن الله وعد المسلمين بأن اليهود لم يحكموهم ويعلوا عليهم، وأنه لا يصدق أنهم يستطيعون، ولكن الموقف سوف يتصاعد، حيث تتصاعد التهديدات وإراقة الدماء كنتيجة حتمية إذا منح اليهود حقا ليس ملكا لهم، وأنه لم يفهم حتى الآن لماذا يقوم الألمان والبولنديون بقتل اليهود واضطهادهم؟ وأن العرب هم الذين يدفعون الثمن، وأعرب العاهل السعودى عن أمله فى أن ترحب بريطانيا بالجامعة العربية إذ كانت تبغى، أى بريطانيا معرفة أمانى العرب الحقيقية وآمالهم، وأن تفكر فيها مليا دون أن تتأثر بأساليب الدعاية اليهودية.
 
يضيف «كيلرن» فى تقريره أن الملك عبدالعزيز قال: «إنه لا يستطيع أن يتبين حقيقة تدخل الأمريكان فى المسألة العربية اليهودية، وأنه يحب ويقدر الجنود الإنجليز باستمرار، ومنذ انتهاء الحرب بالنصر ازداد تقديره للجنود الإنجليز أكثر من ذى قبل، ووجد أن هؤلاء الإنجليز لا يحبون اليهود، وهذا يزيد من حبه وتقديره لهم».
 
وأضاف: «لعنة الله على إيران» لأنه منذ 1400 سنة مضت لم يكن يهودى واحد فى داخل القوات المسلحة، وأضاف جلالته بأنه طوال حياته لم تقع عيناه على يهودى، ولم يحدث ذلك إلا مرة واحدة، حينما علم بوجود أحد اليهود حينما استولى على «الأحساء»، وتصادف أن قام بزيارة إلى سوق المدينة، وشم رائحة غريبة كريهة لم تكن معروفة لديه، وبالاستفسار عن أصل هذه الرائحة الكريهة، فقد أخبروه بأن مصدرها محل لبيع الخمور الكحولية، وقال: من فعل هذا؟ فقيل له يهودى، وطلب أن يحضروا له هذا الشخص فى الحال، ولكن تمكن اليهودى «الإيرانى» من الهرب بمساعدة جرسون من الأتراك. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قانون المرور اشترط تواجد حقيبة الإسعافات فى السيارة.. اعرف مكوناتها

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية


مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى


أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من شبورة كثيفة وتكشف خرائط الأمطار المتوقعة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الأهلى يجدد مفاوضاته مع دياباتى بعد إصابة النعيمات وتعثر صفقة الصباغ

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى