قطار اليمين يقترب من أمريكا اللاتينية واليسار يواصل الاندثار.. إطاحة المعارضة بـ"ديلما روسيف" من رئاسة البرازيل.. خسارة رئيسة الأرجنتين وتراجع شعبية موراليس فى بوليفيا يعززان فرص صعود أحزاب اليمين

قطار اليمين يقترب من أمريكا اللاتينية واليسار يواصل الاندثار
قطار اليمين يقترب من أمريكا اللاتينية واليسار يواصل الاندثار
كتبت فاطمة شوقى

تتجه دول أمريكا اللاتينية، على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، نحو صعود الأحزاب اليمينية، وذلك بعد الانتكاسات التى لحقت بأحزاب اليسار التى تولت السلطة فى غالبية تلك الدول، بما فى ذلك الأحزاب اليسارية الماركسية.

 

وفى مؤشرات على صعود اليمين خلال السنوات القليلة الماضية داخل دول أمريكا اللاتينية، وصعود أسهم اليمين، جاء فوز المرشح اليمينى وعندة بونيس آيرس، موريسيو ماكرى برئاسة الأرجنتين، فيما تكبد اليسار خسائر فادحة فى الانتخابات الرئاسية فى بيرور، عندما انحسر التنافس على خلافة اليسارى أولانتا هومالا بين مرشحى اليمين كايكو فوجيمورى، وبدرو باولو كوشينسكى، كما جاءت الإطاحة برئيسة البرازيل، ديلما روسيف عبر تصويت مجلس الشيوخ، وتولى نائبها ميشيل تامر السلطة، لتعزز ظاهرة اندثار اليسار.

 

وفى الأرجنتين فازت الرئيسة كريستينا فيرنانديز كيرشنر مرشحة اليسار بالانتخابات من العام 2007 إلى 2015، فيما حل بديلا عنها فى نهاية 2015 الرئيس الحالى موريسيو ماكرى مرشح اليمين.

 

أما فى بوليفيا فمازال إيفو موراليس مرشح اليسار يحكم منذ 2006، حتى الآن لكن فوزه فى الانتخابات الأخيرة بنسبة 60% فقط أثار قلق المنتمين للتيار اليسارى من إمكانية تغير جديد بمزاجية الناخبين قبيل الانتخابات المقبلة، فى ظل الموائمات السياسية بين تيارى الوسط واليمين.

 

وفى البرازيل حكمت ديلما روسيف وريثة اليسار بين 2011 و2016، قبل الإطاحة بها فى انقلاب مؤسساتى مدعوم من البرلمان وبعض القضاة المنتمين ليمين الوسط بمساعدة نائبها ميشيل تامر بدعوى تورطها بقضايا فساد، وهى أكبر دول القارة تأثيرا فىى موجات المد اليسارى اللاتينية منذ السبعينيات.

 

وفى تشيلى حكم سيباستيان بينييرا، مرشح اليمين بين 2010 و2014، قبل أن تعود ميشال باشليت "يسار" للحكم مجددا فى 2016، لكن شعبية باشليت انخفضت إلى مستويات غير مسبوقة، مما يهدد من أجندتها الطموحة للإصلاحات الدستورية والتعليمية، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك فضائح الفساد المتورط فيها ابنها وضعف تحالف يسار الوسط الحاكم، ما يعنى أن عودة يمين الوسط إلى السلطة عام 2017 تبدو مرجحة بشكل متزايد.

 

أما كولومبيا، فمازال خوان مانويل سانتوس "يمين" يحكم منذ 2010، بينما يحكم رافائيل كورييا "يسار" بالإكوادور منذ 2007 لكن فوزه غير المريح بالانتخابات الأخيرة شكل جرس إنذار بضرورة تغيير راديكالية اليساريين بالبلاد والبحث عن تحالفات جديدة.

 

كما أن الإطاحة برئيسة البرازيل تؤكد تحول أمريكا اللاتينية إلى اليمين، ويأس الشعوب من اليسار، ولكن لم تكن الحرب الاقتصادية ولا الخيارات السياسية الخارجية هى السبب الرئيسى فى فشل اليسار اللاتينى، ولكن المسئولين اليسارين أنفسهم هم الذين فشلوا فى تحقيق آمال الناس وإعطاء خصومهم الذرائع الكافية لتحويل الرأى العام من مساند إلى محبط ويائس.

 

 

وبالنظر إلى اليسار اللاتينى القديم المتمثل فى رفائيل كوريا فى الإكوادور ونستور كيرشنر فى الأرجنتين وهوجو تشافيز فى فنزويلا فقد استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا، فى رفع أسعار وإنتاج المواد الخام من النفط والغاز والمنتجات الزراعية، وتحسين ظروف الصحة والتعليم والسكن فى الأحياء الفقيرة، الأمر الذى مكنهم من قيادة سياسات طموحة لإعادة التوازن فى توزيع الثروة، أما اليسار الجديد فلم يستطع الحفاظ على ذلك فمنذ 2010 بدأ انخفاض الأسعار خاصة بالنسبة للطاقة وهو ما انعكس على موارد هذه الدول، وأصبح من الصعب الحفاظ على سياستها اليسارية فى إعادة التوزيع، وهو ما أدى إلى فشل اليسار اللاتينى الجديد.

 

وهناك أسباب أخرى لانتكاسة اليسار فى أمريكا اللاتينية والتى منها فقدان روسيف ومادورو للقدرة على التأثير وقمة الشخصية التى كان يتميز بها أسلافهم من لولا دا سيلفا وهوجو تشافيز، إلا أن فى النهاية زادت واقعة لولا دا سيلفا من أزمة الحكومة واليسار هناك، فقذفه باتهامات فساد، يرجح أنها سياسية فى المقام الأول، ومقابلة اليسار ذلك بالتحصين وكشف كذب الإدعاءات، نال أكثر من مصداقية اليسار.

 

أما فى الأرجنتين فتكون من أمثلة سوء الإدارة، حيث تسبب التدخل المبالغ فيه من جانب الدولة فيما يخص إدارة المنظومة الاقتصادية فى زيادة معدلات الفساد وتعاظم نفوذ النخبة، مما أدى إلى انهيار النظام الاقتصادى فى النهاية، وعمدت الدولة إلى تعقيد إجراءات عمل القطاع الخاص، وهو ما عطل فاعلا أساسيا لدفع الاقتصاد، وقابلت ذلك بزيادة مخصصات الإنفاق، مما أدخلها فى واحدة من أكبر حالات عجز الموازنة طوال عقود.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

أحمد السقا: أحمد فهمى شبهى فى حاجات كتير و طول الوقت بهتم بيه

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

حسام حسن يستقر على خطة مباراة مصر ونيجيريا

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى