اتجاه واشنطن لحظر الإخوان ينتقل لدول أوروبا.. ارتباط سياسات بريطانيا بأمريكا تجعلها تتخذ نفس الموقف.. خبراء: فرنسا وكندا مؤهلتان لاتخاذ نفس الخطوات.. وصعود التيار اليمينى بباريس يشكل خطرًا على التنظيم

يبدو أن الاتجاه الأمريكى لاعتبار الإخوان جماعة إرهابية، لن يتوقف عليها فقط، بل ستذهب دول اخرى إلى اتخاذ نفس المبدأ، خاصة فى ظل ارتباط كبير بين سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الدول، فتصريحات وزير الخارجية الأمريكى فى الإدارة الجديدة لدونالد ترامب بأن واشنطن ستتخذ إجراءات ضد الجماعة، سيدفع دول أخرى لاتخاذ تفس الاتجاه.

وأصرت دول عديدة على بقاء العلاقة بينها وبين الإخوان جيدة، وسمعت للتنظيم أن يمارس نشاطه بشكل طبيعى، على راسها بريطانيا، التى سمحت لمكتبهها فى لندن أن يمارس نشاطه بشكل طبيعى، وكذلك سويسرا، التى تترك لمنظمات خارجية إخوانية أن تحضر بعض المحافل الحقوقية، إلى جانب بلجيكا التى سمحت بتدشين بعض الائتلافات الدولية على رأسها الائتلاف العالمى للحقوق والحريات. إلا أن هذه الدول ستتخذ مواقف مشابهة بشكل كبير للموقف الأمريكى فى الفترة المقبلة، وقد تدير ظهرها لجماعة الإخوان، أو على الأقل لا تسمح بتوسع نشاطها، أو ترك الحرية لأنصارها لتنظيم فعاليات كما كانوا فى السابق.

وأكد خبراء وباحثون أن هناك عددا من الدول ستتبع نفس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، إما بسبب ارتباط سياساتها، أو للصعود تيار اليمين المحافظ بها وهو نفس التيار الذى ينتمى له دونالد ترامب.

وقال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فرنسا تعد الدولة المؤهلة رقم 1 فى أن تتبع نفس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن هناك اتجاها لصعود اليمين المحافظ بها، الذى يحمل مواقف عدائية تجاه الإخوان.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع" أن كافة دول أوروبا التى سيصعد فيها اليمين المتطرف ستتجه لاتخاذ نفس موقف واشنطن، وبالتالى ستحظر أنشطة الإخوان، أو على الأقل ستمنع التواجد المكثف لهم على أراضيها.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن بريطانيا ستجد نفسها مضطرة لأن تغير موقفها تجاه جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها، نظرا لارتباط الدولة البريطانية بشكل كبير، بسياسات واشنطن.

وأضاف الباحث الإسلامى لـ"اليوم السابع" أن بريطانيا فهى لو اتخذت خطوة سلبية تجاه الإخوان فستكون مكرهة على ذلك لأنها لا تقبل القيام بهذا الامر برضاها، ولكن ستجد نفسها مضطرة إلى أن ترفع الغطاء السياسى عن الإخوان، وتتعامل معهم بواقع جديد غير الذى تعودت عليه.

وفى السياق ذاته، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، أن دول أوروبية مثل بلجيكا ستضطر إلى أن تغلق كافة الائتفات التى دشنتها الإخوان داخل أراضيها خلال الفترة المقبلة، نظرا لأن دول أوروبا دائما ما تتبع نفس المواقف التى تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف القيادى السابق بالإخوان، أن كندا أيضا ستكون من بين الدول التى ستتخذ مواقف عدائية ضد الإخوان، خاصة أن الجماعة بدأت تسلط الضوء فى تحركاتها على مونتريال.